يبدو أن أحداث ما بعد فض اعتصامي «رابعة» و«النهضة» أربكت أنصار الرئيس المعزول الذين ضلعوا في هجمات عنف وإرهاب طالت جميع أجزاء الدولة المصرية بداية من المواطن وحتى المنشآت والمباني. فقد جاء فض الاعتصام شبه مفاجئ لذلك التنظيم بعد أن بدا أمام كل من تابع وراقب الوضع السياسي المُلتهب في مصر عجز قوات الأمن في التعامل مع اعتصامات التنظيم، إلا أن الأمن كان يتبع خطة خداع تكتيتي للتخلص من الاعتصام بأقل خسائر ممكنة وعلى غير المتوقع. فكان ميعاد وساعة الصفر مفاجئين للجماعة الأكثر تنظيماً في مصر وعلى الرغم من تنظيمها فقد بدت أمام الجميع مرتبكة للغاية ففشلهم في تنظيم المسيرات التي قد أعلنوا عنها أمس الأول هو الدليل على ذلك الفشل، إلا أنها لم تستسلم ولجأت إلى أعمال الإرهاب التي وقعت كحل بديل للمسيرات؛ فقد هاجمت مجموعة مسلحة على سيارات الترحيلات التي كانت تقل أكثر من 600 متهم في الأحداث الإرهابية الأخيرة أودت بحياة أكثر من 36 متهما لحقها هجوم آخر مسلح أسقط 24 جندياً عائدين من إجازاتهم إلى سيناء. وعلق عدد من الخبراء الأمنيين حول استراتيجيات تنظيم الإخوان لمواجهة فشل الحشد للمسيرات بأن الجماعة تمتلك العديد من الخطط والاستراتيجيات البديلة وأهمها انتهاج أعمال العنف والإرهاب المباشر ضد المواطنين الآمنين. وطالبوا بضرورة تحرك الجهات الأمنية والحصول على أدق المعلومات حول مواعيد تحرك هذه الجماعات الإرهابية قبل وقوع أي هجمات لإعادة هيبة الدولة المصرية. أبدى اللواء أحمد الفولي الخبير الأمني أسفه الشديد حول الهجوم غير المبرر على سيارات الجنود التي أودت بحياة 24 جندياً صباح أمس ومقتل أكثر من 36 شخصاً من المتهمين أثناء محاولة تهريبه أمس الأول، مؤكداً أن هذه الأحداث الإرهابية هي من صنع تنظيم الإخوان الإرهابي. وأوضح الفولي أن ذلك التنظيم لا ينتهج حضارية التظاهر السلمي أو المسيرات كما يدعون، بل هم يستترون بأعمالهم الإرهابية وراء تلك المسميات موضحاً أن حديثهم عن فشل مسيراتهم أمس الأول هو وهم من البداية وإلغاء جميع الفعاليات عملية خداع لقوات الأمن حتى ينهكوا وتستنفد جميع طاقتهم، موضحاً أن في الوقت نفسه تستعد تلك الجماعات الإرهابية إلى خطط مفاجئة تربك بها الأمن. وقال الخبير الأمني إن تعامل قوات الأمن مع الهجوم على المتهمين أثناء تهريبهم أمس الأول كانت خطة إخوانية إرهابية مدبرة ومُعدة مسبقاً لتصفية المتهمين قبل التحقيق معهم وفي الوقت نفسه يظهر أمام العالم أن قوات الأمن هي من حاولت قتل الأبرياء، مناشداً قوات الأمن أن تكون أكثر حزماً مع تلك التشكيلات الإرهابية. وأكد اللواء فؤاد علام الخبير الأمني أن أنصار المعزول في فترة ما بعد الفض فشلوا فشلاً ذريعاً تماماً في فكرة الحشد وهذا ما بدا للجميع، مضيفاً أن هذا التنظيم الإرهابي يمتلك العديد من الخطط البديلة في حالة فشل إحداها وبالطبع الدماء والعنف والإرهاب هى على أولويات تلك الخطط. وأشار علام إلى أن فشل الإخوان في الحشد يجعلهم أكثر وحشية وانتقاماً وتغيير استراتيجية الحشد ستكون باستراتيجيات أخرى دموية من شأنها إصابة البلاد بالشلل التام، وذلك لعلاقات أنصار المعزول بالمجموعات الإرهابية المتواجدة في سيناء والتي ستخدم على أعمال العنف التي تتزعمها «الإخوان» في القاهرة والمحافظات الأخرى. وأكد الخبير الأمني أن هذه الحالة لن تستمر طويلاً في ظل هذه الظروف التي تمر بها الدولة المصرية من حالة حراك نشط ضد أنصار المعزول من قبل قوات الأمن التي من شأنها تحقيق الاستقرار داخل البلاد ومن قبل الشعب المصري الذي خلف ذلك التنظيم حالة من العداء في أنفسهم تجاههم. وأرجع اللواء أحمد عبد الحليم الخبير الاستراتيجي فشل أنصار المعزول في تنظيم مسيرات أمس الأول إلى أن أعمال العنف التى ارتكبها ذلك التنظيم من الأربعاء الماضي وبعد فض الاعتصامات أنهكت عدداً كبيراً منهم وبثت روح الرعب في عدد آخر والقبض على أعداد من مثيري الإرهاب والعنف أسباب وراء تراجع الإقبال على مسيراتهم. وأضاف أن أنصار المعزول قد تفهموا سريعاً فشل هذا الأسلوب الذي يتسم في ظاهره بالسلمية وضرورة تنفيذ استراتيجيات وخطط أخرى منها هجوم مسلح ومباشر على المواطنين، لافتاً إلى الهجوم المسلح على المتهمين أثناء ترحيلهم وقتل العشرات من بينهم وقتل ال 24 جندياً في سيناء صباح أمس. وطالب قوات الأمن من الجيش والداخلية بضرورة تأمين جميع المنشآت الحيوية ومنها عمليات نقل الجنود خاصة في سيناء، مناشداً جهاز المخابرات العامة والحربية سرعة التحرك والحصول على المعلومات الدقيقة حول تحركات أعضاء التنظيم والوقوف على خطورة الموقف وسرعة التحرك قبل وقوع الحادث لإعادة هيبة الدولة المصرية.