ليست انقلابا عسكريا.. ولكنها اقوى وأضخم ثورة شعبية سلمية فى تاريخ البشرية.. فقد بدأت ثورة 30 يونية بحركة تمرد..ولكن النظام الإخوانى الحاكم صم أذنيه تجاه تلك الحركة التى أيدتها وساندتها القوى السياسية والشعبية..وتعامل معها بغرور واستعلاء.. ارادة الشعب كانت أقوى وأعظم من النظام الحاكم وميليشياته التى لجأت لأعمال عنف وقتل لنشر الفوضى بالبلاد فى تحد صارخ للارادة الشعبية.. لأن البقاء على كرسى الحكم أهم وأغلى عندهم من دماء المصريين.! فى غمار فرحة المصريين بثورتهم المجيدة وخلع النظام الإخوانى ورئيسه الصورى الذى ثبت فشله فى إدارة شئون البلاد..يخرج أنصار الرئيس المعزول لإثارة الذعر والرعب بين الناس بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بتحريض من قيادات إخوانية نزعت قلوبها وسلبت عقولها وجنحت للجنون الذى أصابها بعد فقد الجاه والصولجان.. فما أبشع تلك الجرائم التى تألم لها كل انسان..ولم يصدق المصريون ان هناك مصريا مسلما ملتحيا يعتدى على صبى أعزل ويلقى به من فوق سطح أحد المنازل فى جريمة تذكرنا بكارثة استاد بورسعيد الدامية..فقد كان المشهد مؤلما لكل إنسان يحمل قلبا آدمياً.. وترفضه كل الاديان..فهل هناك مسلمون يسيئون لدينهم بهذه الصورة المزرية.؟! لايمكن ان يصدق المرء أن هؤلاء المجرمين المرتزقة ينتمون للإسلام أو نفذت أية قرأنية لقلوبهم او تأثروا بحديث نبوى صحيح فالاسلام دين سماحة ويسر فى عقيدته وعباداته ومعاملاته..وأعطى الحرية للناس فى الاختيار..وقد اختاروا إبعاد مرسى عن سدة الحكم والتخلص من نظام المرشد الاخوانى القائم على السمع والطاعة.. واللجوء للعنف لاسترداد كرسى الحكم حتى لو تحولت الدماء انهارا الاسلام دين العقل والحكمة ويحث المسلم على حسن المعاملة ولين القول مع المسلمين وغيرهم ولا يجيز القتل أو الإكراه ..وسيدنا محمد الرسول الكريم بعث رحمة للعالمين..وماارسلناك الا رحمة للعالمين..وقدتجاوز عن مخالفيه ممن نصبوا له العداء بالعفو عنهم قائلاً.. اذهبوا فأنتم الطلقاء..فالاسلام لايعرف القهر أو الانتقام..وقد عاش الذميون فى كنف الاسلام دون إكراه على الدخول فيه.. ان الله عز وجل خاطب رسوله محمد قائلاً.. فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم» وهو آمر يؤكد على مواجهة الإساءة بالاحسان..ونبذ العنف وتقريب القلوب.. إن ما يجرى فى البلاد من أعمال عنف وفوضى لهاوية ساحقة..تتطلب من القوى السياسية جمعاء توحيد الصفوف لوقف نزيف الدماء..والتأكيد على عدم الاقتراب من المنشآت العسكرية والتحذير من العدوان عليها أو المساس بأفرادها لان الجيش المصرى خط أحمر.. ولا يمكن السماح بالنيل منه او الاعتداء عليه لأنه انحاز للإرادة الشعبية ولم يخضع لتهديد إخوانى أمريكانى. باستثناء القيادات الإخوانية المغرضة والمحرضة على العنف..فإن الاخوان المصريين اشقاء ينبغى احتضانهم وعدم إقصائهم حتى لانقع فى أخطائهم وخطاياهم..ولكن فى ذات الوقت لايمكن السماح لعناصر إخوانية أو عناصر إرهابية تنتمى لتنظيم القاعدة أوعناصر مأجورة مرتزقة تسللت للبلاد تحت مظلة نظام اخوانى كان يجر الوطن للتقسيم والهلاك.. لايمكن ابدا السماح لهولاء بترويع المصريين الآمنين فى بيوتهم والذين يتعرضون الآن للإيذاء والتهديد والاعتداء إن جند مصر..هم خير أجناد الأرض.. حراس على الوطن وعلى شعبه.. فلا تخافوا.. ولاتهتزوا.. وإرادة الشعب عظيمةتزيل الصعاب وتحطم القيود..فالشعب الذى أذهل العالم بثورته السلمية التاريخية..لايخشى عليه من قوى تحتضر..ولكن المصالحة واجبة.. لحماية الوطن.. واحتضان عناصر شبابية وطنية غررت بها قيادات إخوانية باسم الدين. إن تلك المصالحة مهمة أساسية ينبغى ان تكون على رأس أولويات الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور.. والفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع.