كشفت دراسة حديثة عن مدى الارتباط بين تاريخ الإصابة بالربو أو الحساسية والإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب التاجية، والتي أكدت على أن البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 57 عامًا من مرضى الحساسية كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم. وقال باحثون إن أعلى خطر للإصابة بارتفاع ضغط الدم وجد بين المصابين بالربو، حيث أن ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، إلى جانب قلة ممارسة الرياضة، والسمنة، والسكري، والتدخين، والتاريخ العائلي لمشاكل القلب والأوعية الدموية، كلها عوامل أساسية تساهم في الإصابة بأمراض القلب، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. استخدم العلماء في هذه الدراسة الأخيرة بيانات عن أكثر من 10 آلاف شخص يعانون من الحساسية، وكان كل شخص يعاني من الربو أو نوع واحد من الحساسية، مثل حساسية الجهاز التنفسي أو الطعام أو حساسية الجلد. وبالإضافة إلى خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وجدت الدراسة أيضًا وجود مخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب التاجية للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 39 و 57 عامًا ممن يعانون من الحساسية. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة يانج جو الطبيب بمستشفى شنتشن بجامعة بكين في الصين "بالنسبة لمرضى الحساسية، يجب على الأطباء إجراء الفحوصات الروتينية لضغط الدم وأمراض القلب التاجية لضمان تقييم الحالة في وقت مبكر وتقديم العلاجات المناسبة لأولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب التاجية". وبالحديث عن العلاقة بين الإصابة بالحساسية وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، وُجد أن أدوية الهيستامين تعزز، على سبيل المثال، تدفق الدم إلى المنطقة التي تهاجم فيها المواد المسببة للحساسية، مما يتسبب في قيام الجهاز المناعي بإرسال أجسام مضادة، ويؤدي إلى حدوث التهاب. وقال طبيب الرئة الدكتور راج داسجوبتا، الأستاذ المساعد للطب السريري في كلية كيك للطب في جامعة جنوب كاليفورنيا إن مضادات الهيستامين تقيد تدفق الدم بسبب ضيق الأوعية الدموية ليس فقط في الأنف ولكن في باقي الجسم، مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب. وأكد أيضاً على أن الأدوية الأخرى يمكن أن يكون لها أيضًا تأثير سلبي على نظام القلب والأوعية الدموية، منها أدوية نوبات الربو وحالات الطوارئ.
