انتشرت فى الأوساط الشعبية والثقافية في الأقصر مطالب بتكريم شعبى ورسمى للشيخ عبد الباسط عبد الصمد ابن مدينة أرمنت فى جنوب غرب الأقصر واطلاق اسمه على الشارع الذى يقع به منزله ومسجده، وكذلك اطلاق مسابقة عالمية للقرآن الكريم تحمل اسمه. وقال الباحث المصري محمد عبد اللطيف الصغير مؤلف كتاب "دولة التلاوة القرآنية في مصر" الذي سيصدر في مناسبة الذكرى ال 25 لرحيل الشيخ عبدالباسط عبد الصمد ويحتوى على صور نادرة وخطابات بخط يد الشيخ تنشر لأول مرة أن دول العالم الاسلامى كرمت الراحل بعشرات الأنواط والأوسمة والشهادات وأطلقت اسمه على الشوارع والميادين وعلى المدارس القرآنية والمعاهد الدينية خاصة فى المالديف وإيران وباكستان واندونيسيا, فى الوقت الذي يتم تجاهل تكريم الشيخ فى مسقط رأسه وهو الذي رفع اسمها فى مشارق الأرض ومغاربها. ويكشف الصغير خلال كتابه عن بعض المواقف التي تعرض لها الشيخ عبد الباسط خلال زيارته لأدغال إفريقيا لإحياء الاحتفالات القرآنية, حيث استقبل استقبال فى أوغندا, وشهدت إحدى الحفلات موقفين احدهما طريفا حيث ما أن فرغ من القراءة حضر إليه فى استراحته شخص يجر بقرة ضخمة واثر أن يهديها للشيخ برغم انه لا يملك سواها نظير المتعة الروحانية التي قدمها له وللمسلمين إلا أن الشيخ تعجب من الموقف وشكره على مشاعره الجميلة . كما شهدت حفلا آخرا بأوغندا أيضا إسلام احد أشهر المذيعات هناك حينذاك التي جاءت إليه بعد أن فرغ من التلاوة وتحدثت بلهجة غير مفهومة بالنسبة للشيخ فأخبره منسقو الاحتفال بأن تلاوته هزت وجدانها وبرغبتها فى إشهار إسلامها وزيارة بيت الله الحرام ففرح الشيخ بموقفها وقام بالاتصال بأحد المسئولين من أصدقائه في الديوان الملكي السعودي واخبره بالموقف وطلب منه بتسهيل سهر وإقامة هذه السيدة في بلاد الحجاز وهو ما حدث بالفعل وظلت السيدة مقيمة بمكة المكرمة تدعو أبناء أوغندا وإفريقيا العاملين فى المملكة للإسلام حتى وفاتها . وكشف الصغير عن العلاقة القوية التي كانت تربط الشيخ عبد الباسط بصيدلي مسيحي بمسقط رأسه وكيف أن الصيدلي المسيحي يستمع لتلاوة الشيخ ويفخر بانتمائه لمدينة ارمنت , كما كشف أن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد كان يعشق لعبة " السيجا " وهى لعبة شعبية لها جذور فرعونية وكان يحافظ الشيخ على لعبها خلال زيارته المتكررة لمسقط رأسه بمدينة ارمنت التاريخية جنوب غربي الأقصر. والشيخ عبد الباسط عبد الصمد ولد بقرية المراعزة بأرمنت عام 1927 واعتمد قارئا بالإذاعة المصرية عام 1951 وتمكن من تلاوة القرآن الكريم في أكثر من 40 دولة في العالم وكرمه عدد من رؤساء وملوك دول العالم وتوفي في 31 نوفمبر عام 1988.