استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وفدًا ضم مجموعة من المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعات المصرية، وممثلين عن الاتحادات الطلابية. وتحدث الدكتورعبد الجليل مصطفى، فأكد على دعم رسالة الأزهر واستقلاله ، أما الدكتورمحمد أبو الغار، فذكر أن الأزهر منارة عظيمة حفظت أمن مصر ووحدتها ، والكل يعتز بوسطية الأزهر ويفديه بدمائه . وتحدث الدكتور حسن نافعة، عن دور الأزهر باعتباره رمزًا للوسطية والتعددية والدفاع عن العقائد والمذاهب ، وتمنى أن يظل الأزهر رائدًا في الوئام والوفاق والوحدة الوطنية ، وهذا لا يستغرب فقد كان الأزهر هو الرائد في مقاومة الاحتلال الأجنبي؛ فالوطنية الصادقة كما تتمثل في الأزهر هي الوطنية الصافية الصادقة التي لا تشوبها شائبة حزبية ضيقة. وذكر أن كل المثقفين وممثلي الجامعات المصرية يقفون مع الأزهر في وسطيته وسماحته العظيمة، وعبر عن ثقة الجميع في شيخ الأزهر الدكتورأحمد الطيب . وتحدث الدكتور مصطفى حجازي، عن إحساسه العميق والصادق منذ أن تسلم الإمام الأكبر قيادة الأزهر ، وعندما جاءت الثورة المباركة استطاع الأزهر أن يساهم في الثورة بعمق وهدوء ورزانة، ونحن الآن ندعم الأزهر باعتباره جزء أصيل من الأمن القومي . إن الأزهر ليس في حاجة إلى دعم ؛ لأن الأزهر قادر بحمد الله أن يحافظ على كيانه ، وكل قوانا وقلوبنا معك. وتحدث هشام أشرف، رئيس اتحاد طلاب القاهرة ، وأكد بدوره على دعمه للأزهر الوسطي المعتدل . أما الدكتور هاني ناظر، ممثل هيئات البحوث والمراكز البحثية في مصر، فإنه تمنى أن يظل الأزهر حاميًا لحمى الوطن والأديان. وشكر الدكتور ياسر محمد، الأزهر الشريف ضمير الأمة ، حيث لم يتخندق في تيار سياسي بعينه ، وآثر الاستقلال ، مما جعل الكل يلوذ به ، ودعا إلى أن يظل الأزهر صرح أمان للناس في حياتهم اليومية. وتحدثت معتزة فائز عن أن التأييد للإمام الأكبر لا يكفي ، فلابد من إيجاد دور الأزهر في الداخل والخارج ، حتى نثري بلدنا وندعم الوحدة الوطنية . أما الدكتور مصطفى كامل السيد فتحدث عن وجوب اهتمام الأزهر بالوحدة الإسلامية ، كما أكد الأستاذ الدكتور السيد عبد الستار عن حث الإسلام على العلم وضرورة احترام التخصص ، وطالب استصدار قانون يحظر الإفتاء بغير علم . وتحدث الدكتور جابر نصار عن الفهم الصحيح للدين والتدين وتمنى أن يكون أزهريًا، وشكر الله أن اختارت عنايته فضيلة الإمام الأكبر ليكون شيخًا للأزهر وهو الشيخ الزاهد ، واقترح إنشاء مجموعة اتصال وطني للتنسيق من أجل الخروج من كثير من الأزمات التي يعيشها مجتمعنا ، وقدم دعما ماليا ربع مليون جنيه كبادرة لدعم هذه اللجنة المرتقبة . وفي الختام تكلم الإمام الأكبر قائلا : أنني أشعر أنني بين أهلي ؛ لأن العلم رحمٌ بين أهله، وأنا رجل لا أغبط إلا العلماء ، وأرحب بكم في قلب الأزهر ومشيخته ، وأؤكد أن الأزهر لن يكبو إن شاء الله مادام في سويداء قلوب وعقول الجماهير. تعلمون أن الأزهر ظلَّ ولازال المدافع الحق عن كل قيم الخير والحب والسلام ، فالأزهر يحب الخير لكل الناس. لا يخفى عليكم المنهج التعددى الذي يلازم الطالب الأزهري منذ نعومة أظفاره في المرحلة الابتدائية؛ والذي يعتمد على الاختلاف بين الفقهاء ، فكل يعبر عن رأيه واجتهاده ،وفي المرحلة الثانوية يدرس الطالب في علم الكلام المذاهب الكلامية المختلفة؛ كالمذهب الأشعري والماتريدي والسلفي ، في تناغم يعبّر بحقٍّ عن أهل السنة والجماعة، وهذا النمط التعليمي رسَّخ عندنا حرية الرأي والفكر . بل تعجبون أنه حتى في النحو درسنا الاختلاف بين البصريين والكوفيين، وفي دراستنا لما يسميه البعض بالكتب الصفراء؛ فهذه الكتب هي التي علمتنا الرأي والرأي الأخر ؛ لأن صاحب المتن يقول أمرًا ويأتي صاحب الحاشية فيخالف صاحب المتن ، ثم يأتي المُحشِّي فيخالف صاحب المتن والحاشية ، ويأتي المقرر الرابع فيخالف أو يوافق الجميع، وهكذا فإن العقلية الأزهرية عقلية جدلية حوارية تقبل بالرأي والرأي الأخر.