استطاع فريق إي سي ميلان الإيطالي تحقيق لقب الدوري المحلي للمرة ال19 في تاريخه، بعد غياب دام لأكثر من 10 سنوات، منذ آخر بطولة دوري حققها الروسونيري في موسم 2010/2011. وجاء تتويج البيج ميلان في الجولة الأخيرة من مسابقة الدوري الإيطالي، بعدما فاز على ساسولو بنتيجة 3/0، وقد جمع البطل الإيطالي صراع شرس مع غريمه التقليدي إنتر ميلان طوال مشوار البطولة. وفي هذا التقرير سنرصد العوامل التي ساعدت ميلان على التتويج بالدوري الإيطالي، والتي تعتبر كلمات السر وراء تحقيق اللقب، وذلك بعد الموسم الشاق والقاسي الذي مر به لاعبي الميلانيستا. إبراهيموفيتش كلمة السر وراء تتويج ميلان بالكالتشيو ولعل أبرز هذه العوامل التي رجحت كفة إي سي ميلان الإيطالي خلال هذا الموسم وجود شخصية بحجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، والذي كان دائمًا على يقين من إعادة البيج ميلان لمنصات التتويج، حيث اجتمع باللاعبين في كثير من الأوقات وحسهم على ضرورة إعادة الفريق لمنصات التتويج، كما أنه ذكرهم بأنهم سيكونونا في قلوب جماهير النادي للأبد، في ظل الغياب الطويل للروسونيري عن منصات التتويج. بالإضافة إلى كلماته المؤثرة خلال آخر إجتماع له مع اللاعبين حيث قال لهم: "التاريخ يذكر الجيل الذي يفوز بالبطولات فقط، إذا كنتم تريدون أن يذكركم التاريخ، فوزوا بالثلاث مباريات القادمة". كما أنه صرح عند قدومه لميلان بعدما وجه إليه أحد الصحفيين سؤالا يخص موعد اعتزاله بأنه لن يعتزل حتي يساعد البيج ميلان على الفوز ببطولة، في ظل وجود أندية عملاقة كإنتر ميلان ويوفنتوس ونابولي والتي تضخ أموال طائلة على فرق الكرة. ولعل المفارقة الغريبة أن السلطان كان أحد اللاعبين الذين توجوا بلقب الدوري الإيطالي مع ميلان في موسم 2010/2011، ليرحل بعدها إلي باريس سان جيرمان الفرنسي، ومانشستر يونايتد الإنجليزي، ولوس أنجلوس الأمريكي، لكي يعود مرة أخري ليحقق لقب الدوري هذا الموسم. إصرار لاعبي الروسينيرو على إعادة هيبة الميلان فيما يعد إصرار لاعبي ميلان على إعادة الفريق لمنصات التتويج العامل الثاني، وذلك بعد الظروف الصعبة التي مر بها النادي خلال مشوار البطولة، إلا أن اللاعبين كانوا على ثقة تامة من قدرتهم على التتويج باللقب في النهاية، خاصة في ظل التعثرات التي تعرضوا لها خلال مباريات الكالتشيو. بالإضافة إلى الحالة الفنية المميزة التي كان عليها عدد كبير منهم بسبب الحافز والدافع القوي للتتويج وكتابة التاريخ لأحد أعرق الأندية الأوروبية الكبيرة. خبرة مالديني التاريخية ويعد باولو مالديني المدافع التاريخي للميلان والمدير التقني الحالي للفريق الأول لكرة القدم، الجندي المجهول في إعادة الروسونيري لمنصات التتويج، وذلك بعد الدور الكبير الذي قام به في بناء جيل جديد من اللاعبين القادرين على الفوز بالألقاب. وتحدث ستيفانو بيولي المدير الفني لميلان في تصريحات لشبكة دازن: "أنا سعيد من أجل لاعبي فريقي، لنفسي والنادي والمدراء والمشجعين الرائعين، من أجل كل عالم ميلان الذي يستحق