السؤال هو لماذا التهافت المحموم علي المنصب الرئاسي الذي لم تحدد ملامحه الدستورية بعد الثورة بهذا الاستعجال علي الدعاية للانتخابات الرئاسية التي لم يتحدد موعدها ولا شكلها ولا ملامحها الدستورية التي يحددها الشعب بعد أن يقول كلمته بصفته صاحب الحق الأصيل في اختيار الطريقة التي يحكم بها نفسه بنفسه من خلال أهم استفتاء شعبي عام يتم إجراؤه لإرساء أهم قاعدة دستورية يجب أن يتضمنها الدستور الجديد بعد الثورة وعلي ضوء نتيجة هذا الاستفتاء فهل ستكون انتخابات رئاسية شعبية مباشرة علي قديمه كثقافة موروثة طرشنا فيها الدم من السلطات الدستورية المطلقة للحكام التي ألهت الحاكم وأذلت المحكومين علي مدي العقود الماضية ومازالت هذه السلطات المطلقة قائمة لم تتغير بالدستور الحالي حتي اليوم رغم قيام الثورة المباركة أم ستكون منصباً رئاسياً شرفياً كرمز يرأس ولا يحكم في نظام حزبي قوي برلماني حر حتي لا يتم التكالب علي هذا المنصب الرفيع بإغراءاته الكثيرة بداية من بريق السلطة وهيلمان السلطان وكرسي الحكم وصولجان الحاشية والبلاط الرئاسي. وكان ذلك سبباً في التناحر والتراشق بالألفاظ النابية والاتهامات المرسلة والتهديد بالأسلحة البيضاء بين أنصار فلان.. وعلان.. بدون ذكر أسماء في وقت لا تحتمل الحالة الأمنية في البلد إلي كل هذه المهاترات والدولة في أشد الحاجة إلي الأمن والاستقرار والقضاء علي الفتن الطائفية المستعرة للحفاظ علي هيبة الدولة واحترام القانون أم ستجمع الدولة بين النظامين الرئاسي والبرلماني بعد تقليص السلطات الخيالية المطلقة للرئيس القادم وتدعيم واستقلال السلطة التشريعية والقضائية بالدستور الجديد. وهذا يتطلب فترة انتقالية كافية حتي تستعيد الحياة الحزبية الصورية عافيتها وتتحول إلي أحزاب حقيقية لها شعبيتها وجماهيريتها بالشارع السياسي قبل إجراء أي انتخابات برلمانية حرة لإفراز مجالس شعبية تشريعية حقيقية وقوية. لذلك فنحن قبل هذا وذاك في أشد الحاجة إلي خريطة طريق ودستور يحدد لنا الطريق من أين نبدأ وإلي أين ننتهي في أمان الله إلي محطة الوصول بسلام. وحتي لا نغرق ونغوص في بحر لجي من التوهان. ومن هذا المنطلق ندعو الله أن ينير الطريق لقيادتنا الثورية المخلصة وفي مقدمتهم المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة والدكتور شرف رئيس الوزراء والدكتور عبدالعزيز حجازي منسق الحوار الوطني من أجل بناء مصر المستقبل بعد الثورة. وأناشدهم.. وأصرخ بأعلي صوتي.. الأمن والدستور أولاً يا سادة »حتي يكون البلد آمناً.. والبناء شامخاً.. علي أسس وقواعد.. دستورية راسخة«، فالدستور هو المشكاة والنور الذي يضيء للأمة الطريق الذي تتقدم فيه للأمام علي هدي الله وعلي الصراط المستقيم. وبالدستور ترسم الأمة وتخطط لمستقبلها وفكرها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. وهل هي جمهورية رئاسية أم برلمانية أم تجمع بين النظامين الرئاسي والبرلماني من خلال استفتاء عام للشعب بدون »نعم« أو »لا« يختار فيه الناخب النظام الذي يرغبه من بين هذه النظم الثلاثة التي تمثل حجر الأساس وألف باء المنظومة السياسية في الحكم الذي يختاره الشعب بنفسه. وبنتيجة هذا الاستفتاء يتحدد النظام الذي يجمع عليه الأمة في الدستور الجديد الذي تلتزم به دستورياً الأحزاب التي تتولي الحكم مستقبلاً.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.