أعرب هشام زعزوع وزير السياحة عن تخوفه من تظاهرات 30 يونيو حالة وقوع أحداث عنف تؤثر سلباً علي حركة السياحة وتعود بها إلي مربع الصفر. وناشد القوي السياسية والوطنية وجميع المواطنين الالتزام بالتعبير بشكل حضاري، مؤكداً أن الالتزام بالسلمية سينقل للعالم صورة إيجابية عن مصر. أكد الوزير في الندوة التي نظمتها جمعية الكتاب السياحيين أن السياحة تمر بأزمة لا يمكن إنكارها، إلا أن الشهور الماضية شهدت تقدماً عن العام الماضى، مشيراً إلي أن عام 2010 هو مقياس لسنة الذروة في تاريخ السياحة، حيث حققنا 14.7 مليون سائح حققوا دخلاً سياحياً 12.5 مليار دولار تراجعت بعد الثورة إلي 9.8 مليون سائح بإيرادات 8.8 مليار دولار، مؤكداً أن عام 2012 كان أفضل من سابقه، حيث ارتفعت الأرقام لتصل إلي 11.5 مليون سائح حققوا إيرادات 10 مليارات دولار. وهذا معناه أننا مازلنا في منتصف الطرق للتعافى الكامل. وأشار الوزير إلي أن الخمسة أشهر الأولى من عام 2013 حققت السياحة نمواً أكثر من العام السابق بزيادة 5 ملايين سائح وإيرادات 4 مليارات دولار. وأكد الوزير أن الزيادة في أعداد السياح جاءت علي حساب الإيرادات بسبب تراجع متوسط الإنفاق، وكان لجنوب سيناء والبحر الأحمر النصيب الأكبر من الحركة السياحية بالمقارنة بالقاهرةوالأقصر وأسوان التى كانت الأسوأ حظاً، الأمر الذي جعل المعاناة شديدة أمام الفنادق سواء العائمة أو الثابتة. وصرح الوزير بأن متوسط إنفاق السائح تراجع بشكل كبير من 85 دولاراً في عام 2010 إلي 70.3 دولار في الليلة الواحدة وساعد تراجع الدخل السياحي على زيادة الأرقام السياحية لسد الفجوة الكبيرة ما بين الأعداد والليالي السياحية، مشيراً إلي أن الأحداث التي شهدتها مصر منذ التسعينيات، خاصة حادث الأقصر عام 97 يختلف تماماً عما تمر به مصر الآن، خاصة أن الأزمة الحالية مستمرة وفي أماكن متعددة. وأكد زعزوع ثقة السائح في المقصد المصرى رغم الأحداث التي تمر بها، ورفض تشكيك البعض في أرقام السياحة التي تعلنها الوزارة مؤكداً أن تلك الأرقام تصدر عن عدة جهات منها وزارة الداخلية والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. وأكد الوزير استمرار الوزارة في دعم الطيران العارض والمشاركة في الدعاية والترويج السياحي مع منظمي الرحلات في الخارج من أجل مزيد من التحفيز لهم لدفع الحركة السياحية لمصر، مشيراً إلي أن هناك اتفاقا مع شركة «صن إكسبريس» الألمانية علي زيادة رحلاتها إلي مصر بواقع 11 رحلة أسبوعياً من ألمانيا إلي الأقصر وطابا مباشرة، وكذا الطيران التركي من اسطنبول إلي الأقصر وأسوان لدفع الحركة السياحية في مناطق السياحة الثقافية. وحول السياحة الإيرانية وما أثير حولها قال أنا كوزير سياحة سأطرق جميع الأبواب لجلب السياح لمصر، مؤكداً أن ترحيب العاملين في القطاع السياحي بالسياحة الإيرانية مؤكدين أن السائح الإيراني عالي الإنفاق ونحتاجه. واستعرض الوزير بعض الحلول المختلفة والطويلة الأجل لجذب مزيد من السياح لمصر وعلي سبيل المثال السوق الهندي الذي يعد أحد الأسواق الواعدة زار منه مصر 88 ألف سائح عام 2012، مشيراً إلي أن الطبقة المتوسطة من هذا السوق 350 مليون هندى يمكن جذب عدد كبير منهم للسوق المصرية ولكن المشكلة عدم وجود وسيلة طيران سوي أربع رحلات أسبوعياً وتم الاتفاق علي تسيير رحلات جديدة تربط بين القاهرة ونيوديلهي أوائل أغسطس القادم. وأشار إلي أن السوق العراقي الذي بدأت رحلاته لمصر بأعداد كبيرة، خاصة بغداد ومنطقة كردستان ومن المتوقع زيادتها. وكذا