يشتكى أهالى غالبية قرى المنيا والبالغ عددها ما يقرب من 367 قرية من عدم وجود أطباء بالوحدات الصحية والتى أنفقت عليها الدولة ملايين الجنيهات من أجل إقامتها وتجهيزها بالمعدات الطبية اللازمة وكأن لسان حال الحكومة لا تعترف بمواطنى القرى وتدعم فقط مستشفيات المراكز والمدن والبالغ عددها ما يقرب من 15 مستشفى والتى تمثل 10% من إجمالى السكان بمحافظة المنيا والتى تعانى غالبيتها من عدم وجود أجهزة غسيل كلوى لعلاج المرضى . وأشارت إحصائيات مديرية الصحة بالمنيا إلى وجود 244 وحدة صحية بقرى مراكز شمال وجنوب المحافظة، والتى شملت 35 وحدة صحية بقرى مركز شمال المنيا و18 وحدة صحية بقرى مركز أبو قرقاص و35 وحدة صحية بقرى مركز و22 وحدة صحية بقرى مركز ديرمواس و35 وحدة صحية بقرى مركز سمالوط و24 وحدة صحية بقرى مركز مطاى و37 وحدة صحية بقرى مركز بنى مزار و26 وحدة صحية بقرى مركز مغاغة و12 وحدة صحية بقرى مركز العدوة . وقد تركزت شكاوى مواطنى محافظة المنيا فى عدم تواجد وحدات صحية سوى فى القرى الأم وحرمان باقى القرى والعزب والنجوع من وجود وحدات صحية بها لعلاج المرضى وإسعافهم فى الحالات الحرجة للأهالى، حيث اشتكى أهالى قرية وعزبة شاكر وعزبة طلعت وعزبة القشيرى وجرجاوى والتل والساحل والسوايطة بمطاى من عدم وجود وحدات صحية أو وجود عيادات خارجية بها لعلاج المرضى مشتكين أيضا من أن الوحدة الصحية الموجودة بقرية أبوشحاتة صادر لها قرار إزالة منذ عامين ولم تتم إزالتها ومحرومة من الأطباء منذ عامين. وما يحدث وهم كبير سمي كذبًا بالعلاج المجاني بالمستشفيات العامة بالمنيا وبعد أن كان هذا الوهم يبدأ من الإهمال وينتهي عند اختفاء العلاج بالمستشفيات امتد الآن إلي عدم وجود الطبيب المختص ونقص الإمكانات والأخطاء الطبية وتوج بشيوع البلطجة التي ألقت بظلالها علي المريض والطبيب علي السواء. وأكد المرضى بمستشفي الحميات بالمنيا أنهم يعانون من نقص المادة الكيميائية التي تستخدم في تحليل الفيروسات خاصة تحليل الحمي التيفودية أساس عمل مستشفيات الحميات مما يضطر المستشفى لإرسال مرضاها إلي المستشفيات المجاورة لإجراء هذه الأشعات . وتشير "سناء محمود" -إحدى المرضى بمستشفى المنيا الجامعى- إلى أن المستشفى يعاني عجزا كبيرا في الأطباء خاصة التخدير والأشعة والتحاليل والعلاج الطبيعي وعدم وجود أطباء مقيمين بأقسام الجراحة والمسالك وعدم وجود طبيب متخصص في العناية المركزة أو القلب وعدم وجود أخصائيين في الأمراض الجلدية ووجود عجز صارخ في الممرضات ناهيك عن نقص الأدوية إلي جانب تعطل أجهزة العناية المركزة وعدد من أجهزة الغسيل الكلوي وسوء حالة النظافة وإلقاء جراكن الغسيل الكلوي التي يستخدمها المريض. ويقول "عادل سنوسى" -مريض بمستشفى سمالوط - بالنسبة إلي المستشفي العام بسمالوط يوجد عجز في الأطباء بالفترة المسائية ونقص الأدوية بل هناك مشكلة كبري بالمستشفي وهي مشكلة الصرف الصحي التي تسببت في حدوث طفح متكرر لمياه المجاري. ويضيف "إسكندر بطرس" -مريض