الخرطوم - بعثة الوفد- سمير بحيري- مجدي حنا: خلال لقاء عقده الوفد الشعبي المصري مساء أمس الأول الأحد في الخرطوم مع أحزاب الوحدة الوطنية في السودان، أعلن الدكتور السيد البدوي رئيس الوفد الشعبي ورئيس حزب الوفد ترحيبه بفكرة الدكتور مصطفي عثمان مستشار الرئيس السوداني حول إنشاء ملتقي لأحزاب وادي النيل ووصف البدوي الفكرة بأنها عظيمة، مشيرا إلي أنه بعد موافقة الأحزاب السودانية سوف ينعقد بالقاهرة، أول لقاء يجمع بين أحزاب وادي النيل في يوليو المقبل بدعوة من رئيس حزب الوفد، كما وافق د. السيد البدوي علي اقتراح د. علي السلمي رئيس حكومة الظل الوفدية بعقد مؤتمر اقتصادي في القاهرة خلال شهر يوليو المقبل يشارك فيه رجال الأعمال والصناعة المصريون والسودانيون والوزراء والمسئولون المختصون في مصر والسودان. وأوضح البدوي ان موافقة محمد عثمان طه نائب رئيس السودان علي تخصيص مليون فدان في الولاية الشمالية هي البداية لاندماج فلاحي مصر والسودان، حيث سيتم توزيع العائد كالآتي ثلث للفلاحين المصريين وثلث للفلاحين السودانيين وثلث لإدارة المشروع. وأعاد د. السيد البدوي التأكيد علي انه خلال 18 شهرًا سوف يتم الانتهاء من إنشاء مصنع للأدوية يوفر ألف فرصة عمل و50٪ من احتياجات السودان الدوائية حيث يتم إنتاج 650 صنفاً من الأدوية. وشدد البدوي علي ان وحدة واندماج مصر والسودان ستجعل منهما دولة من أقوي دول العالم. وأعلن د. السيد البدوي عن تبرع د. صديق عفيفي رئيس جامعة النهضة ب 50 منحة دراسية لأبناء السودان مشددا علي ان لدينا كل المقومات لأن نتكامل وصولا إلي وحدة وادي النيل تحقيقا للشعار »والهتاف الذي تربينا عليه جميعا« عاشت وحدة وادي النيل. وخلال اللقاء تحدث عدد من قيادات أحزاب الوحدة الوطنية السودانية فأكدوا أهمية زيارة الوفد الشعبي المصري للسودان خاصة بعد ثورة 25 يناير المصرية التي يعتبرونها ثورة عملاقة قدمت الدرس والعظة، كما شددوا علي أهمية وحدة وادي النيل. من جهته رحب الدكتور مصطفي عثمان بفكرة عقد مؤتمر اقتصادي بالقاهرة لرجال الأعمال والصناعة المصريين والسودانيين وهي الفكرة التي طرحها د. علي السلمي وزير حكومة الظل الوفدية، كما رحب بدعوة الدكتور السيد البدوي لعقد هذا المؤتمر بالقاهرة خلال شهر يوليو المقبل ويحضره رجال الأعمال المصريون والسودانيون والوزراء المعنيون ومسئولو الاستثمار ووالي الجالية الشمالية ووالي ولاية نهر النيل. جاء ذلك خلال لقاء الوفد الشعبي المصري برئاسة الدكتور السيد البدوي في الخرطوم مع الاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني والذي حضره د. مصطفي عثمان مستشار الرئيس السوداني والأمين العام للمجلس الأعلي للاستثمار في السودان. كما حضره فتحي خليل والي الولاية الشمالية في السودان والهادي عبدالله والي ولاية نهر النيل، كما حضره علي الأبرس رئيس اتحاد أصحاب العمل السوداني وبكر يوسف الأمين العام لاتحاد أصحاب العمل. وقال الدكتور مصطفي عثمان مستشار الرئيس السوداني خلال اللقاء أن الاقتصاد هو الذي يحرك السياسة وإذا أغفلنا الاقتصاد نكون