20 ألف مزرعة دواجن تواجه الإفلاس.. و3 ملايين عامل واستثمارات ب 100 مليار جنيه فى خطر دخلت الحكومة على خط إنقاذ مزارع الدواجن، وقرر رئيس الوزراء مصطفى مدبولى، مساء السبت الماضي، الإفراج عن أكبر قدر ممكن من الأعلاف المستوردة والموجودة فى الموانئ المصرية، وتم بالفعل الإفراج عن مستندات بقيمة 44 مليون دولار من بذرة فول الصويا، ما يعادل أكثر من 60 ألف طن، مع تأكيدات باستمرار الإفراجات بصورة أسبوعية لمستندات الذرة والصويا. مطالبات بمراقبة كميات الأعلاف المفرج عنها حتى تصل إلى المصانع وليس لمخازن بعض الأشخاص ولاقى قرار رئيس الوزراء ارتياحا بين اصحاب المزارع، الذين توقعوا انفراجا سريعا فى أزمة الأعلاف، ولكن حالة الارتياح لم تستمر سوى ساعات قليلة، حيث فوجئ أصحاب المزارع بأن مصانع الأعلاف رفعت أسعار منتجاتها بشكل غير مبرر! وهو ما يكشف أن هناك متلاعبين يشعلون النار فى صناعة الدواجن، وهو ما ينذر باستمرار الأزمة وتفاقمها إذا لم يتم وضع آلية لمراقبة توزيع كميات الأعلاف التى سيتم الإفراج عنها أسبوعيا ومنع المصانع من التلاعب بالأسعار. مربو الدواجن: مصانع الأعلاف تستغل الأزمة ورفعت الأسعار بشكل غير مبرر وقال محمود قطب، أحد المربين: «للأسف بعض أصحاب مصانع الأعلاف استغلوا قرار رئيس الوزراء بالافراج عن شحنات الأعلاف، ورفعوا سعر الأعلاف». وأضاف: كان طن فول الصويا ب 14 ألف جنيه، وطن الذرة الصفراء ب 7500 جنيه، ولكن أصحاب المصانع رفعوا سعر طن الصويا من 14 الف جنيه إلى 25 ألف جنيه، وكذلك طن الذرة من 7500 جنيه إلى 11000 جنيه، وذلك عقب ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء بالإفراج عن شحنات الأعلاف الموجودة فى الموانى المصرية! وطالب «قطب» بسرعة التصدى لأصحاب المصانع المتلاعبين بالأسعار والمستغلين للأزمة فى تحقيق مكاسب مالية ضخمة، مشددا على ضرورة تسليط الضوء على سبب الاحتكار ومراقبة الكميات التى يتم الإفراج عنها من الميناء لحين وصولها للمصانع وليس لمخازن البعض، وإجبارهم على البيع بسعر عادل للتخلص من السوق السوداء. الحقيقة المؤكدة أن انتاج الدواجن فى مصر صناعة ضخمة، فيعمل بها نحو 3 ملايين عامل، ويتجاوز حجم استثماراتها 100 مليار جنيه سنويًا، وتساهم بنحو 75% فى توفير البروتين الحيوانى، وبحسب وزارة الزراعة فإن حجم إنتاج الدواجن سنويا يصل إلى حوالى 1.4 مليار طائر، فيما يتم إنتاج حوالى 14 مليار بيضة سنويا، فهل ستنتهى صناعة بهذا الحجم بهذا الشكل الكارثى دون أن تلقى لها بطوق نجاة؟ ومع استمرار أزمة الأعلاف، واصل أصحاب مزارع الدواجن استغاثاتهم لسرعة إنقاذ صناعة الدواجن، قالوا إن «إعدام الكتاكيت» هو إعدام لنا، واعتراف علنى بأن أسرنا ستعانى الجوع قريبا لعدم وجود مصدر دخل لهم، بعدما أوشكنا على الإفلاس بسبب عدم وجود أعلاف».. وأكد عدد كبير من أصحاب مزارع الدواجن أنهم يصارعون أمواج خسائر متلاطمة منذ سنوات، حتى وصل بهم الحال إلى إقدام بعضهم على إعدام الكتاكيت فى مشهد يدمى القلوب، ويعكس غيابا كاملا لضمائر كل من تسبب فى وصول مزارع الدواجن إلى الهاوية. أصحاب المزارع: 8 جنيهات تكلفة الكتكوت ولا نجد من يشتريه ب 370 قرشا.. وإعدام بعضها لعدم وجود أعلاف مروان محمد، احد أصحاب المزارع: «الموت أفضل لنا مما نعيشه فى تلك الأيام الصعبة، فأغلب المربين أعلنوا إفلاسهم وتم الحجز على منازلهم ومزارعهم لسداد القروض التى عليهم». وتابع: «والدى -رحمه الله- كان من أكبر مربي الدواجن فى مصر، وكان يمتلك مصنع أعلاف دواجن منذ تسعينيات القرن الماضى، ولكن فجأة حدثت أزمة خانقة فى الذرة الصفراء وفى كل أعلاف الدواجن الشهيرة، وأمام هذا الحال لم نجد أمامنا سوى إعدام عنابر كاملة، رومى ودجاج». وتابع «احنا عندنا عزاء كبير ومهددين بالسجن، وأى حد فى مكانا ليس له خيار آخر، بنخسر ملايين، وشقى عمرك بيضيع أمام عينيك ولا أحد يسمعك أو يستجيب لشكواك، فالموت هو الخيار الوحيد للكتاكيت لأنه لا يوجد أمامنا حل آخر». وقال جمال كامل، أحد المربين: «أصحاب مزارع الدواجن يعيشون فى كارثة كبير، والسبب ان طن العلف تجاوز 16 ألف جنيه، والفرخة فى خلال دورة التربية الواحدة بتأكل 4 كيلو جرامات من العلف وأصحاب المزارع بتخسر بشكل كبير، يبقى عليه العوض فى صناعة الدواجن فى مصر والثروة السمكية فى طريقها هى الأخرى للانهيار وليس للمستهلك أى خيار آخر غير الجوع». قال السيد رضا، أحد المربين: «احنا داخلين على كوارث، الفكرة ليست فى إعدام الفراخ وحسب، هناك مشكلة أكبر وهى عدم وجود اكل لكافة الطيور والحيوانات فى مصر فبيموتوا الكتاكيت، ولو استمرت أزمة الأعلاف لفترة أطول، فقد يصل سعر كيلو الدواجن 200 جنيه أسوة بسعر اللحوم الذى سيشهد نفس الوضع الكارثى عن قريب». تحذير شديد اللهجة أطلقه محمود العنانى، رئيس اتحاد منتجى الدواجن فى مصر، مؤكدا ان صناعة الدواجن باتت فى خطر كبير، بسبب نقص الأعلاف وخاماتها فى الأسواق فى ظل ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج عالميا، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع تكاليف الشحن، ما يهدد بانهيار صناعة الدواجن، خاصة أن مصر تستورد نحو 70% من الأعلاف والمواد الخام ل صناعة الدواجن مقابل 30% فقط محليا. مبادرة شباب المربين: نبيع كيلو الفراخ فى المزارع ب 27 جنيها.. والوسطاء والسماسرة وراء رفع الأسعار وبحسب بيانات اتحاد الدواجن فإننا نحتاج إلى 25 ألف طن من الذرة والصويا يوميا حتى تستطيع كل مزرعة إطعام دواجنها، ومن ثم فإن قرار الإفراج الفورى عن الذرة والصويا الموجودة بالموانئ، أمر فى غاية الأهمية والخطورة. وحذر الدكتور محمود عنانى، رئيس اتحاد منتجى الدواجن، من تصاعد الأزمة مع حلول موسم الشتاء، وزيادة نفوق أعداد الكتاكيت والدواجن، إن صناعة الدواجن بمختلف مشتقاتها تواجه أزمة كارثية قد تهدد 20 ألف مربٍّ، مشيرًا إلى توقف