عندما دخل الرئيس محمد مرسى القصر الجمهورى للمرة الأولى فى اليوم التالى لرئاسة الجمهورية كان بصحبته الدكتور عصام الحداد الرجل الغامض فى ذلك الوقت الذى لا يعرفه أحد وبدأ الجميع فى البحث عن سيرة الرجل الذاتية التى لا تحمل أى مؤهلات إلا أنه ذراع خيرت الشاطر اليمني التى زرعها فى مؤسسة الرئاسة وأجبر مرسى على تعيينه مساعدا له للشئون الخارجية فيما بعد حتى يكون العين التى يرى بها الشاطر كل ما يحدث فى الرئاسة والرجل الذى ينقل الى الرئيس كل قرارات مكتب الارشاد وخيرت الشاطر. «الحداد» الذى أصبح فى خلال أشهر عديدة الرجل القوى فى مؤسسة الرئاسة والذى يدير الملفات الخارجية للدولة ويتحكم فى كل القرارات المصيرية التى يتخذها الرئيس فيما يخص علاقاته مع باقى الدول بل إن وزارة الخارجية تحولت على يده الى مجرد سكرتارية تنقل اليه كل ما يحدث فى الخارج ولا تملك إصدار أى قرار حتى الآن. «الحداد» الذى لا يملك أى مؤهلات هو الذى يملك مفاتيح قلب وعقل الرئيس وعلى الرغم من كونه قياديا إخوانيا منتسبا منذ فترة طويلة فإنه لم يدخل مكتب الارشاد إلا بتعليمات من الشاطر فى منتصف عام 2012 فقط ولم يترشح على أى منصب برلمانى سابق فالرجل كان يعده الشاطر لما هو اهم من عضوية البرلمان والإرشاد وكان يثق به بدرجة كبيرة الى حد أنه أوكل اليه مسئولية الحملة الانتخابية للرئيس مرسى وهو الذى قاده الى تحقيق الفوز ولذلك ظل بجوار الرئيس بتعليمات من الشاطر حتى يدير ملفات الشئون الخارجية خاصة وسط تخوفات دولية من وصول الإخوان الى الحكم. فعندما اندلعت أزمة سياسية مع دولة الإمارات بعد القبض على عدد من أعضاء الجماعة فيها بتهمة تنظيم جماعة غير شرعية وهو الموقف الذى أشعل نار الغضب فى قلوب الجماعة فأطلقت سهام النقد على حكام الإمارات وفى المقابل رد ضاحى خلفان قائد شرطة دبى بتصريحات متشابهة تحمل اتهامات عنيفة لجماعة الإخوان فأرسلت الجماعة الحداد على رأس وفد مصرى لتلطيف الأجواء وهو ما كان بداية الكشف عن أهمية الحداد فى الرئاسة. الأهم من ذلك أن عصام الحداد فعل ما لم يستطع أن يفعله أى وزير خارجية آخر عندما نجح فى مقابلة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى بداية العام الحالى وهى الزيارة التى كانت كاشفة عن دور الرجل الحقيقى فى ضبط علاقة الإخوان بدول العالم وإعادة صياغة صفقات جديدة للجماعة مع أمريكا الداعم الرئيس للجماعة وباقى الدول. «الحداد» محتكر السياسة الخارجية كل مؤهلاته أنه درس الطب فى جامعة الإسكندرية وأصبح استاذ تحاليل ثم حصل على دبلوم دراسات الأعمال من جامعة استون بإنجلترا ودراسته لم تكن تؤهله أبدا لتولى أخطر المناصب فى مؤسسة الرئاسة ولكن الدفعة التى تلقاها من الشاطر أوصلته الى منصبه الذى دافع باستماتة عن حقه فى تولى هذا المنصب فى حوارات تليفزيونية باعتبار أنه سافر كثيرا والتقى مسئولين كبارا وهى حجة لا يمكن أن يسوقها أهم رجل دبلوماسى عطل عمل وزارة بأكملها مثل الخارجية وأصبح سلطة فوقها. «الحداد» الآن يرسم دورا جديدا لمصر فى الخارح فحينما قرر الرئيس مرسى زيارة روسيا للتخلص من التبعية الأمريكية والضغوط المستمرة على الرئيس ذهب عصام «الحداد» الى روسيا ليصيغ علاقة جديدة ولكن الفشل الذى حققه «الحداد» ظهر مع الدقائق الأولى لوصول مرسى الى روسيا حينما استقبله عمدة مدينة سوتشى الصغيرة جدا وعاد الرئيس من الزيارة يجر أذيال الخيبة والحسرة من فشل التفاوض مع موسكو التى تنظر الى الإخوان ورئيسها حتى الآن على أنها جماعة إرهابية رغم وصولها الى السلطة. «الحداد» أيضا يتحمل مسئولية ما حدث مع إثيوبيا مؤخرا فالرجل بعدما عطل عمل وزير الخارجية فشل فى ضبط علاقة مصر بإثيوبيا حتى عندما زار الرئيس إثيوبيا بصحبة «الحداد» كانت نتائج الزيارة سلبية الى حد أن الحكومة الإثيوبية أعلنت تحويل مجرى نهر النيل تمهيدا لبناء السد قبل أن يعود «مرسى» الى مصر ونتيجة هذا الفشل أوفد «الحداد» فيما بعد وزير الخارجية بنفسه الى إثيوبيا لعله يصلح ما أفسده ولكنه لم ينجح أيضا. «الحداد» المسيطر على قصر الرئاسة الآن ينقل تعليمات مكتب الإرشاد الى الرئيس والدليل ما حدث بعد تولى الرئيس منصبه حيث اجتمع مكتب الإرشاد بحضور الحداد واتخذ قرار عودة البرلمان ونقله «الحداد» الى الرئيس الذى أصدره فى اليوم التالى وبعد الكشف عن تلك الواقعة لم يعد الحداد يحضر اجتماعات الإرشاد ويكتفى بنقل التعليمات بعد انتهاء الاجتماع ويراقب مدى تنفيذ الرئيس مرسى لها.