ذكر الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك فى مقاله بصحيفة "إندبندنت" البريطانية أن الهواتف المحمولة أصبحت الآن تستخدم كسلاح فى الصراع الدائر فى سوريا وتغير التكتيكات المُستخدمة من كلا الطرفين. قال "فيسك":" إن الحرب فى سوريا تغيرت فى ظل استخدام تكتيكات جديدة تناسب الواقع السورى بالإضافة إلى إدراك الطرفين أن نزيف الدم الدائر حاليًا سيستمر أطول كثيرًا مما يتوقعون أو تتوقع المؤسسات البحثية الغربية، ومن ضمن هذه التكتيكات وأبرزها هى الهواتف المحمولة. أشار "فيسك"، فى ذلك السياق، إلى إيقاف أحد المواطنين السوريين فى نقطة تفتيش حكومية وبعد تفتيشه وجدوا على هاتفة المحمول رساله مفادها: "أنا فى المستشفى، وقد بدأ إطلاق النار" مما استدعى الجنود فى نقطة التفتيش إلى الاعتقاد أن هذا المواطن واحدًا من المتمردين بالجيش السورى الحر وبالتالى قام باعتقاله؛ الأمر نفسه تكرر فى نقطة تفتيش تابعة للمتمردين السوريين حين وجد أحد المتمردين مع أحد المارة، بعد تفتيش هاتفه المحمول صورة لوالده الذى كان، لسوء الحظ، ضابطًا فى الجيش السورى النظامى وبالتالى تم اعتقاله. وأضاف "فيسك" قائلاً: "إن الهاتف المحمول كان عنصراً رئيسياً فى الحرب فى أفغانستان والعراق إذا عثر المتمردون العراقيين أو مقاتلى طالبان مع سائقى السيارات فى نقاط التفتيش على هاتف عليه أرقام منظمة غربية يقوموا فوراً باعدام سائق السيارة؛ وها هى الحرب ذاتها قد بدأت فى سوريا بنفس التفاصيل الموحشة ومن أبرزها عمليات الاختطاف"، مشيراً إلى عملية اختطاف ابن شقيق مسؤول سوري كبير وختاماً قال "روبرت فيسك": "إن جيش بشار الأسد لن يخسر رجالاً أكثر مما خسر، كما أن ولاء الجنود لم يعد كما كان فى الأيام الأولى للثورة السورية لأن موت كل جندى الآن أصبح يترك فجوة من الصعب أن تُملأ".