بمستشفى المنيا العام- أن الوضع في مستشفي المنيا العام ليس أحسن حالاً بل يعاني من عجز في المستلزمات الطبية مما يتسبب في إثارة أهالي المرضي وتعديهم علي العاملين بها, إلي جانب تضرر المواطنين من الأطباء لقيامهم بالانصراف من عملهم للعمل بعياداتهم الخاصة, الأمر الذي يؤدي إلي انتظار المريض في الاستقبال لفترات طويلة لحين حضورهم. ويشير "خالد عبد العزيز" -مريض بمستشفي المنيا الجامعي- إلى أن معظم الأطباء ينصرفون من المستشفي بعد الثانية ظهرًا بالإضافة إلي نقص الأدوية اللازمة لعلاج المرضى بالمستشفي، ومشيرا إلى أن حال المستشفيات بالمنيا "لا يسر عدو ولا حبيب" وأن منظر دورات المياه سيئ للغاية ليس ذلك فقط بل انقطاع الكهرباء بمعدل كل ربع ساعة هذا بخلاف نقص واضح فى العلاج . ويستكمل "البدرى أحمد محمد" بأن هناك إهمالا جسيما بداخل المستشفيات الحكومية أكدته وقائع متكررة داخلها وأن أي تطوير في القطاع الصحي بالمنيا يكون من الخارج وذلك بالاهتمام بتجديد الواجهات وإنشاء مبانٍ وأقسام جديدة أما في الداخل فالوضع مختلف تماما حتى أن المثل الشعبي الشهير من (بره الله الله ومن جوه يعلم الله ) أصبح واقعا تعيشه مستشفيات المحافظة. ويؤكد "وليد خميس" -من قرية الجملة غرب المنيا- أن هناك ما يقرب من 18 مستشفى للتكامل بالمحافظة أنشئت منذ 10 سنوات لخدمة أهالى القرى ومجهزة بأحدث الأجهزة الطبية ولم يتم تشغيلها حتى الآن بحجة عدم وجود أطباء أو كوادر تمريض مما تسبب ذلك فى ضرر بالغ على صحة أهالى القرى ويعد إهدارا للمال العام بما يقرب من 100 مليون جنيه تم إنفاقها على إنشاء تلك المستشفيات وأصبحت كالبيوت الخربة وبرغم شكوانا المستمرة لوكيل وزارة الصحة بالمنيا إلا أن شكوانا تذهب أدراج الرياح. كما اشتكى "محمود محمد أحمد" و"رضا مصرى إبراهيم" - من أهالى قرية أبوحسيبة- من عدم وجود طبيب بالوحدة الصحية بالقرية رغم بلوغ تعداد القرية ما يقرب من 10 آلاف نسمة وتعد في أمس الحاجة إلى الرعاية الصحية والطبية اللازمة وأنه كانت تحضر ممرضة وتم منعها من قبل إدارة مطاى الصحية وبرغم شكوانا المستمرة لوكيل وزارة الصحة بعدم وجود طبيب إلا أن شكوانا يتم التعامل معها "بودن من طين وودن من عجين"، حيث إن الوحدة الصحية بالقرية ليس بها أى أجهزة طبية أو أثاث أو أى إسعافات أو أدوية علاجية فهى اسم ليس على مسمى. ويشكو "وليد رسلان" - من أهالى قرية الجملة بمركز المنيا- من قيام مديرية الصحة بإقامة ما يقرب من 9 مستشفيات للتكامل بالقرى النائية بشمال وجنوب المنيا بتكلفة 5 ملايين جنيه للمستشفى الواحد منذ 15 عاما ولم يتم توفير طبيب لها حتى الآن رغم تجهيزها بكافة المعدات الطبية اللازمة ورغم مطالبتنا المستمرة لمديرية الصحة بتدبير كادر طبى وتمريضى لهذه المستشفيات إلا أن ذلك لم يلقَ أى اهتمام وأننا نطالب حكومة الدكتور قنديل بمراجعة فعلية وحقيقية من خلال وزارة الصحة لمدى الخدمات الصحية المقدمة من الوحدات الصحية والمستشفيات والتى وصلت إلى أدنى مستوياتها .