توصل الباحثون في دراسة جديدة ومثيرة إلي أن العقاقير التي تستخدم حاليا لعلاج المرضي المصابين بفيروس نقص المناعة –الإيدز- يمكن استخدامها في الوقاية من الإصابة بالمرض بعد أن أثبتت فاعليتها في المعالجة المبكرة ومنع انتقال الفيروس بين الزوجين. وذكرت مجلة (تايم) الأمريكية أن عدداً من الباحثين قاموا بإجراء تجربة عشوائية كبيرة تضم أكثر من 1700 من الأزواج الذين يشكون من الإصابة بمرض الإيدز فحرصت الدراسة على اختيار الأزواج الذين يعاني أحدهم من الفيروس والآخر من احتمال الإصابة. وتوصلت الدراسة إلي أن الأشخاص المصابين الذين تناولوا العقاقير المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية في وقت مبكر تمكنوا من تقليل مخاطر انتقال الفيروس إلى شركائهم بنسبة 96٪، مقارنة بالمصابين الذين لم يخضعوا للعلاج المبكر، وبهذا يكون تناول الزوج المصاب بالمرض للأدوية المعالجة له في مراحل مبكرة من الإصابة واقيا للزوج الآخر من الإصابة أو انتقال العدوي إليه. وأضافت المجلة أن النتائج المدهشة لهذا البحث، والتي استطاعت أن تتوصل لعلاج واق من الإصابة بفيروس الإيدز، حملت الدكتور أنطوني فوسي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، والذي يرعي هذه التجربة الضخمة علي الإفراج المبكر عن المصابين المحتجزين، ووقف الدراسة العالمية التي كانت تجري عليهم قبل أربع سنوات من الموعد المقرر لانتهائها, في حين يجري الآن تقديم العلاج المضاد للفيروسات لجميع المشاركين. وأشارت المجلة إلي أن هذا الاكتشاف استطاع أن يفرج عن 2500 رجل من ستة دول تم احتجازهم لاحتمالات ظهور أعراض الإصابة بالإيدز عليهم، بعد أن تم اكتشاف فعالية العقار الجديد الذي يمكن أن يكون تدبيرا وقائيا فعالا, كما أدي اكتشاف فاعلية هذا العقار إلي تغيير علماء الإيدز لاستراتيجية "المعاملة والمنع" التي كان يتعرض لها المصابون المحتملون بالإيدز. وأوضحت (تايم) أن الدراسة تم إجراؤها علي 13 دولة من بينها بوتسوانا والبرازيل والهند وكينيا وملاوي وجنوب افريقيا وتايلاند والولايات المتحدة، وشارك فيها الأزواج الذين يعاني أحدهم من الإصابة والآخر من احتمالات الإصابة وخضعوا جميعا لتلقي العقاقير المضادة للفيروسات على الفور، حيث أشارت النتائج إلي انخفاض معدلات الإصابة بين الزوجين.