قد أغفلنا ركناً مهماً في هذه العلاقة. وأشار د. مصطفي إسماعيل إلي ان مصر لديها التكنولوجيا والأيدي العاملة ورؤوس الأموال والسودان لديه أراض خصبة ومياه وأيد عاملة وإذا تكاملنا سوف نقوم بالتصدير. وأضاف انه من حيث البنية الأساسية يتبقي 30 كيلومترًا سيتم الانتهاء منها خلال شهرين في الولاية الشمالية وبعدها سيصبح الطريق يربط بين مصر والاسكندرية والسودان ويصل إلي جنوب افريقيا وبعدها سوف تبدأ قوافل السياح والتجار وأصحاب الأعمال. وقال د. مصطفي عثمان انه سيصدر الشهر المقبل قانون جديد للاستثمار في السودان سيكون أكثر جذبا للاستثمار مشيرا إلي أن هناك مستثمرين مصريين لديهم تجارب وخبرة في مجال الاستثمار بالسودان. وأضاف: نريد تكاملاً حقيقياً بين مصر والسودان في كل المجالات لأن لدينا أشواقاً للوحدة العربية ووحدة وادي النيل وهذه الأشواق في قلوبنا ولن تحدث الا بالاستثمار والتكامل. وقال د. مصطفي عثمان إسماعيل: إن الاقتصاد المصري واعد جدا وبه ركائز القوة ولا يحتاج الا إزالة آثار الفساد وقد قلت ذلك أثناء زيارتي لدول الخليج، حيث أوضحت ان مصر ليست محتاجة لمساعدات من أمريكا أو الخليج إذا تكامل الاقتصاد المصري مع الاقتصاد السوداني فإنه سوف يشكل وحدة جاذبة للدول العربية وغيرها. وأكد د. مصطفي عثمان مستشار الرئيس السوداني ترحيبه بتبني د. السيد البدوي لمؤتمر حول الاستثمار والتبادل التجاري يعقد في القاهرة ويحضره رجال وسيدات وشباب الأعمال والوزارات المختصة عندما يجتمعون يمكن لهم ان يخرجوا ببرنامج محدد يمكن تنفيذه وطالب بأن ننسي عقبات الماضي ونكون أبناء الحاضر والمستقبل. وتحدث خلال اللقاء علي الأبرس رئيس اتحاد أصحاب العمل السوداني فأكد أهمية ان تقوم مصر بتنفيذ اتفاقية الحريات الأربع التي نفذها السودان، مشيرا إلي وجود مشاكل في حصول السودانيين علي تأشيرة دخول مصر. وأشاد بتاريخ حزب الوفد وقمته الشامخة ومنها سعد زغلول ومصطفي النحاس وفؤاد سراج الدين، كما أشاد بالدكتور السيد البدوي رئيس الوفد واصفاً تاريخه الوفدي بأنه مميز مشيدا بتجربة نجاحه في انتخابات رئاسة الوفد التي كانت تجربة بالغة التميز. وقال فتحي خليل والي الولاية الشمالية: ان الولاية الشمالية ليست مجرد معبر بين مصر والسودان بل هي نموذج للعلاقات بين الأسر المصرية والسودانية، وأشار إلي توافر مقومات الاستثمار في الولاية الشمالية وهي غنية بالأراضي الزراعية وبالمياه الجوفية والمعادن والثروة الحيوانية ولديها مشروعات جاهزة للتنفيذ. من جهته قال د. علي السلمي رئيس وزراء حكومة الظل الوفدية: ان هناك ضرورة ان نستغل هذه المشاعر العاطفية للعودة إلي السودان الحبيب، وأشار إلي ان الاقتصاد المصري يواجه صعوبات بعد ثورة 25 يناير ويقع عبء استعادة قوة الدفع علي عائق القطاع الخاص ولذلك فإن هناك رجال أعمال مصريين لديهم رغبة في إقامة مشروعات مشتركة تفيد الجانبين، مشيرا إلي ان الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد سوف ينقل للمجلس الأعلي للقوات المسلحة مطلب أهمية تنفيذ مصر لاتفاقية الحريات الأربع.
