حررت ثورة يناير العقول من التبعية وأفرزت جيلا من الإعلاميين الشباب الذين خلعوا تماما عباءة الولاء للنظام الحاكم والدوران في فلكه. ومن تجليات الثورة برزت إذاعة راديو مصر التي تضم كوكبة من الإعلاميين الشباب المتحمس لوطنه والذين ولاؤهم الوحيد لمصر وشعبها لذلك لم يكن غريبا أن تخرج المذيعة الشابة سارة عبدالباري لتعلن علي الهواء مباشرة وفي لهجة ساخرة شكرها للرئيس محمد مرسي ومؤسسة الرئاسة علي حسن تعاونهم مع أسرة برنامج «من قلب القاهرة» الذي تقدمه في سابقة تعد الأولي من نوعها في تاريخ الإذاعة المصرية وقطاع الأخبار مما يعكس حالة جديدة من الجرأة في إعلام الدولة الرسمي. وفي حوارها مع «الوفد» تفضح المذيعة الشابة التدخلات المباشرة من مؤسسة الرئاسة في جميع البرامج، وفرض رقيب يتولي الإشراف علي كافة البرامج السياسية في الإذاعة والتليفزيون وتحديد الضيوف في تدخل صارخ لم يحدث في أسوأ عصور الرقابة علي الإعلام والفكر. وتؤكد المذيعة الشابة أن هذه الرقابة التي تحكم قبضتها عبر مستشار رئيس الجمهورية لشئون ماسبيرو أحمد عبدالعزيز لم تنجح في كسر إرادة أو صمود الإعلاميين الشباب الذين تحركهم ضمائرهم ومسئوليتهم الوطنية فقط دون خضوع لرقيب. وتعلن عبدالباري أنها ستعتزل البرامج الشبابية وتكتفي بتقديم نشرات الأخبار إذا استمرت هذه الأوضاع بعد 30 يونية اليوم الذي تري فيه مفترق طرق وجسرا لعبور مصر الي عصر جديد بعد سقوط الإخوان، وإلي تفاصيل الحوار الذي يحمل الكثير من الجرأة والصراحة. ما قصة سخريتك من رئاسة الجمهورية علي الهواء؟ - الموضوع بسيط جدا أنا أقدم البرنامج اليومي «من قلب القاهرة» علي إذاعة راديو مصر ومنذ عدة أيام تشاركنا رئاسة الجمهورية في إعداد البرامج وتدحيد الضيوف وتحديد الموضوعات التي تتم مناقشتها. ولأنني صريحة وجريئة الي أبعد مدي فقد وجهت الشكر بسخرية لمؤسسة الرئاسة ومعي في الاستديو الإذاعي الشاب محمد أبوالمجد لأن الأمور خرجت عن المنطق والمعقول، وأعتقد أن تلك هي المرة الأولي التي تتولي فيها مؤسسة الرئاسة إعداد البرامج الإذاعية، وكان ضيف هذه الحلقة محمود فتحي رئيس حزب الفضيلة والحمد لله حتي الآن لا يستطيع أحد فرض إرادته علينا لأن سياستنا الحالية «الرئاسة» تجيب اللي هي عايزاه ونحن نقول اللي احنا عايزينه، والرقابة الجديدة تتم عن طريق أحمد عبدالعزيز مستشار رئيس الجمهورية لشئون ماسبيرو الذي يتولي حاليا الإشراف علي كافة البرامج السياسية في الإذاعة والتليفزيون وتحديد الضيوف. وهل اجتمع معكم أحمد عبدالعزيز؟ - نعم ولكنه لم يستطع توجيه أي تعليمات لنا بعد أن شعر أننا إعلاميون أحرار لا نخشي شيئا ولا نخضع إلا لضمائرنا ومصلحة الشعب المصري. ماذا ستقولين في حلقة 30 يونية؟ - سأقول ما يمليه علي ضميري وسوف نتحدث عن المظاهرات الحاشدة ولا حرج أن نقول الشعب يطالب برحيل مرسي لن نزيف الحقيقة ولن نخضع لأي توجيهات. وهل هناك أي اختلاف في التوجهات بين مذيعي ومذيعات راديو مصر؟ - لا يوجد أي اختلاف بيننا وتوجهنا السياسي واحد وهو مصلحة مصر وشعبها وأعتقد أن المستمعين يشعرون بذلك ولأننا صادقون ونعبر عن الناس نتمتع بنسبة استماع عالية جدا. وما موقف ماهر عبدالعزيز مدير إذاعة راديو مصر؟ - هو يقف معنا وينصحنا دائما بأن نكون حياديين وهو إعلامي يعشق عمله. وهل يتدخل إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار في عملكم؟ - علي الإطلاق ونحن لا نلتقي به وعلاقتنا المباشرة مع ماهر عبدالعزيز، وفي النهاية نحن نعمل بحريتنا لذلك اكتسبنا ثقة المواطنين. من الواضح أنكم تعملون تحت ضغوط أليس من الأفضل العمل في محطة فضائية بعيدة عن التدخل الحكومي؟ - أنا شخصيا لم أفكر أبدا في ترك راديو مصر وحتي لو منعوني من تقديم «من قلب القاهرة» سوف أكتفي بتقديم نشرات الأخبار متي التحقت للعمل بالإذاعة المصرية؟ - منذ عام 2004. وهل هناك فرق بين عهد مبارك وعهد مرسي؟ - في عهد الرئيس السابق مبارك لم أقدم برامج سياسية ولا أستطيع أن أرصد الفارق بين مبارك ومرسي، ولكني لا أعتقد أنه في عهد مبارك حدث أن تولت مؤسسة الرئاسة إعداد البرامج السياسية أو التدخل فيها. هل جميع الحلقات المقبلة من برنامج «من قلب القاهرة» تحت إشراف الرئاسة؟ - نعم، وأعتقد أن هذا سوف يستمر حتي ما بعد 30 يونية. ماذا لو استمر مرسي في الرئاسة بعد 30 يونية؟ - لو حدث هذا لن أقدم برامج سياسية وسأكتفي بقراءة النشرة الإخبارية. ألا تشعرين بالخوف من دخول المبني يوم 30 يونية؟ - ليس لدي أي خوف وسوف أذهب لتأدية رسالتي الإعلامية وقول الحقيقة للناس وليس عندي مشكلة أن أبيت في المبني في هذا اليوم من أجل مصر وشعبها. هل وضعكم المادي متميز؟ - لا أبدا مرتباتنا أقل من مرتب الإذاعيين 1000 جنيه وبالطبع أقل من العاملين بقطاع الأخبار. بشكل عام ما طبيعة الضيوف الذين يتم استضافتهم في راديو مصر؟ - غير معارضين بالمرة وبعضهم شخصيات مغمورة لا يعلمها أحد حتي لا يظهر أي صوت للمعارضة، والضيف يجلس في الاستديو ونتولي نحن المذيعين والمذيعات الحديث بصوت الناس المقهورين من حكم مرسي، في جميع الأحوال يخرج الضيف غاضبا من معارضتنا الشديدة لمرسي ونظامه.