جسدت نساء فلسطينيات في مهرجان تراثي بمدينة "خان يونس"، اليوم الأربعاء، مشاهد تعبر عن التراث الفلسطيني، والتي تحاكي فصول معاناتهم طوال سنين الاحتلال الإسرائيلي. افترشت نساء يرتدين الزي البدوي الأرض وأمامهن مواقد تسمى (الصاج) لصناعة الخبز الذي طالما اشتهرت به المناطق الفلسطينية البدوية منذ القدم. وبدت علامات السعادة والاستغراب في الوقت ذاته على وجوه مرتادي المهرجان ، خاصة الشباب منهم ، لرؤيتهم كيف عاش أجدادهم حياة البداوة والريف البسيطة والتي باتت تقريبا شيئا من الماضي في القطاع الساحلي الذي يعد أكثر المناطق إكتظاظا بالسكان في العالم. ووسط المواقد ورائحة الخبز جلس رجال يرتدون الزي البدوي، بينما وضعت أمامهم أواني القهوة النحاسية المنقوشة برسوم تراثية، فيما أخذ فتية صغار بصب القهوة المعدة على نيران الحطب لمرتادي المهرجان وسط إعجاب شديد بحركات النساء وهن يقلبن أرغفة الخبز بين أيديهن. وقدم "الأحفاد" علي نغمات موسيقي الأجداد القديمة، عروضا فنية وتراثية وهم يرتدون السراويل الواسعة والفساتين المطرزة باجمل الالوان والتي تميز بها اجدادهم. وعلى هامش الفعاليات والنشاطات، افتتح معرض (جذور التراث) والذي يهدف بالأساس للحفاظ على تراث الفلسطيني ونقله للأجيال المتعاقبة. وتضمن المعرض الذي نظمته جمعية الثقافة والفكر الحر، للعام السابع عشر، بالتعاون مع مؤسسات أهلية محلية مشغولات من الفخار وأخرى خشبية، إضافة إلى الأواني المعدنية والمطرزات اليدوية تميزت بها المدن والقرى الفلسطينية التي هجرها أهلها عقب حرب 1984. ويهتم الفلسطينيون بأصالة تراثهم الوطني القديم وحرصهم على الحفاظ عليه، خاصة بعد هجرتهم من مدنهم وقراهم عام 1948 وإقامة دولة إسرائيل على تلك الاراضي. قالت مريم زقوت مدير عام الجمعية خلال افتتاح المهرجان "إنه رسالة إلى كل العالم بأن فلسطين لها حضارة وتراث كما أننا شعب حي وله ارض يطالب بها ويحافظ عليها". واعتبرت زقوت، أن تعزيز الانتماء للوطن الفلسطيني يأتي من الاهتمام بالهوية الحضارية والتاريخية، هوية تراثنا الكنعاني المتجذر كزيتون بلادنا في عمق الارض وفي ثنايا الصخور. وشددت زقوت، على ضرورة إحياء التراث الفلسطيني وذلك للتأكيد على عمق الانتماء للتراث واستمراره في ظل الصراع الإسرائيلي مع الاحتلال الذي يحاول سرقته وطمسه. وحظي المهرجان الذي يستمر عدة أيام بارتياد عدد كبير من الزوار من كافة الأعمار للتعرف على التراث الفلسطيني الذي يتميز عن اي تراث العديد من الدول العربية المجاورة. وملأت المقتنيات التراثية ثنايا المعرض حيث توافد عليها الزوار للتعرف علي كل شئ ارتبط بتراث اجدادهم عبر الأجيال.