لا خلاف أن حسام نصار، رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، يملك رؤية ووجهة نظر، ولا خلاف أيضاً أن الرجل أعاد للقطاع دوره الفعال في التواصل والتحاور مع الآخر بشكل إيجابي. نجح حسام نصار أيضاً في دفع عجلة العمل في القطاع بعد أحداث ثورة يناير.. فهو لا يريد الالتفات للخلف ويسعي جاهداً للاستفادة من صورة مصر الجديدة التي صنعها شباب لهم أحلام وانتماء لهذا الوطن الكبير. حول المشهد السياسي الآن قال حسام نصار: أنا حزين لأن المشهد السياسي صعب جداً.. وأشعر بأن دولة ميدان التحرير غابت.. وأن الحالة الثورية تبخرت وأصبحنا في حالة عائمة.. ولا أعرف أين اختفت روح ميدان التحرير، ولماذا حلت محلها الرغبة في الانتقام والارتجال والعشوائية.. فعندما قامت الثورة نجح الشباب في إقامة دولة كاملة المرافق في الميدان لكن بسرعة »اختفت الدولة« وأصبحت في موقف صعب جداً، وأضاف حسام نصار قائلاً: هناك من يقول إن الوزارة الحالية مهمتها تسيير الأعمال وأشعر في هذه العبارة باستهانة واستخفاف من المهمة التي يقوم بها رجال هذه المرحلة.. والعاقل هو من يدرك أن هذه المرحلة من أصعب المراحل التي يمر بها الوطن لأنها انتقال إلي الاستقرار والأمان، ويجب أن تتضافر الجهود في هذه المرحلة حتي تنطلق إلي أفق أكثر رحابة وأماناً. وعن أكثر المشاهد إزعاجاً في مصر الآن قال: بكل تأكيد المظاهرات الفئوية والرغبة في تشويه وإقصاء الآخر كلها مشاهد مزعجة ومحبطة ويجب التخلص منها وبذل الجهد لبناء وطن جديد يستوعب أحلام وآمال الجميع. وواصل حسام نصار كلامه قائلاً: إن روشتة العلاج لحال مصر يجب أن تحتوي علي رؤية وخطة ومنهجية ولابد لكل إنسان يرغب في بناء مصر أن يعود ويستند إلي النموذج الحداثي المصري الذي يبدأ من عند محمد علي وينتهي عام 2011، فنحن أمام منتج ثقافي ومعرفي تراكمي.. وقال »نصار«: لا يجب الخلط بين النظام والدولة لأن إسقاط رموز النظام لا يعني أبداً إسقاط هيبة ووقار الدولة.. فإذا حدث وسقطت وضاعت الدولة فهذا يعني الدخول في مجهول. وانتقد حسام نصار الخطاب المعرفي الموجود الآن، وقال: الخطاب المعرفي ديني فقط ولابد أن تتعدد روافد ومنابع الخطاب المعرفي وقال إن التحاور مع الآخر يجب أن يكون في نقاط الاتفاق أولاً ثم يكون الانطلاق بعد ذلك إلي نقاط الاتفاق أولاً ثم يكون الانطلاق بعد ذلك إلي نقاط الاختلاف.. وأضاف أن الثورة خلقت للشعب شغفاً معرفياً ولابد من استثمار هذه الحالة في توصيل الموروث الثقافي المصري الذي يمتد إلي 7 آلاف سنة ويجب الاستفادة من قنوات الاتصال في توصيل الفكر والرأي للناس من خلال الوحدات الصحية ومحطات السكة الحديد وبنوك التسليف الزراعي، وأكشاك المحمول، وكل قناة أو نافذة يتعامل معها المتلقي. وأشار نصار في حديثه ل»الوفد« إلي أن الحوار مع الآخر يجب أن ينطلق من المشترك الحضاري قبل الاقتراب من نقاط الاختلاف.. وأكد حسام نصار أن يحاول الوصول إلي كل دول العالم وأن ميزانية القطاع لا تتجاوز مبلغ ال16 مليون جنيه ورغم ذلك نجح في توصيل الموروث الثقافي المصري للخارج.. وأوضح أنه يقوم بدعوة كل السفراء الموجودين في مصر لحضور المهرجانات الفنية في مصر، للتأكيد علي أننا نعيش في استقرار وهذا يساهم في إنعاش المناخ السياحي، واختتم نصار كلامه بالتأكيد علي أن العمل الثقافي مهمة كل مؤسسات الدولة وأن الفن أفضل سفير للدول التي تريد الإعلان عن حضارتها وتريد أيضاً التشابك مع الآخر.