صعّدت أمس قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة فى الذكرى ال74 لنكبة احتلال فلسطين ما ينذر بانفجار الأوضاع هناك عقب شهر رمضان الذى شهد أكبر إحصائية لاقتحام المسجد الأقصى والتعدى على المصلين والمعتكفين. منعت قوات الاحتلال الإسرائيلى رفع أذان العشاء فى الأقصى. وقطعت أسلاك السماعات الخارجية بدعوى وجود كلمة لرئيس وزراء الاحتلال نفتالى بينت فى حائط البراق ورفع الاحتلال الإسرائيلى أعلامه فى الباحات المقدسة وسط غناء «النشيد الوطنى الإسرائيلى وتزامنت كلمات المسئولين الإسرائيليين، من بينهم الرئيس الإسرائيلى إسحق هرتسوج، فى ذكرى النكبة مع ما يسمى ب«يوم الذكرى» فى إسرائيل، الذى يتذكر فيه اليهود أمام حائط البراق قتلاهم فى المعارك المزعومة، وسيطرت إسرائيل على حائط البراق منذ حرب يونيه 1967، ويسمونه «حائط المبكى»، وهو محاذٍ لباب المغاربة المقابل لحى المغاربة الذى هدمته لتوسيع الساحة المجاورة للحائط، لتقام فيها صلوات شعائرية. ويتمسك الفلسطينيونبالقدس الشريف عاصمة لدولتهم استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التى لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة فى 1967 ولا بضمها عام 1981. يأتى ذلك فى الوقت الذى يستعد فيه المستوطنون اليهود لاقتحام المسجد الاقصى المبارك اليوم الخميس. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية فى منطقة القدس فى تصريحات نقلها موقع «مكور ريشون» العبرى إنه سيتم السماح للمستوطنين باستئناف الدخول للمسجد الأقصى على فترتين بمناسبة ذكرى يوم النكبة المسماة فى دولة الاحتلال ب«الاستقلال». وزعم الموقع العبرى أن المسجد الأقصى ظل مغلقاً أمام المستوطنين منذ 12 يوماً، مؤكداً أن المصادر السياسية الإسرائيلية أحالت قضية فتح المسجد الأقصى أمام المستوطنين إلى الشرطة. وأكدت فصائل فلسطينية أن اقتحام الأقصى من قبل المستوطنين لعب بالنار تتحمل حكومة الاحتلال مسئوليته. وقالت حركة حماس «إن سماح سلطات الاحتلال لقطعان مستوطنيه، باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك يوم غد الخميس هو لعب بالنار، وجر للمنطقة إلى أتون تصعيد يتحمل الاحتلال كامل المسئولية عنه». ودعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى تصعيد المواجهة الشاملة مع الاحتلال رداً على الاقتحام الذى تنوى سلطات الاحتلال تنظيمه للمستوطنين فى المسجد الأقصى اليوم الخميس، مؤكدةً أن هذا الاقتحام سيواجه بتفجير الغضب الفلسطينى والعربى فى وجه الاحتلال. وأكدت الجبهة أن اقتحام الأماكن المقدسة وإجراءات تقسيمها يأتى فى سياق «الإصرار على قهر الفلسطينيين والتنكيل بهم، ويعبر عن تمادى الاحتلال فى عدوانه الوحشى على الشعب الفلسطينى»، وشددت على أن هذه الجرائم تظهر سياسات الاحتلال، وأن استعادة سيادة شعب فلسطين على أرض عاصمته القدس، هى الضمانة الوحيدة لوقف العدوان وحفظ حقوق الفلسطينيين فى مدينتهم. واعتبر وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينى حاتم البكرى الاعتداءات إساءة للمقدسات واعتداء صارخاً عليها. وأضاف، فى بيان صحفى، أن هذا «يعتبر تحدياً صارخاً لمشاعر المسلمين فى فلسطين والعالمين العربى والإسلامى، وانتهاكاً لأكثر مقدساتنا الإسلامية حساسية فى فلسطين، ألا وهو المسجد الأقصى، الذى يعتبر مسجداً إسلامياً خالصاً بكل مكوناته داخل أسواره، فى خطوة لا يمكن تفسيرها إلا برغبة حكومة هذا الاحتلال ذات الصبغة الاستيطانية فى إشعال حرب دينية يمكنهم البدء بها إلا أنهم لن يكونوا قادرين على إيقافها». ودعا المجتمع الدولى والمؤسسات الحقوقية والمعنية بالشأن التراثى والثقافى للعمل على وضع حد لهذه الاعتداءات غير المبررة بأى شكل من الأشكال، التى تزداد بشكل منهجى ومخطط. وطالب البكرى أبناء الشعب الفلسطينى خاصة، وأبناء العالمين العربى والإسلامى عامة، بأن يكثفوا زياراتهم للمسجد الأقصى، وأن يؤكدوا مرابطتهم ووجودهم فيه على مدار الساعة ليحولوا دون السيطرة عليه وتقسيمه زمانياً ومكانياً.