الدواء الناجع لا يكون إلا بمعرفة أسباب الداء.. ولا يكون ناجعاً إلا بالقضاء الشامل علي الداء، مصر لها طبيعة جغرافية وجيولوجية فريدة علي الكرة الأرضية، صنع بها المصري منذ آلاف السنين، حضارات عريقة دامت واستمرت دون انقطاع، سنين مر فيها المصري بفترات عجاف وانهيار حضاري، ولكنه يعود دائماً إلي قمم مسيرته الحضارية، خاصية انفرد بها المصري وهي استمراره في موقعه ووطنه لا يخرج منه أبداً.. غازياً أو هاجراً أو آفلاً، مهما كانت ظروف حياته وطول السنين وتعاقب غزاة أو حضارات يلفظ منها ما يشاء ويقبل منها ما يتناسب، وذلك بسبب الظاهرة الربانية، الارتباط الوثيق بين النيل والأرض والمصري، ثلاثية عبقرية صنعت معجزات، نهر فريد الصفات والخصائص، أرض طاهرة متبسطة تتوسط العالم، وإنسان ملأ الإيمان قلبه، وأول من عرف التوحيد، إنسان يهد الجبال وبني الأهرامات، حينما يشعر بأن الأرض أرضه والزرع زرعه والوطن وطنه. لذا فأهم عوامل نهضة مصر، هي المحافظة علي تلك المعجزة الإلهية، مكونات المثلث المقدس، النيل والأرض والإنسان المصري، سبب كل حضارات مصر. 1 النيل، بطبيعته الأصيلة فيضان وتحاريق، ومائة وغرين. 2 الأرض، وادي ضيق أخضر بزرعه وصحراء ممدودة بخيراتها. 3 الإنسان، مصري مستقل يأكل من زرعه ولا يتسول رغيفه، يحب وطنه ويرضي علي حاكمه.