هل تتذكرون وزن رغيف العيش أبو تعريفة زمان.. وهل تتذكرون وزن الرغيف الفينو أبوقرش زمان.. ربما لا يعرف وزير التموين الحالى وزن هذا أو وزن ذاك.. بل ربما لا يعرف كم صار وزن هذا الرغيف البلدى.. ولا حتى وزن الفينو اللى كان زمان طوله نصف ذراع وسمكه لا تستطيع الأصابع أيامها أن تحيط به.. أما الآن فإن وزن الرغيف البلدى «يدوب» يقسم إلى أربع لقمات.. ووجدنا الرغيف الطباقى أبو خمسة قروش.. ثم 25 قرشًا.. ثم أبو 50 قرشًا.. بل هناك الرغيف الذى يباع الآن بجنيه كامل.. والحجة أنهم يضعون عليه شوية.. حبة البركة ولكن كل ما فى القضية أن فيه خميرة بيرة لينتفخ الرغيف ويصبح مقبولاً شكلاً وطعمًا.. أما الفينو فإن هناك رغيف «أبواصبع» طوله 10 سنتيمترات ووزنه ما نعرفش كام وصار ثمن الواحد أكثر من 30 قرشًا والثلاثة بجنيه كامل.. بل انتهى عصر رغيف الفينو الذى كنا نغمس به.. الرغيف البلدى والآن نسمع عن رغيف فينو - يباع فى السوبر ماركت - هو الرغيف الباجيت القديم.. ولكن سعره يزيد على 300 قرش.. يا عينى!! أما رغيف أمى - رحمها الله - الذى كانت تعده فى البيت الدمياطى زمان فكان يتكلف أقل من تعريفة.. وكلما ذهبت إلى دمياط أحن إلى رغيف أمى.. فأجد ما يشبهه يباع فى الأسواق الواحد بنصف جنيه أى ثمن رغيف الآن كان يشترى زمان 100 رغيف.. يعنى يشترى كل الخبيز.. زمان. وكانت دمياط - ورأس البر - تشتهر برغيف مميز يؤكل بلا غموس كان سعره أيضا نصف قرش، أى خمسة مليمات، وظل رغيف رأس البر كذلك حتى شهور قليلة.. ولكنه أصبح سعره أكثر من 30 قرشًا وياليته ظل بنفس الجودة القديمة.. اللذيذة.. وبالمناسبة كان من العار أيام صبانا أن نشترى الخبز من الأفران أو من الباعة لأن ذلك كان يعنى أن البيت يعجز عن شراء القمح وغربلته ثم إرساله إلى وابور الطحين لتحويله إلى دقيق.. ثم تتولى سيدات البيت عملية النخل أى فصل الردة عن الدقيق.. ثم تتواصل عملية العجن والتخمير والتقريص ثم التبطيط وإرساله إلى الفرن البلدى!! حكاية طويلة.. ولكن لذيذة.. أيام كان فيها «قفص العيش» فى البيت يدل على الرخاء.. بل ويمنع الفضيحة.. أى فضيحة بكاء العيال لأنه ليس عندهم.. عيش فى القفص!! الآن هل يدرى وزير التموين ما هو وزن الرغيف البلدى.. أو الفينو.. أم أن الحكومة حتى لا تواجه ثورة الجياع تغمض العيون الآن عن مراقبة وزن الرغيف، حتى صار وزنه ولا دفتر ورق بفرة السجاير.. بل وصار وزن الرغيف أبوربع جنيه أقل من وزن نصف الرغيف أبوتعريفة زمان أغلب الظن أن الحكومة تتغافل عن وضع عن وضع الرغيف الآن وهى توافق ضمنيًا على تقليل وزن الرغيف.. بدلاً من أن تسمح بزيادة سعر الرغيف.. ورحم الله الدكتور كمال رمزى ستينو وزير التموين أيام جمال عبدالناصر الذى لجأ إلى سياسة تحويل الموازين من الأقة إلى الكيلوجرام ليسرق من أفواه المصريين رفع أقة بالتمام والكمال.. بعد أن كنا نستخدم الأقة والراطل!! ومازلت أتذكر وأنا طالب بقسم الصحافة بجامعة القاهرة أن سعر رطل اللحم البتلو اشتريته عام 1957 بتسعة قروش وأخذت مع الرطل ماسورة معتبرة عملت منها شوربة وفتة!! وها هى الحكومة رغم أنها تغمض العين عن زيادة الأسعار.. توافق ضمنًا على انقاص الوزن فى كل شىء.. بل إن شركات تعبئة البقول من لوبيا وفاصوليا وعدس وغيره تلجأ إلى لعبة انقاص وزن العبوة فيما يفترض أن وزنها كيلو نجدها 900 جرام.. أو 800 جرام.. وهكذا وزن عبوة النصف كيلو. وامتدت هذه الخدعة إلى كل السلع والناس مضطرة للشراء.. وتمتد هذه الخدعة أحيانا إلى عبوات المكرونة والأرز والسكر.. بل وعبوات الألبان، حتى الخالية من الدسم. هنا نتساءل: لماذا ندفع رواتب العاملين فى وزارة التموين، بداية من الوزير نفسه، وكل أطقم الوزارة وتكاليف تحركاتهم.. بل لماذا ندفع رواتب وحوافز!1 مفتشى التموين ونحن نعلم أنهم يقبضون المعلوم من المخابز.. التى يفترض أنهم يراقبونها.. وكذلك ندفع مرتبات شرطة التموين، إن كانت مازالت هذه الشرطة موجودة.. والله يرحم عندما كانت الحكومة تضع فى الأسواق أكشاكًا لشرطة التموين.. وهى التسمية العصرية لجهاز المحتسب الذى نشأ أيام الخليفة عمر بن الخطاب. هل يمكن أن تستعيد الدولة سلطانها على هذه الأسواق.. أم نصر على تفكيك كل هذه الأجهزة مادامت لا تعمل شيئًا. وسلم لنا على.. وزير التموين. وربنا يشفى الدكتور أحمد جويلى عندما كان اسمه وزير تموين الغلابة!!