حادثة قتل بعض الشيعة المصريين فى منطقة الهرم ببلدة زاوية أبو مسلم مؤشرًا خطيرًا على ماحدث فى مصر من صراع فكرى ومذهبى وعقائدي من الممكن أن يؤدى بنا للوصول لحروب وصرعات مذهبية فى حالة ترك الحوار وعدم محاسبة من يشعلون الفتن بين أبناء الوطن الواحد ، حتى لا تصبح مصر لبنان أخر أو عراق ما بعد صدام . والمتابع لما يحدث فى مصر من صراع فتاوى وأراء متشددة بين السلفيين والإخوان ، وبين السلفيين وبعضهم البعض ، وبين السلفيين والإخوان من جانب والصوفيين فى جانب أخر ، وكذلك بين السلفيين والشيعة ، واتباع مذاهب التكفير الذين يكفرون من ليس معهم ، مع وجود احتقان بين المسحيين وبعض تلك التيارات ، يؤكد أننا قادمون على صراع مذهبى لو استمر القطار يسير فى نفس الطريق المليء بالتكفير والفتن . فتنة أمريكية يؤكد الشيخ الأزهري سعد الفقي ، مدير عام بأوقاف الدقهلية أن ما يحدث بين السلفيين والإخوان ، وبين السلفيين والشيعة ، وبين الصوفيين والتيارات الأخرى ، ينذر بتقسيم البلاد على أساس مذهبي . ويرى "الفقي" أن هذا ما تسعى إليه أمريكيا وحلفائها ، بهدف إضعاف الدولة ، وهذا لن يتحقق إلا بالتقسيم ، وهو ما حدث فى السودان، ويحدث على أرض الواقع فى سوريا ، وأطل برأسه فى مصر . وأضاف الفقى ، وما لم تكن هناك صحوة من المخلصين لتفويت الفرصة وتدارك الأمر ، سوف يحدث ما لا يحمد عقباه. ويرى " الفقي " أن الصراع بين السنة والشيعة صراع سياسيى وليس ديني ، لأن الثوابت واحدة ، مطالبًا بتفعيل القانون ومحاكمة أى شخص يزدري الأديان ، أو يصدر منه شطط يهدد وحدة البلاد ، والمخطئ يجب معاقبته بالقانون وليس بتكفيره وأهدار دمه ، حتى لا نصل للتقسيم المذهبي والقتل على الهوية الطائفية . ويري " الفقي " أن الذين قتلوا " حسن شحاته " صنعوا منه بطلاً وسوف يكون أيقونة للشيعة ويتم عمل ضريح له فى إيران باعتباره شهيدًا مثل الإمام الحسين – رضى الله عنه - . حرمة الدماء ومن جانبه قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن للنفس الإنسانية حرمتها، ولايصح لأحد أن يعتدى على نفس مهما اختلاف معها في المذهب أو الدين.. وقال عضو هيئة كبار العلماء : " نحن كأهل سنة لا نتفق مع الشيعة في الكثير من الأشياء مثل زواج المتعة أو آرأهم في بعض الصحابة، ولكن هذا الاختلاف لا يبيح أو يبرر قتل النفس بغير حق" . وقال " هاشم " أن الرسول أكد على أن قتل النفس تعتبر كبيرة من الكبائر، حيث إنها جاءت في المرتبة الثانية بعد الشرك بالله، موضحا أن الرسول قال أنه بريء من القاتل حتى ولو كان المقتول كافرًا ". وأشار " هاشم " إلى إن الذي يتسبب في العدوان أو التحريض على القتل، يعتبر مشارك له في الإثم والذنب ومرتكب كبيرة من الكبائر أيضا، وذلك وفقا لما جاء في القرآن الكريم أحاديث الرسول". فيما أكد بهاء أنور محمد المتحدث باسم الشيعة المصريين أننا ندخل فى عصر التقسيم المذهبي ، وهم بدأوا بالشيعة ، ثم يأتى الدور على الصوفية ، ثم الأقباط وهلما جرا .. وطالب المتحدث باسم الشيعة بضرورة العمل على وقف هذا الانحدار نحو التقسيم المذهبي ، لأن هذه الاعتداءات كارثة تؤدي بنا للتقسيم الطائفي . قاموس التطرف المذهبي وأكد الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوى شيخ مشايخ الطريقة الشبراوية، وأمين تحالف الأحزاب والقوى الوطنية ، ورئيس جبهة الإصلاح الصوفي والصوفية ، أن الهدف مما حدث هو زعزة الإستقرار في مصر ، لأن مفردات القاموس اليومي في مصر كان مجموعها يقرأه بنفس القدْر الأعمى والبصير، ولا يخطي.