عزيزي القارئ.. حاول أن تكمل قراءة ما أكتبه.. صحيح خلاص الناس زهقت.. الكلام كله مكرر.. ولكني أحاول جاهداً أن أغوص أعمق بعيداً عن الأخبار وحوارات التوك شو المملة.. فالمسألة تحولت الى حاكم ظالم ومعارضة تائهة مش عارفة تخلص مصر إزاي من حكم شاذ متعصب ومتخلف 14 قرناً الى الوراء. شخصيات وأقوال وحلول.. ياه كل دي أفكار!! ده لو اتنفذ ربعها مصر حتكون أحسن دولة في العالم.. لو الناس دي خدوا فرصة سيتغير الأمر ولكن هيهات.. هل أنتم اخوان؟؟.. لأ.. تبقوا كفرة واطلعوا برة وناموا في التراب والعشوائيات مع أغلب الشعب المصري الكفرة. حرام عليكم زهقنا.. والمرض تملك من نفوسنا وولادنا ضاعوا وتاهوا بين الدروس الخصوصية وكذب المسئولين وفشل التعليم والصحة والثقافة فأين المستقبل مع الجوع والفقر والحرمان وأكوام الزبالة التي تحيط المساكن وتزين الحواري والطرقات. صورتك يا حبيبتي يا مصر لا تفارق خيالي أيام الزمن الجميل عندما كنت ألهو بين الزهور والخمائل وسط جنان الطرقات وحتى الحواري الضيقة في كل مدن وقرى مصر. كنت أتأمل وأناجي نفسي وأنا طفل صغير لا أفهم من حولي سوى ألوان الزهور وشموخ الأشجار والنخيل وصوت أمواج البحر التي تبعث القوة في نفسي وأنا ألهو على رمال الشاطئ الجميل وسط وجوه تطل عليك بابتسامة وأسنان بيضاء ناصعة بياض القلب ونقاء الروح. تعلمنا الأدب وأدب الحوار والاحترام المتبادل في المدرسة وفي البيت أيام الزمن الجميل زمن وزارة التربية والتعليم والأساتذة الأجلاء البسطاء العظماء ذوي القيمة والقامة. تعلمنا من الأب الاحترام والتحذير من الخطأ بالنظرة وليس بالضرب أو الكلمات الخارجة وبالحزم والالتزام وليس بتبادل السجائر بين الأب وابنه وبين المدرس والتلميذ، وليس في تهاون الأب في عودة ابنه الى المنزل قبل الفجر وهو يغط في نوم عميق.. يا قلبك يا أخي؟!! تعلمنا من الأم التضحية والرعاية الفائقة والحنان وكان احترام الأم للأب مفتاح التوازن وهيبة الأسرة، وليس كما يحدث الآن تنازل كثير جداً من الأزواج وغض النظر.. طبعاً أنا محتاج مرتبها.. داهوه اللي بيقول!! تولع الدروس الخصوصية والمصاريف أمام كرامة الأب والتزام الأم. كانت منظومة التعليم تساعدك على أن تكون سوياً في العلم والثقافة والرياضة فيومك الدراسي موزع بين التعليم والأنشطة المختلفة حتى شبت نفوسنا سوية وعقولنا متفتحة، حتى التنزه مع الأصدقاء كان له طابع والتزام وأنت تخطو على شاطئ البحر والجلوس على حجر ديليسيبس ترقب مدخل قناة السويس والسفن العابرة جنوباً وشمالاً. كانت بلدتنا جميلة نظيفة لا توجد في بورسعيد قمامة أو حتى ورقة تتطايرها نسمة هواء البحر، الناس محترمة، مؤدبة صوتها كالهمس حتى البائع المتجول نظيف ينادي على سلعته بأشعار وأنغام تطرب لها الأذن وتميزه عن غيره. أما الآن ماذا حدث؟.. حدث ولا حرج تحول البشر الى حناجر تسب وتشخط ومعاملة زي الزفت. كنت أخرج بموعد وأعود الى المنزل بموعد محدد.. يا ويلي لو تأخرت عن ميعاد الغداء ظهراً أو العشاء في الثامنة مساء بالضبط والجميع حول السفرة في مودة وحب، كل يدلي بتقريره اليومي لطف وحزم وحنان والسعادة على وجه الجميع. الحياة كانت جميلة سلسلة وكانت متعتنا صيفاً وشتاء صيد الأسماك وسط أصوات النورس التي ترفرف فوق رؤوسنا آملة في قنص سمكة تطفو على سطح الماء، وكنا نهوى صيد الطيور والعصافير التي تغرد وسط الحدائق وتعلو وتعلو أعلى الأشجار والخمائل.. اليوم الشباب يتمتع بتدخين البانجو ويتعاطى حبوب الصراصير والترامادول اللعين.. وللحديث بقية. المنسق العام لحزب الوفد