شهد النائب الأول للرئيس السوداني على عثمان طه، ورئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجانى سيسى، اليوم السبت بمدينة الفاشر- عاصمة إقليم شمال دارفور- مراسم التوقيع النهائي على اتفاق الصلح الشامل الذي تم توقيعه بالأحرف الأولى بين قبيلتي "الرزيقات والبنى حسين" وبعض بطون القبائل العربية، "بمحلية السريف"، لإنهاء النزاع الذي نشب بين القبيلتين على خلفية الأحداث التي شهدتها منطقة جبل عامر. وأكد نائب الرئيس السوداني، ضرورة إنهاء الخلافات بين القبائل، والالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق بين الطرفين ليكون نموذجا للسلم بين قبائل دارفور ، مشيرا إلى أهمية وضع رؤية واضحة للقضاء على الصراعات القبلية في إقليم دارفور. أكد رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجاني سيسي، أهمية التعاون بين كافة قبائل دارفور ، والعمل على بسط هيبة الدولة بالمنطقة ، بالإضافة إلى تقوية أجهزة الشرطة والأمن لتحقيق الأمن والاستقرار في دارفور. واعتبر والى شمال دارفور عثمان يوسف كبر، الاتفاق نموذجا لمعالجة الكثير من المشكلات القبلية بالإقليم خاصةً وإن الطرفين قد ضربا أروع المثل وذلك بتغليب المصلحة الكلية على المصالح الذاتية ، ووصف الاتفاق بالحدث التاريخي في مسيرة سلام دارفور والتعايش السلمي بين مكونات أهل الإقليم. وكشف كبر أن ولاية شمال دارفور اجتمعت مع اللجنة المعنية لتحديد "الديات والتعويضات"، وقامت بتعديل مبلغ دية القتيل إلى ثلاثين ألف جنيه، بجانب تكليف لجنة حصر الخسائر بضرورة مراجعة البلاغات الجديدة بشأن الخسائر. يذكر أن الصراع بين قبيلتي "الرزيقات وبني حسين" اندلع بسبب الخلاف على السيطرة على "منجم للذهب" بمنطقة جبل عامر بشمال دارفور، وأسفر هذا النزاع عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وفرار العديد من أهالي دارفور لمناطق إيواء حدودية خوفا على حياتهم.