لليوم الثاني على التوالي لا تزال الاشتباكات التي اندلعت أمس في مدينة صيدا جنوبي لبنان بين الجيش اللبناني وأنصار الشيخ أحمد الأسير مستمرة، حيث أسفرت عن مقتل 12 من عناصر الجيش وجرح أكثر من 100 آخرين، فيما لا يزال عدد القتلى والجرحى في الطرف الآخر مجهولة. وتدور الاشتباكات في منطقة عبرا في صيدا، حيث مسجد بلال بن رباح، الذي أكدت مصادر مطلعة أن الشيخ الأسير لا يزال يتمركز فيه، فيما غادره الفنان فضل شاكر المؤيد للشيخ الأسير. وقالت المصادر "الجيش أصبح على تخوم المسجد، وهو يُواجه وبشكل عنيف بالقنابل والقذائف التي يُطلقها عناصر الأسير المسلحين". ويمنع المقاتلون سكان المباني المحيطة بالمسجد من الخروج، خشية أن يساعد ذلك الجيش في تنفيذ عملية عسكرية واسعة بالمنطقة حال خلوها من المدنيين. وأشار المراسل إلى أن حالة مماثلة تشهدها منطقة البستان الكبير التي تقع على ساحل صيدا، حيث يتواجد الشيخ يوسف حنيني المناصر وجماعته للأسير، والذين يقاتلون أيضا الجيش اللبناني، إذ يمنع المقاتلون السكان من مغادرة منازلهم، ويتادلون إطلاق النار مع الجيش منذ الليلة الماضية. وبخلاف منطقتي "عبرا" و"البستان الكبير" ينتشر مسلحون ملثمون مؤيدون للأسير في شوارع مناطق الهلالية والقياعة وطلعة المحافظ في صيدا، ويشتبكون مع عناصر الجيش اللبناني، مستخدمين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وامتدت الاشتباكات أيضا إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بصيدا، حيث يشتبك فلسطينيون مسلحون مؤيدون للشيخ الأسير مع عناصر من الجيش اللبناني، فيما يغادر عدد كبير من سكان المخيم منازلهم إلى مناطق آمنة خارجه. وتشهد مدينة صيدا حركة نزوح واسعة إلى العاصمة اللبنانية بيروت. وقدّرت مصادر معنية عدد المقاتلين في صيدا ب150 مقاتلا، فيما يواصل الجيش إرسال تعزيزاته إلى المنطقة، وأعلنت قيادته أمس أنّها "لن تسكت عما تعرضت إليه سياسياً أو عسكرياً، وستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق، والضرب بيدٍ من حديد كلّ من تسول له نفسه سفك دماء الجيش، وستردّ على كل من يغطي هؤلاء سياسياً وإعلامياً". واندلعت الاشتباكات أمس على خلفية توقيف الجيش لأحد أنصار الأسير وهو الشيخ عاصم العارفي، بعد أن عثر على سلاح في سيارته. وتدخل الشيخ الأسير وطلب الإفراج عن العارفي فورا، وعندما لم يمتثل عناصر الجيش لطلب الأسير طلب من عناصره التدخل والإفراج عنه بالقوة، وتبادل الجانبان إطلاق النار.