لقب الدوري". وتابع: "إذا وصلت إلى هنا، فهذا يعني أن لديك استمرارية، لقد كنا أكثر استمرارية من إنتر". وواصل: "لا أحب أن أذكر هذا، لكني أعتقد أن المباراة الأخيرة التي خسرناها كانت ضد سبيتسيا وهو ما لم يكن من المفترض أن نفعله، كانت عقلية اللاعبين وهويتهم رائعة ولم يستسلموا أبدا وكانوا رائعين، لم يفتقر الجميع إلى الإيقاع أو الحدة وكذلك أولئك الذين لم يلعبوا كثيرا". وأردف: "نستمتع جميعا بما نقوم به وهو أهم شيء، لطالما كانت لدينا أفكار واضحة وهدف محدد يتمثل في جعله أفضل من الموسم الماضي، كنا نعلم أنه كان بإمكاننا تحقيق شيء أكثر من خلال كسب نقاط الصباح". وأضاف: "لقد ابتكر مالديني مزيجا ناجحا من اللاعبين الشباب وذوي الخبرة وقمنا ببناء عقلية الفوز. لقد كنا شجعانا وهو ما كافأنا لأننا لم نتنازل في العديد من المباريات ودافعنا بقوة عندما استحوذ الخصم على الكرة". واستكمل:"لقد استحقينا ذلك لأننا لم نستسلم أبدا، لقد فزنا بالمباريات الرئيسية، لدي فريق قوي مع مديرين استثنائيين، إذا وصلت إلى هذا المستوى، فإن جميع الأجزاء المعنية قد بذلت قصارى جهدها". واختتم:"لقد استمتعت أنا وطاقم العمل مع هؤلاء اللاعبين وقمنا بإعداد كل مباراة على حدة في محاولة لإيجاد حلول مناسبة لنا". امتلاك الخبرة والشباب بالفريق ويمتلك ميلان مزيجا بين عناصر الخبرة والشباب بالفريق، والتي ساعدتهم على تحقيق اللقب في النهاية. فيمتلك البيج ميلان زلاتان إبراهيموفيتش والذي يبلغ 40 عاما، والمدافع أليسيو رومانيولي 27 عاما، وإسماعيل بن ناصر 24 عاما، وساندرو تونالي 22عاما، إلي جانب المواهب الفنية والقوة البدنية الكبيرة للاعبين. الاستقرار الفني والإداري ويجد إي سي ميلان إستقرار كبيرا سواء على الصعيد الفني أو الإداري خلال الثلاث سنوات الماضية، مما رجح كفته للفوز بالكالتشيو. فالمدير الفني ستيفانو بيولي تولي تدريب الفريق في 2019، وعلى الرغم من خسارة اللقب الموسم الماضي لصالح الغريم التقليدي إنتر ميلان إلا أن الإدارة كانت على يقين من قدرة بيولي في إعادة البيج ميلان لمنصات التتويج وقد كان خلال هذا الموسم. جلب عناصر مميزة وقام بيولي بالتنسيق مع باولو مالديني بتغيير نظام التعاقدات الخاصة بالميلان، وذلك من خلال التنوع في الصفقات ما بين عناصر الخبرة والشباب، لكي يستطيعوا اللاعبين الكبار من احتواء العناصر الشابة، وتصحيح الأخطاء، والتي كانت أحد الأسباب خلال العشر سنوات الماضية في ابتعاد الروسونيري عن منصات التتويج. الدعم الجماهيري ويظل الدعم الجماهيري أحد أهم الأسباب التي منحت اللاعبين الحافز لتحقيق اللقب، من خلال المساندة طوال الموسم، خاصة وأن عشاق الميلانيستا شعرت بأن هذا الجيل مختلف عن الأجيال السابقة، من خلال إصرارهم على إسعادهم، وكتابة التاريخ للفريق الإيطالي. وعلى الرغم من ابتعاد ميلان عن منصات التتويج خلال العشر سنوات الماضية، إلا أن جماهير الروسونيري لم تفقد الأمل وظلت تساند النادي في عز كبواته وتعثراته. طالع أخبار الرياضة ب"الوفد" من هنا ..