لم يكن تيتو قدرى رؤوف، مؤهلاً للسفر للخارج، ليست لديه لغة ولا عقد عمل أو حتى إقامة مستقرة فى دولة السويد، ولكن حلمه بتحقيق ذاته أن يصبح بطلاً فى لعبة كمال الأجسام كان يدفعه للسفر متحدياً هذه العقبات، فقد استقر فى نفسية ذلك البائع المتجول وهو فى قريته فى قنا، إنه عليه الاجتهاد فى أمر لم يسلكه أحد غيره ليكون مميزاً. يقول.. ذهبت إلى السويد ولم تكن لدى أى مؤهلات للإقامة هناك فى مجتمع مختلف عن الذى نشأت فيه، بدأت بالعمل فى تنظيف المراحيض ثم غسل الأوانى فى المطاعم، ورغم ذلك كنت أفكر فى المستقبل وأدرك داخل نفسى أن ما دمت أعمل باجتهاد فإننى سأصل إلى ما أريد ذات يوم! ويضيف فى بداية إقامتى فى السويد كنت أمر على صالات الألعاب الرياضية المتخصصة برياضة كمال الأجسام، وأتمنى أن أعاود نشاطى الرياضى الذى بدأته فى بلدتى، ولكن لم أكن أملك نفقات الاشتراك فى هذه الصالات. بكثير من المثابرة والإرادة تحدى «تيتو» المصاعب التى واجهته فى المهجر وبدأ يجنى ثمار رحلة كفاحه التى بدأها فى سنة 2010 عندما وصل إلى السويد، واستطاع أن يُحول مسار حياته من عامل نظافة إلى مشروع صناعة بطل فى رياضة كمال الأجسام. يروي.. بعد أن كنت أتمنى أن أدخل إلى صالات الألعاب لأمارس كمال الأجسام على سبيل الممارسة، أصبحت عضواً مستديماً فى أكبر صالات الألعاب الرياضية فى السويد، فقد انتظمت لتحقيق حلمى بلقب عالمى فى هذه الرياضة، ونجحت فى الحصول على المركز الثانى فى بطولة فى ديسمبر الماضي، وأعد نفسى للمشاركة فى بطولتين إحداهما فى سبتمبر ولو كسبت سأرشارك فى بطولة العالم فى إسبانيا. رحلة كفاح «تيتو» لم تنته فهو يعمل فى وظيفتين لتوفير نفقات ممارسة اللعبة هناك وتحقيق حلمه بالحصول على لقب عالمى. يقول.. لا أحد يدعمنى أعمل فى شركة شهيرة وحارساً خاصاً لأكسب المال لتغطية النفقات. وعن الهجرة لتحقيق الذات، يقول ليست دائماً الهجرة أفضل الحلول للجميع، أعرف كثيرين حققوا نجاحات فىى مصر، ولكن إذا كانت هى الحل الوحيد فلا مانع بشرط تحدى الصعوبات والعوائق للوصول لتحقيق الذات. ويستكمل .. كنّا أربعة أصدقاء نجتمع فى المساء فى قريتنا ونحلم بالسفر وحالياً نحن جميعاً فى أوروبا نعافر وكأننا تماماً فى قريتنا التى نحبها، حلمنا الأول كان السفر وقد تحقق علينا أن نحقق ذاوتنا بعد ذلك، وهو ما نفعله حالياً. كنت أتجول بدراجتى الهوائية فى القرى فى قنا حتى أبيع الدجاج وكنت أكسب 50 جنيهاً يومياً ووأعود للمنزل وأنا سعيد بإنجازى ذلك!