بدأت مشيخة الأزهر الشريف أمس، اتصالاتها مع أصحاب مبادرات المصالحة الوطنية، لدعوتهم إلي اجتماع برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر خلال أيام، بعد الدعوة التي أطلقها الطيب قبل عيد الفطر. تباينت الآراء في التعليق علي مبادرة الازهر التي دعا فيها أصحاب المبادرات من الطرفين للتوصل لحلول سريعة للاستقرار سادت حالة من الانقسام بين القوي السياسية، ربح البعض بها كمبادرة لنبذ العنف والمصالحة الوطنية وحقن الدماء بشرط ألا تتجاوز خارطة الطريق التي وضعتها القوات المسلحة كما حذر آخرون من توريط مؤسسة الأزهر الشريف في دعم جماعة الإخوان المسلمين في العملية السياسية. أكد أبو العز الحريرى، عضو مجلس الشعب السابق ضرورة الاستماع للأزهر لأنه مؤسسة وسطية بشرط أن تكون المصالحة في إطار خارطة الطريق لنبذ العنف، وعدم السماح للغرب بالتدخل فى شئوننا الداخلية، وطرح مبادرات. وأضاف «الحريرى» أن حل الأزمة التى تمر بها مصر يجب أن يأتى بشكل سياسى، مؤكدا انه يثمن دور الأزهر للسعى لاعطاء مخارج للتيارات المتاجرة بالدين ، لحقن الدماء. وقال اعتقد فشل المبادرة لان التيارات «المتأسلمة» لن تخضع لخارطة الطريق وبالتالى فإن أى مبادرة ستفشل. كما رحب شعبان عبد العليم، أمين عام حزب النور ببنى سويف و عضو الهيئة العليا بالحزب بدعوة شيخ الأزهر لأصحاب المبادرات للاجتماع معه، وأشار إلي أنه يجب أن يدرك جميع اطراف الأزمة أن الحل هو المصالحة فلا يلزم أن يتمسك كل احد بما يراه الحق، ولكن من الممكن بل من المطلوب أن يرضي ببعضه طلباً للصلح. وأكد «عبد العليم» أن قبول حزب النور لهذه المبادرة ليس الا لحقن الدماء ووأد الحرب الاهلية وتعميم الاستقرار الاقتصادى والسياسى فى مصر. بينما يرى عصام الاسلامبولى، الخبير القانونى أن نجاح المبادرات يتوقف علي سماع الاخوان المسلمين لها لأنه الطرف العنيد في القضية ويرفض جميع الحلول وهو من يدفع الي حمامات الدماء . كما استنكر «الإسلامبولى» تشدد الاخوان في رفضهم الاعتراف بالأمر الواقع وعدم قبولهم الارادة الشعبية والشرعية الثورية التى جاءت بعد 30 يونيو، مشيرا الي ان مطالبهم خلال المبادرات غير منطقية، وهو ما يؤدي الي فشلها في النهاية. وقال «الخبير القانونى» إن نجاح مبادرة الأزهر الاخيرة في جمع القوي السياسية علي مائدة واحدة قد يؤدى الى تهدئة الاوضاع، ولكنها في ذات الوقت مرهونه بقبول اللاعب الأساسي وهو جماعة الإخوان التي لا تريد المحاسبة لقيادتها وتصمم علي الاستمرار في ممارسة الارهاب والترويع للشعب . وقال الدكتور جمال زهران، عضو مجلس الشعب الأسبق إن جميع المبادرات استهلاك للوقت وعائدها منعدم، وتساءل: «كيف للإخوان المسلمين أن يستخدموا العنف والارهاب على المواطنين.. ثم ندعو هؤلاء المواطنين بعدم الدفاع عن أنفسهم؟!» وحذر «زهران» من توريط مؤسسة الأزهر فى هذه الأزمة، خوفاً من اتهامه بدعم الإخوان للعودة الى العملية السياسية . قال الدكتور وحيد عبد المجيد، عضو جبهة الانقاذ إننا نرحب بأي مبادرة للأزهر الشريف، ونحن مع الأزهر ونأمل أن تحظي هذه المبادرة بوفاق من جميع القوي السياسية لإنهاء حالة الانقسام علي الساحة السياسية في الوقت الراهن. مشيرا إلى أن مؤيدى المعزول سيرفضون هذه المبادرة وإذا قبلوها لن يلتزموا بها لأنهم فى الأصل على خلاف مع الأزهر من وقت سابق، ولن تجدى هذه المبادرات نفعا.