ء في حرف واحد، فكانت: دين، مذهب، عقيدة، خطبة، الآخر اللعين، مقاطعة، سني، شيعي، وهابي، قبطي، علماني، كافر، عدو الإسلام، نصراني، فضائية دينية، فتوى، عاصم عبد الماجد وأبو إسلام والحويني وموريس صادق وعبد الله بدر وزكريا بطرس وغيرهما . وأشار الشبراوى فى بيانه إلى أن لغة الكراهية جاءت تحملها رياح من تجمعات سنية وشيعية وقبطية وفتاوى من المنظمات الإسلامية وحارق المصحف في أمريكا والذي بال على الانجيل في مصر، ومقاطعة شركاء الوطن والصمت على مذابح ضد أقباطنا مع تواطؤ من الدولة على الصمت وعدم ملاحقة المجرمين. أصابع خارجية وقال الدكتور أحمد راسم النفيس القيادي الشيعى، "إن الشيعة سيشاركون في مظاهرات 30 يونيو للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، لعدم تمكن نظامه من حماية أرواح المواطنين". وأضاف النفيس أن الشيعة جزء من الوطن المصري لهم حقوق وفق الدستور والقانون والتواصل مع منظمات حقوق الإنسان. وأشار النفيس لوجود أصابع خارجية تهدف إلى تقسيم مصر على أساس مذهبي وعقائدى ، وذلك بالتعاون مع جهات خارجية من خلال التحريض . ووأوضح النفيس أن هناك بعض دول الخليج التي تحاول أن تضغط على حزب الله وإيران للخروج من سوريا، من خلال استهداف الشيعة في عدد من البلدان العربية . مصر بعيدة عن التحزب ومن ناحيته حمل القيادي الشيعي الطاهر الهاشمي الرئيس محمد مرسي ومشايخ السلفية ما يحدث الآن من فتن وتحزب مذهبي . وقال الهاشمي ل" بوابة الوفد": إن الكارثة المريعة التي حدثت ونتج عنها مقتل الشيخ وبعض تلامذته هو أمر غريب على الإسلام وأيضا على طبيعة الشعب المصري المتسامح الذي لايعرف القتل على الهوية بل يحتفي بالسائحين وأصحاب الديانات الأخرى، كما أن المسلم حرام على أخيه المسلم دمه وماله. وأشار الهاشمي إلى أن الرئيس محمد مرسي يتحمل مسئولية الأحداث عقب التحريض المباشر الذي قام به في خطابه الأخير بالصالة المغطاة باستاد القاهرة قبل أيام والذي وصفه بأنه كان تحريضاً على الشيعة برعاية الرئيس وحكومته. كما حمل الهاشمي دماء الضحايا لكل من شيوخ السلفية الوهابية وفي مقدمتهم محمد حسان بخطابة التحريضي ووصفه الشيعة بالأنجاس الروافض، وأيضاً محمد عبد المقصود الأمين العام للدعوة السلفية، ومفتي قطر، يوسف القرضاوي ومعهم السعودي محمد العريفي -على حد قوله. وأضاف الهاشمي إنه من المعروف أن الحرب المذهبية لا مجال لها في مصر، وإن الذي يدور هو اعتداء بالوكالة عن مشروعات الفتنة المذهبية التي تعم المنطقة العربية وهو مشروع أمريكي صهيوني عربي لتفتيت العالم العربي إلى دويلات، وهذا المشروع محكوم عليه بالفشل بإذن الله.