واصلت امس تركيا تطاولها وحملتها المسمومة ضد مصر وجيشها فى تدخل سافر فى الشأن المصري فى الوقت الذى تعانى فيه تركيا من مشاكل وقضايا داخلية معقدة تحتاج لحل ومنها مشكلة مذابح الأرمن الذى ما زال شبح ضحاياها يطارد انقرة وقمع الأكراد من جانب اخر. وشن الرئيس التركى، عبد الله جول، هجوما وقحا على مصر، واصفا ما يحدث فيها، بأنها عار على الإسلام والعالم العربى، حسبما قالت صحيفة «حريت» التركية . وقالت الصحيفة: إن جول قال: إن الأحداث الحالية عار على الإسلام والعالم العربى فى هذا العصر، الجميع، عدو أو صديق يرى ويشاهد من الخارج، وأشعر بالألم حيال كل مصرى قتل»، وذلك أثناء حديثه إلى المراسلين فى أذربيجان. وقال جول على هامش قمة مجلس التعاون للدول التى تتحدث التركية إن تحذير تركيا ينبغى أن ينظر له كمساعدة من صديق وليس تدخلا فى الشئون الداخلية، مشيرا إلى أن هناك بعض الدول غير الصديقة لهذه الدول فى إشارة إلى مصر وهذه الدول تسعد لإنهاك هذه القوى الكبيرة، على حد قوله. وواصل الرئيس التركى تطاوله ومزاعمه قائلا: «مصر فقدت ضميرها، وعلينا مساعدتها وإلا ستستهلك أهم دولة فى الشرق الأوسط بشعبها وجيشها».وقررت مصر فى وقت سابق إلغاء تدريبات عسكرية بحرية مشتركة مع تركيا احتجاجا على التدخل في الشأن المصري، وذلك بعد ساعات من تبادل استدعاء السفراء بين البلدين. وقالت الوزارة في بيان لها: إن مصر قررت إلغاء التدريب البحري المشترك مع الجانب التركي تحت اسم بحر صداقة، والذي كان من المقرر تنظيمه من 21 إلى 28 أكتوبر 2013 في تركيا. وأضافت الوزارة أن هذا القرار يأتي احتجاجا على التصريحات والممارسات التركية غير المقبولة والتي تمثل تدخلا صريحا في الشأن المصري وتقف ضد إرادة الشعب المصري». وأعلنت كل من القاهرة وأنقرة استدعاء سفيرها للتشاور بعدما دان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان ما وصفه ب «المجزرة» التي ارتكبتها قوات الأمن المصرية بحق متظاهرين إسلاميين. ونفت تركيا تدخلها في الشؤون الداخلية لمصر رأى محللون ان نفوذ تركيا في الشرق الاوسط يتراجع مع الضربة التي تلقتها جماعة الاخوان المسلمين في مصر ما قوض آمال انقرة في قيادة قوة سياسية اسلامية في المنطقة. وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا من اول الداعمين للانتفاضة في العام 2011 التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك واقام علاقات وثيقة مع جماعة الاخوان المسلمين. واستثمرت تركيا سياسيا وماليا في مصر بعدما اصبح محمد مرسي اول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد في يونيو 2012 على امل تعزيز نفوذ انقرة واثبات ان تركيا ليست الدولة الوحيدة التي يمكن ان يتعايش فيها الاسلام والديمقراطية. وقال محللون: ان عزل مرسي وفض اعتصام مناصريه وجّها ضربة قوية لاحلام تركيا في لعب دور قيادي في منطقة الشرق الاوسط بعد الربيع العربي. وقال الاستاذ في جامعة بيلغي في اسطنبول»التر توران» :إن ‘تركيا كانت تأمل في ان يصب التحول في الشرق الاوسط في مصلحتها لانها يمكن ان تكسب نفوذا اذا وصلت حكومات شبيهة بحكومة الاخوان المسلمين الى السلطة في مصر وتونس وسوريا'. واضاف لوكالة فرانس برس ‘هذه الخطة لم تنجح في سوريا وقد انهارت في مصر. واوضح ان تركيا اصبحت مرغمة على العزلة في الشرق الاوسط وخسرت سيطرتها على الوضع في المنطقة'. وقد راهنت تركيا العضو في حلف شمال الاطلنطي على توسيع نفوذها في الشرق الاوسط بفضل نموها الاقتصادي الكبير في ظل حكم حزب العدالة والتنمية والفراغ في السلطة في دول عربية الذي خلفته انتفاضات الربيع العربي.