ومازال السؤال المحير الذى يتردد بين الناس، وهو لماذا هذا الاهتمام البالغ والشديد من السيدة كاترين آشتون بالشأن المصرى، والناس تسأل لماذا تقوم آشتون بزيارة الرئيس المعزول ولقائه لمدة ساعتين، ولماذا تقوم بلقاء قيادات جماعة الإخوان؟!.. قلت بالأمس إن زيارة آشتون تأتى فى إطار تعاملها مع النظام الجديد فى مصر، ولا علاقة لجماعة الإخوان بما يحدث من وضع نظام جديد بالبلاد.. صحيح إنهم فصيل سياسى ولا أحد يمانع في مشاركتهم الحياة السياسية طبقاً لمفهوم المصالحة الشامل.. وبشرط ألايكون أحد منهم مطلوباً للعدالة أو متهماً فى قضايا وخلافه من الأعمال الإجرامية التى لم تحدث إلا فى عهد الجماعة التى حكمت مصر لمدة اثنى عشر شهراً. قلت أمس إن زيارة آشتون أو زياراتها المكوكية الأخيرة للقاهرة، ليست بهدف عودة «مرسى» إلى الحكم كما يردد «مهابيل» الجماعة وأنصارها من أهل الفتة.. صحيح أن آشتون التقت مع «المعزول» لمدة ساعتين وقالت عنه إنه يتابع الصحف ويشاهد التليفزيون وبصحة جيدة وخلافه.. لكن لا يعنى ذلك أبداً أن تكون المسئولة الأوروبية بالسذاجة التى تطمن بها «مرسى» بالعودة إلى الحكم، فهذا كلام فارغ والحديث عنه بهذا المنطق اعوجاج. آشتون زارت «مرسى» والتقت مع كل المسئولين عن المرحلة الانتقالية ابتداءاً من الرئيس المؤقت عدلى منصور ومروراً بالدكتور محمد البرادعى نائب الرئيس والفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، ونبيل العربى وزير الخارجية.. لماذا يتم التركيز فقط على لقاء «مرسي»، ولا يتم الاهتمام بمسئولى الدولة الذين يتولون المرحلة الانتقالية.. الشائعات التى تروجها «الجماعة» بشأن قدوم «آشتون» للبحث عن خروج آمن للجماعة، كلام فارغ، لأن مصر التى تعيش الآن شرعية ثورية وتمر حالياً بفترة انتقالية، لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يتعدى أحد على شرعية الشعب الذى هو مانح السلطة وسالبها، ويوم قام الجيش بتأييد إرادة الشعب كان انصياعاً لرغبة الشعب، وليس الأمر انقلاباً عسكرياً كما تزعم الجماعة وأنصار الرئيس الفاشل المعزول. زيارة آشتون كانت بهدف الالتقاء مع النظام الجديد فى مصر، بعد عزل الجماعة ومرسى، وليس صحيحاً على الاطلاق أنها بهدف دعم الجماعة فى خروج آمن أو عدم محاكمتهم للمتورطين منهم فى جرائم، وهذا الكلام لا ينطلى على أحد فلا آشتون ولا غيرها يستطيع أن يفرض إرادته على الشعب المصرى ولا رجاله الوطنيين، وأهلاً بآشتون وغير آشتون فى مصر التى بدأت مرحلة جديدة تؤسس فيها للدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التى تعبر بالبلاد إلى بر الأمان. أما الذين يخشون من زيارة آشتون أو غيرها ظناً منهم فى وجود تأثير على الثورة المصرية، فهذا كلام لا يستحق الحديث عنه. فالشعب المصرى الذى نضج سياسياً لايمكن أن يسمح أبداً بعودة حكم الظلاميين وخلافهم الذين لا يحترمون إرادة الشعب.. وكذلك الحال الذين يتولون شئون المرحلة الانتقالية وطنيون بالدرجة الأولى ولا أحد يشك فى إخلاصهم لمصر.