عدد من المزارع عن الإنتاج نتيجة قلة العلف ومشتقاته. وتشهد أسعار الدواجن ارتفاعا مستمرا بشكل غير مسبوق، بسبب عدم توافر الأعلاف، حيث وصل كيلو اللحم إلى 38 جنيها بعدما انخفض إلى 28 جنيها نهاية الشهر الماضى، ووصلت توقعات باستمرار الارتفاع إذا لم تتخذ الدولة إجراءات جدية وحاسمة للخروج من تلك الأزمة فى ظل الارتفاع المستمر فى تكاليف الإنتاج. «سعر طن العلف يا ناس.. بثمن 2 طن مانجة» بهذه العبارة المضحكة المبكية، بدأ محمد راشد أحد المربين حديثه مع الوفد، معربا عن حزنه الشديد من عدم توفر الأعلاف فى السوق وتعرض الدواجن لشبح الجوع، مشيرا إلى ان الارتفاع المستمر فى سعر العلف ادى إلى خروج المنتجين مديونين، ولو لم يحدث اى تدخل جدى من الحكومة سيحدث عجز كلى فى الانتاج، ولن يكون هناك فراخ فى مصر، إلا أن الكتكوت سعره حاليًا 3.70 بينما تقف تكلفته ب8 جنيهات، من غاز وكهرباء ومياه وخلافه. طرح أحمد عيد أحد شباب المربين، مبادرة لدعم وتوعية المستهلك وحمايته من الوسطاء، وتقوم تلك المبادرة على فكرة توعية المستهلك بألاعيب السماسرة والتجار، قائلا: «أنا كمربى عندى أخسر 10 جنيه فى الفرخة ويستفيد بيها المستهلك أفضل من أن يستفيد بها السمسار أو التاجر». وينصح «عيد» المستهلك بتقدير الحد الأقصى لسعر كيلو اللحم الداجنى منعا للتلاعب به واستغلاله، قائلا: «هتخرب على الكل سواء مربين أو وسطاء أو سماسرة الفترة المقبلة». من تلك النصائح الذى يقدمها أيضا عدم شراء «الفراخ الطازة أو المجمدة فى الهايبر ازيد من 48جنيها، تصبح سرقة لأنهم شاريين الكيلو حى 27 أو 28جنيها من المزرعة لكن ينضحك عليك وتشتريها 68و70 و72 جنيها يصبح فرق السعر من جيبك ونصيحة لك وفر فلوسك واشترى فرخة حية مذبوحة امام عينك افضل والكيلو 35 من المحل أو 31 من المزرعة. وتابع نصائحه للمستهلك، قائلا: «كيلو البانيه اكثر من 55جنيه يصبح سرقة لأن اللى بيبيع الكيلو 75 و80 و85 جنيه هدفه يكسب فى الفرخة 40 جنيه فى لحظة، بالنصب والضحك على المستهلك فاشترى فرخة 2 كيلو افضل 70 جنيه هتطلع لك 700 جرام بانيه و800 جرام أوراك غير الكبد والقوانص». طرح محمد نوار، أحد شباب المربين، مبادرة من أجل إنقاذ صناعة الدواجن، وتحويلها إلى مشروع يدعم اقتصاد الدولة المصرية وتدر عليها العملة الصعبة، وذلك من خلال إعداد ثلاجات على مستوى وسن قوانين من شأنها السماح لتصدير الدواجن للدولة العربية المجاورة عبر 13 شركة كبرى فى مصر ومحطاتها فى الظهير الصحراوى مطابقة للمواصفات الدولية، وبذلك نجعل الشركات التى تنتج وتتوسع وتؤثر نسبيا حاليا بشكل كلى على صغار المنتجين، توجه إنتاجها للخارج طالما لدينا اكتفاء ذاتى، وتترك السوق لصغار المنتجين يستثمرون بدلا من 6 ملايين يخرجون خسرانين ويحملون الدولة عبء بطالتهم، وتستمر عجلة الإنتاج التى من شأنها تشغيل ملايين الشباب، ونكون من الدول العظمى للإنتاج الداجنى يكفى داخليا وخارجيا.