يحتفل معهد (جوته) بمرور ستين عاما على تأسيسه بمجموعة من الفعاليات الثقافية ويركز الضوء بصورة خاصة على "ربيع الثورات العربية" ودور الفنانين والمثقفين في مصر وتونس في الثورات والتحولات التي يشهدها البلدان. وقال رئيس المعهد كلاوس ديتر ليمان - في حديث لصحيفة (الدويتش فيله) الألمانية اليوم الجمعة-: "إن الأمر كان مثيرا للدهشة لنا جميعا عندما رأينا أن الثورة في مصر وتونس كانت مدعومة بشكل قوي من الفنانين والمثقفين هناك، ففي ميدان التحرير الذي يقع على بعد أقل من 50 مترا من المعهد بالقاهرة شاهدنا الممثلين والمغنين والرسامين والراقصين". وأشار إلى أن نشاط المعهد يمتد ليشمل المجالات الفنية والاجتماعية والسياسية، وذلك حيث قام المعهد بدعوة متخصصين من هيئة (جاوك) الألمانية لينقلوا إلى المصريين خبراتهم التى اكتسبوها من جهاز أمن الدولة بألمانيا الشرقية بعد حله للتعامل مع جهاز مخابرات أمن الدولة المصرى فى ظل الأوضاع التى صاحبت تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن السلطة فى 11 فبراير الماضى . وأضاف ليمان أن المعهد في إطار دعمه للفنانين العرب سيقيم مهرجانا للأفلام القصيرة في برلين يحضره عدد من المخرجين العرب الشبان لعرض أفلامهم الوثائقية التي تم تصويرها خلال "الربيع العربي"، كما تعرض هذه الأفلام ضمن مهرجان (قبل العاصفة) الذي سيقام في برلين في الفترة من 17 وحتى 22 يونيو الحالى . واعتبر ليمان ربيع الثورات العربية بتحولاته السياسية "ثورة ثقافية" يلعب فيها الفنانون والكتاب دورا مهما. يشار إلى أن معهد (جوته) يمنح سنويا "ميدالية جوته" لشخصيات أسهمت بدور بارز في نشر اللغة الألمانية والتعريف بمنجزات الأدب الألماني وقد حصل عليها العام الماضى الشاعر والمترجم اللبناني فؤاد رفقة. وتمنح جوائز المعهد وميداليته في فرانكفورت مسقط رأس الشاعر والأديب الألمانى يوهان فولفغانغ فون جوته الذى انفتح على الثقافات والآداب الأجنبية وصاغ مفهوم الأدب العالمي وترك بديوانه (الديوان الشرقي للشاعر الغربي) شهادة جميلة باقية على التلاقي الخصب بين الثقافات.