بدء رحلات من كندا ومانشستر أول يونيو الحالى ونبحث حالياً جذب السوق البرازيلى مع مصر للطيران لتسيير رحلات تربط بين القاهرة والبرازيل. وحول السوق العربي أكد الوزير عودته بقوة خلال موسم الصيف الحالى وسيكون للقاهرة نصيب كبير من حركة السياحة العربية خاصة السوق الخليجي والسعودى. وأعرب الوزير عن أمله في الوصول هذا العام إلي 13.8 مليون سائح لنقترب من عام 2010 الذي حققنا فيه 14.8 مليون سائح. وحول الترويج والحملة الدعائية أكد الوزير أنها تراجعت بنسبة 50٪ نتيجة إعفاء الغرف السياحية من تحصيل مشاركتها نتيجة الأزمات التي مروا بها بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد. وستتم إعادتها خلال الشهور القادمة في نفس الإطار السابق دون أي زيادة. وأعلن الوزير أنه سيلتقي مع قداسة البابا تواضروس لبحث ملف العائلة المقدسة حيث يتم انطلاق مسارها خلال شهر نوفمبر المقبل، مشيراً إلي أن هناك مبادرة يتم إطلاقها بالتعاون مع الكنيسة والنوادى المصرية لتحديث المسار إلي 350 كيلو، مؤكداً ضرورة تطوير بعض المناطق، خاصة منطقة شجرة مريم. وحول قرار السعودية مؤخراً تخفيض تأشيرات الحج هذا العام بنسبة 20٪ علي جميع دول العالم الإسلامي بما فيها مصر. قال الوزير: هناك خطاب من الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء والجانب السعودي للإبقاء علي حصة مصر كاملة من تأشيرات الحج دون تخفيض بسبب انتهاء وزارة الداخلية من إعلان أسماء الفائزين بقرعة الحج. وأعرب عن أمله أن يصل رئيس الوزراء إلي حل مع الجانب السعودي باستثناء مصر من القرار، خاصة أن القرار جاء مفاجأة وأدى إلي حدوث الأزمة الحالية. وبالنسبة لأزمة العمرة أكد الوزير أن العمرة تشهد حالياً انفراجة، مشيراً إلي وجود لجنة ممثلة من وزارة السياحة وغرفة الشركات بالسعودية للعمل علي حل الأزمة مع الجانب السعودى. ومن جانبه أكد اللواء طارق سعد الدين رئيس هيئة التنمية السياحية أن ملف التنمية شهد كثيراً من الاضطرابات نتيجة البلاغات ضد المستثمرين وسحب الأراضى، وكان المطلوب سحب 107 ملايين متر مربع بهدف تهدئة مناخ الاستثمار وتم بالفعل سحب 100 مليون متر مربع والتصالح مع المستثمرين. وأشار سعد الدين إلي تنمية الساحل الشمالي خلال الفترة القادمة، لافتاً إلي أن نجاح الهيئة في زيادة رقعة مخصصة لها بالساحل الشمالى من 9 مليارات متر إلي 18 مليار متر، مشيراً إلي أن هناك مخططاً لإنشاء مدينة سياحية عالمية بالساحل الشمالي، إضافة إلي تخطيط منطقة رأس الحكمة رغم الصعوبات التي واجهتنا بسبب رفض أهالي المنطقة إنشاء أية مشروعات سياحية ونجحنا في حل المشكلة عكس أهالي منطقة العلمين الذين يطالبون بضرورة التنمية السياحية. وأعلن رئيس هيئة التنمية السياحية عن طرح 6 ملايين متر مربع من أراضى التنمية السياحية لإقامة مشروع ترفيهى علي غرار «ديزني لاند» إضافة إلي تخصيص أرض لإقامة منطقة عالمية لسباق السيارات. ومن جانبه أكد الكاتب الصحفى جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين أن صناعة السياحة كانت الضحية الأولى لجميع الأحداث التي مرت بها منذ بداية الثورة ومازالت تعاني من المستجدات علي الساحة السياسية وتحمل العاملون بها العبء الكبير، مشيراً إلي أن الإعلام السياحي كان خط الدفاع الأول عن هذه الصناعة، مؤكداً استمرار الإعلام السياحي في دوره دائماً حتي تتعافي مما تعرضت له. شارك في الندوة الكاتب الصحفي صلاح عطية نائب رئيس الجمعية والإعلامي أمير فهيم، كما شارك بالحضور الخبير السياحي محمدى حويدق.