أعطى خطاب محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين، الضوء الأخضر لأعضاء الجماعة للدخول فى مواجهات مسلحة مع كافة الشعب بكل طوائفه، مساء أول أمس فقد شن مرشد الفتنة هجومًا على الجيش، واتهمه بالانقلاب على الشرعية والتأمر على البلاد، ونال كل من فضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نصيبًا كبيرًا من الهجوم، فقلل بديع من شأنهم وصفهم بأنهم مجرد رموز للمسلمين والأقباط لكنهم لا يمثلونهم فى الحقيقة. ودعا بديع أنصار الجماعة إلى استمرار الاحتشاد وقطع الطرق ومحاصرة المؤسسات السياسية والعسكرية لحين عودة الرئيس المعزول مرسى لرئاسة البلاد، وهو ما تسبب فى هجوم أعضاء الجماعة على مبنى ماسبيرو ومحاولة اقتحامهم لمقر الحرس الجمهورى، مما تسبب فى حرب شوارع فى أغلب شوارع القاهر ة والمحافظات، راح على أثرها المئات ما بين قتلى وجرحى. أكد المهندس حسن شعبان، وزير الزراعة فى حكومة الوفد الموازية «أن الخطاب قد كشف عن انعدام الوطنية فى هذا الشخص، وما كان كامنًا أصبح ظاهرًا، وظهرت رغبة الجماعة العارمة فى عمل وقيعة بين مختلف طوائف الشعب، وأن الدم المصرى عندهم هين ورخيص فى مقابل تحقيق مأرب سياسية دنيوية ومن أجل الوصول للسلطة. وتابع «هناك مخطط غامض تسعى الجماعة إلى تنفيذ وتمريره، ومازالت تحاول بعد إقصاء مرسى على تحقيقه وهو عزل إقليم قناة السويس بعد إثارة المشاكل فى المنطقة ليضطر الغرب للتدخل لحفاظ على أهم مجرى ملاحى فى المنطقة، والذى تمر منه نحو 40% من سفن العالم، ومن ثم فهم سيسعون إلى إشاعة الفوضى فى البلاد. وانتقد شعبان الطريقة التى تحدث بها بديع على أكبر قامتين فى مصر وهما شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثانى، مؤكدًا انهم يمثلون الشعب ومنحازون للإرادة الشعبية. وطالب شعبان بمحاكمة بديع قائلا: «لقد ارتكب المرشد خطأ يحاسب عليه قانونا، وذلك بتحريضه فئة من الشعب ضد أخرى، مشيرًا إلى أن بديع أعطى بخطابه المحرض على العنف السلطات الأمنية مبررات كافية للقبض عليه واعتقاله بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين، إلى ذلك أدان أحمد ماهر منسق حركة شباب 6 إبريل موجة العنف التى افتعلتها جماعة الإخوان فى تظاهرات وتحركات أول أمس الجمعة, وأكد ان استخدام مؤيدى الرئيس للعنف يزيد الفجوة ويقلل من إمكانية المضى فى المصالحة الوطنية فى الدولة الجديدة, وشدد ماهر على ضرورة تحريم إراقة الدم المصرى، محملا محمد بديع المرشد العام مسئولية أى نقطة دم تسيل من الطرفين. أكد ماهر ان الحركة نصحت الإخوان منذ أكثر من 8 شهور بالتوقف عن العناد والغرور حذرتهم من استمرار تلك الممارسات واستمرار عنادهم وغرورهم سوف يؤدى لقيام ثورة عليهم ولم يستمعوا له, محذرا قيادات الإخوان من استمرار العناد مع الشعب المصرى واستخدام العنف وتجاهل الإرادة الشعبية يوم 30 يونية، والتى سوف تؤدى لعزل جماعة الإخوان وتعتبر إقدامًا على الانتحار ورفض المجتمع لهم، مشيرًا إلى ان دعوة بديع لمؤيدى الرئيس للجوء للعنف لن يحمى الجماعة ولن يعيد الرئيس المخلوع وان عليهم ان يتعظوا من خطيئة مبارك يوم موقعة الجمل وهى الخطيئة التى عجلت بسقوطه. وفى سياق متصل وصف فريد زهران نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى