قالت مصادر مقربة من حزب الله اللبناني، إن الحزب يتوقع ردا قريبا من المعارضة السورية على "سقوط" مدينة القصير، غربي سوريا، أمس، بعد معارك مع الجيش النظامي السوري مدعوما بعناصر من الحزب. وقالت المصادر- التي فضلت عدم الكشف عن هويتها- إن حزب الله "اتخذ إجراءات أمنية جديدة وحازمة، خاصة في المناطق المحسوبة على الحزب، أي في الجنوب اللبناني، كما في البقاع (شرقا) والضاحية الجنوبية لبيروت، منذ سقوط صاروخين على الضاحية الجنوبية لبيروت في 26 مايو الماضي". ومن أبرز هذه الاجراءات، بحسب المصادر ذاتها، "تسيير دوريات مسلحة ليلية تجوب المناطق ولا تقتصر على الحزب وحده بل تطال أيضا حلفاءه، وبالتحديد شريكه الشيعي أي حركة أمل التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري". كما يتم تسجيل كل سوري يدخل إلى المناطق المحسوبة على حزب الله ومكان سكنه، وتتم مراقبته خشية تبعيته للجيش السوري الحر. وقالت المصادر: إنه "تم القاء القبض على أكثر من سوري بحوزتهم أسلحة فردية بعد معلومات تفيد بأن بعض السوريين يراقبون تجمعات حزب الله، وخاصة خلال تشييع جثامين عناصره"، الذين سقطوا في معارك القصير. وشارك حزب الله بقوة في المعارك التي دارت في مدينة القصير على مدى أكثر من أسبوعين إلى جانب قوات الجيش السوري ضد مقاتلي الجيش الحر، ما أقر به أمينه العام حسن نصرالله مؤخرا، واعدا بالانتصار في "معركة سوريا". وأعلن التلفزيون الرسمي السوري في وقت مبكر أمس الأربعاء أن "القوات الحكومية استعادت السيطرة الكاملة على مدينة القصير"، بعد نحو أسبوعين من القتال مع من وصفهم ب"الإرهابيين". و فور اعلان سقوط مدينة القصير بأيدي الجيش السوري وعناصر حزب الله، تعهد رئيس أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس، الأربعاء بمحاربة "حزب الله" داخل لبنان. وقال إدريس، في تصريح صحفي، إن مقاتلي حزب الله "يغزون الأراضي السورية، وعندما يستمرون في القيام بذلك والسلطات اللبنانية لا تتخذ أي إجراء لمنعهم من القدوم إلى سوريا، أعتقد بأن ذلك سيسمح لنا بمحاربتهم داخل الأراضي اللبنانية". وأوضحت المصادر أن "ما يخاف منه حزب الله ليس نقل المعركة السورية إلى لبنان بل توجيه الجيش الحر ضربات محددة وموجعة يسعى الحزب ومن خلال الاجراءات المتخذة مؤخرا لتفاديها". وسقط صاروخان من طراز جراد في 26 مايو الماضي على الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي معقل أساسي لحزب الله حليف النظام السوري في مواجهته ضد قوات المعارضة المسلحة؛ ما أسفر عن إصابة 4 أشخاص من الجنسية السورية.