بدأ ضيوف الرحمن في التوافد إلى مشعر منى مساء الأربعاء، ليشهدوا يوم التروية، حيث يستقر مليون حاج الخميس في "منى" وسط استعدادات مكثفة ومستمرة لكافة الجهات الحكومية والخدمية في تنفيذ خطة تصعيد ضيوف الرحمن إلى المشعر، وقضاء يوم التروية اتباعاً لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسط، وسط أجواء روحانية وسكينة، في حين تهيأ مشعر منى بكافة الخدمات والتجهيزات، استعدادا لضيوف الرحمن الذين يصلون في الساعات الليلة. اقرأ أيضًا.. فضل صيام يوم عرفة وجواز صيام الجمعة منفردًا وعرضت فضائية "العربية"، اليوم الخميس، تقريرا تلفزيونيا يرصد فرحة ودموع ودعاء ضيوف الرحمن أثناء تأدية مناسك الحج. ويظهر الفيديو قيام حاجة اندونسية تدعى "سري" وهي تبكي وتقول: "هذا أمر غير عادي .. أنا سعيدة .. لا توجد كلمات تصف مشاعري". وقالت حاجة أندونسية أخرى تدعى "واهيونينغسي"، أنه: "لا تستطيع والدتي أداء الحج لكنني سأذهب بدلا منها وهذا عبء أخلاقي ضخم بالنسبة لي وسأفعله من أجلها". وأكدت نادية محمد، حاجة سعودية، أنها سعيدة باستقبال الحجاج في الأراضي المقدسة، معقبة :"هذا يشرفنا نستقبل ضيوف الرحمن وهذا شرف لنا"، مستطردة باكية :" يارب توديهم سالمين غانميم لبلادهم .. يارب يشرفونا في كل دقيقة وكل ثانية هذه بلدهم الثاني.. كنا نشوف الكعبة في السنتين اللي مضوا في التلفزيون ونحمد الله الآن نشوفها عن قرب". بينما قالت "عبير محمد" الحاجة المصرية ، إنه :"شعوري إني أنا كنت داخلة الكعبة كأني داخلة الجنة حاجة رائعة بجد ربنا يتقبلها مني ومن كل الحجاج ". بدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوافد صباح اليوم الخميس، الثامن من شهر ذى الحجة إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، اقتداءً بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - محرمين على اختلاف نسكهم - متمتعين وقارنين ومفردين، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس". ويحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها ، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى)، ثم يعودون إليها بعد "النفرة" من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10 - 11 - 12 - 13)، ورمي الجمرات الثلاث جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجل، وذلك لقوله تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى). ويقع مشعر منى بين مكةالمكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج ، ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي "محسر". ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم - عليه السلام - الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى - صلى الله عليه وسلم - هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، وأستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.