السد العالي كارثة بيئية صارخة، لها نتائج وتداعيات وسلبيات هائلة علي مصر ووجودها نفسه، ليس المجال تعدادها، لكن أهمها بالنسبة لأرض مصر هو تغيير الطبيعة العضوية للتربة وضياع قيمتها الغذائية، هو سبب خير أنواع الزرع وخصوبة أصنافه، وكل كائنات الوادي من إنسان ونبات وطير وحيوان، بالإضافة إلي تلوث مياه النيل بحكم بطء حركة سير المياه، مما نشر أمراضاً وأوبئة تجتاح الشعب المصري.. بالإضافة إلي أن السد العالي أولاً وقبل كل شيء جريمة قومية، جريمة في حق عنصر عرقي من نسيج الشعب المصري، ألا وهو شعب النوبة الذي أغرقت قراهم وبيوتهم وحقولهم وتاريخهم العريق تحت مياه السد. إعادة مجري النيل إلي طبيعته الأصلية حتمية حياتية لمصر وحماية وادي النيل وزراعته حتمية اقتصادية لنهضة مصر.. لذا أهمية التخلص من السد العالي ولو بفتح بواباته تدريجياً وحفر مجارٍ من البحيرة إلي الوادي والصحراء الكبري عبر الساتر الرملي، حتي تتم تصفيتها تماماً. ثم تنفيذ حق العودة للنوبيين إلي وطنهم النوبة لإعادة تعميره وبنائه، فهم ليسوا أقل من الفلسطينيين الذين دفعت مصر كل غال ورخيص ودماء الآلاف من أبنائها للدفاع عنهم.. أما عن فوائد السد مثل إنتاج الكهرباء، واحتياطي الماء أو زيادتها، وحماية مصر وجسورها، فلذلك حديث مستفيض ملخصه هو: توليد الكهرباء له سبل أقل خطراً من قطع مجري النهر وتغيير صفاته، مثل الطاقة المتجددة من الشمس أو الرياح وغيرها وهي صديقة للبيئة وعديمة الضرر. احتياطي الماء بحجزه بالبحيرة، أدخل مصر في حزام الزلازل بثقل الوزن علي التربة، كما سبب تغير الطقس والبيئة وهطول السيول التي تجتاح قري الصعيد، نتيجة البخر وحركته مع الرياح الشمالية الغربية نحو جبال البحر الأحمر لتتكاتف لتشكل أمطاراً وسيلاً غربي الجبال. زيادة الماء لم تتحقق فنصيب مصر منها محدد طبقاً للاتفاقيات الدولية، وما كان يذهب منها إلي البحر يذهب إلي البخر من البحيرة والمياه الراكدة في المجري، ويشرب الباقي ورد النيل الذي يتكاثر لركود المياه، ناهيك عن التلوث والجراثيم في المياه شبه الراكدة. أما حماية الجسور من مياه الفيضان فهو أمر تاريخي انتهي مع تقدم الهندسة وتكنولوجيا البناء الحديثة.