تصريحات «بديع» بالتصرفات غير المسئولة التى لا تليق بشخص فى موقعه، مؤكدًا ان الأولى به ان يتحمل المسئولية فى تهدئة الأوضاع بدلاً من إشعالها وإحراق الوطن ومؤسساته، وأكد زهران انه بخطابه ارتكب جريمة التحريض والعصيان والعنف والتصدى للإرادة الشعبية وناشد القوات المسلحة بالتصدى لقيادات الإخوان التى تدعو للعنف والتعدى على الجيش ومؤسسات الدولة، مطالبًا تلك القيادات الإخوانية التى وضعت اعضاءها فى مواجهة الشعب بالاستجابة للمشهد والرضا بالأمر الواقع وان تنسحب من المشهد السياسى وتفسح المجال أمام جيل جديد من شباب الإخوان يتسم بالوسطية فى الفكر، ليعالج الآلام ويمحو الذاكرة السوداء التى سطرها قاداتهم فى عقول ونفوس الشعب المصرى. من جانبه قال المستشار عادل عبد الباقى، نائب رئيس حكومة الوفد الموازية «خطاب بديع يصدق عليه جريمة التحريض على القتل، وهى جريمة فى قانون العقوبات، معبرًا عن استيائه من كذب الجماعة التى تروج لأنها تتمسك بالسلمية ثم ينشرون العنف فى كل شوارع مصر ويسعون لاحراق المؤسسات، ويتطاولون على جيش مصر العظيم. وشدد عبد الباقى على ضرورة التصدى لما وصفه بالأعمال الإجرامية والتنظيمات السرية التى عملت فى الخفاء فى البلاد على مدار سنوات طوال، مما سمح للفكر المتطرف الإرهابى ان ينتشر فى كل المحافظات مستغلين حماسة الشباب، ورغبتهم فى التقرب إلى الله. وأكد نائب رئيس حكومة الوفد أن أى هجوم على الكنيسة أو الأزهر هو هجوم على المصريين كافة، محذرًا جماعة الإخوان من الانجرار وراء دعوات الجماعة للعنف ضد الشعب أو الجيش لأن الوطن سيدفع ثمن تلك الفتنة غاليا إلى ذلك أكد عصام الشريف منسق الجبهة الحر للتغير السلمى «ان خطاب بديع كشف عن الوجه الحقيقى لمرشدهم وقائدهم، وفضح منهجهم القائم على القتل والعنف من أجل البقاء فى السلطة. وتابع «الخطاب أظهر لنا حجم الإرهاب الذى نمى وترعرع فى مصر تحت مظلة جماعة الإخوان وعدد من التيارات الاسلامية المتشددة، مطالبا بمحاكمة كل من بديع ومرسى والشاطر بتهمة الخيانة العظمى والاضرار بالصالح العام أثناء تواجدهم بالسلطة. وأكد الشريف ان بديع يريد ان يجر البلاد إلى فتن كبرى ما بين مسلمين وأقباط من ناحية وبين الجيش من ناحية أخرى، فى الوقت التى انحازت فيه القوات المسلحة للشعب وإرادته ورفضت ان تدخل فى اى مواجهة ضده. وفى السياق نفسه أعربت الجمعية الوطنية للتغيير عن قلقها من نبرة خطاب بديع وطالبت الجماهير بالنزول فورًا إلى ميدان التحرير لحماية المظاهرات السلمية، لحماية المتظاهرين السلميين والتصدى للإرهابيين من ميليشيات الإخوان وحلفائهم من الجماعات الإرهابية المتسترة بعباءة الدين.. وناشدت الجمعية الوطنية للتغيير قوات الشرطة والجيش بالتدخل الفورى للسيطرة على الأوضاع فى القاهرة والاقاليم وإلقاء القبض على المسلحين الذين يروعون الشعب ويمارسون العنف والتحريض العلنى، وكذلك إلقاء القبض على قيادات هذه الجماعات وفى مقدمتهم محمد لتحريضهم على العنف والدم مدعومة بمؤامرة مكشوفة تقودها أمريكا وإسرائيل لإجهاض الثورة المصرية. وحذرت الوطنية للتغيير فى بيان لها من الاستماع إلى الشائعات المغرضة التى ينشرها الإخوان فى كل مكان ليشككوا فى المواقف الوطنية العظيمة لقوات الجيش والشرطة.