قبل عام تقريباً، وتحديداً يوم الخميس 6 سبتمبر 2012، حذرت هنا من الانشغال بمشروع أخونة الدولة، و التهاون أمام مشروع أخونة الدين.. وقلت إذا كانت عملية أخونة الدولة مصيبة، فإنها تهون بجانب مصيبة أكبر وهى أخونة الدين..!! لكن أحداً وقتها أو بعدها لم يهتم بهذا الخطر، حتى ظهر جلياً أن مايحدث فى إشارة «رابعة العدوية» فى معظمه مبنى على اعتقاد دينى بأنه جهاد ودفاع عن الشرعية والشرع والدين.. بدءاً من روايات مشايخهم عن إِمامة محمد مرسى للنبى محمد فى الصلاة، مروراً برؤية سيدنا «جبريل» فى جامع رابعة، إلى فتاوى الافطار فى نهار رمضان، وفتاوى الجهاد بالمال والنفس والنكاح.. فهذا مُرشِدُهُم محمد بديع يقول : «أقسم بالله غير حانث أن ما فعله السيسي (بعزل مرسى)، يفوق جُرْم ما لو كان قد حَملَ مِعولًا وهدم به الكعبة المشرفة حجرًا حجرًا».. وقال إن معارضي جماعة الإخوان، يحاولون إطفاء نور الله، نور الإسلام في مصر الحبيبة”. وهذا محمد الصغير عضو مجلس الشعب المنحل وعضو حزب النور السلفى, يُعلِن من فوق منبر المتظاهرين فى «رابعة العدوية « أنه يحمل رسالة موجهة لهم من يوسف القرضاوي يقول لهم فيها اثبتوا في الميادين ولا تحزنوا وانتم الأعْلَون، وإذا كانت الكعبة قبلة الصلاة فأنتم قبلة الأحرار». والقرضاوى نفسه فى ليلة القدر يوجه رسالة للمصريين يقول فيها «إن تكثير عدد المعتصمين في «رابعة» و»النهضة» فرض عين على كل مسلم ، والمرابطة معهم تعادل عمرة أو تفوق». وفى كلمة أخرى للقرضاوى أيضاً بمناسبة عيد الفطر حاول خلالها شحذ همم « أنصار مرسى « المعتصمين برابعة والنهضة للاستمرار في التظاهر والاعتصام قال لهم « إنكم على حق وهم (يقصد معارضى الإخوان) على باطل، وأن يوماً سينتصر الحق لأنكم أصحاب قضية وتدافعون عن الشرعية» . ومن فوق منبر رابعة يخطب محمد البلتاجى فى المعتصمين يحثهم على الجهاد قائلاً : «إن ميدانى رابعة العدوية والنهضة لن يقلا شرفاً وكرامةً عن معركتى حطين وعين جالوت». ودعا صفوت حجازي من فوق منبر الاخوان فى رابعة إلى الجهاد في جميع ميادين مصر، ودعم مطالب الاخوان بعودة محمد مرسى للحكم وقال : «من يُقتَل فهو شهيد بإذن الله .. والتظاهرات والاعتصام ضد العلمانيين هو جهاد لاسترجاع أمة محمد ونشر الإسلام». وبعد كل هذا الشحن باسم الدين «الاخوانى» كان لابد أن تجد مخدوعين بالآلاف يعتصمون ويتظاهرون ويثورون ويقاتلون ويروعون ويسفكون الدماء؛ لاعتقادهم أنهم على حق وغيرهم على باطل، وأنهم من يدافعون عن الشرعية والشرع.. ومن فوق ذات المنبر قال محمد عبد المقصود، نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، إن الاعتكاف في بيت الله والذهاب لأداء العمرة سنة، اما الاعتصام بميدان رابعة العدوية فهو «فرض». وتابع عبد المقصود من علي منبر المعتصمين فى «رابعة» : «جاءتني تأشيرة العمرة أنا وزوجتي واثنين من أولادي اليوم فألغيتها من أجل الرباط في رابعة». وهذا الذى لحسوا عقله وجاء إلى «رابعة» بملابس الاحرام يُلبى ويردد المعتصمون وراءه : لبيك اللهم لبيك...، لأكبردليل على أنهم قد قطعوا شوطاً غير ضئيل فى مشروعهم لأخونة الدين..