الألفاظ والعبارات التي استخدمها الرئيس مرسي في تعبيراته أمس الأحد، أثارت دهشة المصريين، والتهديد والوعيد خلال كلمته، في مُؤتمرَ إطلاق ''مُبادرة دعم حقوق وحريات المرأة المصرية'' لا يليق برئيس مصر وأهلها، ولا يعبر أيضا، عن أنه رئيس لكل المصريين. قال الرئيس: "اللي هيحط صباعه داخل مصر هقطعه، وأنا شايف صباعين تلاتة بيتمدوا جوة من توافه لا قيمة لهم في هذا العالم، حسبوا أن المال يمكن أن يصنع رجالا". ينبغي على أي سياسي ألا يقول كلاما مجهولا، وألا ينشر الرعب في نفوس المصريين دون قول كلام محدد.. من يقصد الرئيس بهذه الأصابع؟.. هل يقصد الرئيس أصدقاءه في قطر وحماس وأمريكا؟.. هل يقصد من قتلوا جنودنا في سيناء؟.. هل يقصد من يهربون الزي العسكري؟ هل يقصد من يمولون الجمعيات التي لا يعرف المصريين مصادر تمويلها؟.. هل يقصد من يطبقون "الضبطية القضائية" وجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين أعطوا لأنفسهم الحق في حماية الأخلاق العامة؟.. وكيف سيقطع الرئيس هذه الأصابع؟ أرى أن هذه اللغة لا تليق برئيس جمهورية مصر العربية.. ألا يدرك الرئيس ذلك؟!.. خاصة أنه سبق أن قال الرئيس مثل هذه التهديدات حين خطب في أهله وعشيرته أمام قصر الاتحادية قائلا: أن "هناك "شوية سوس" يجب عزلهم وأنه يرى من يتجمعون في "حارة مزنوقة"، وأن "43765" اللي بيحاولوا يطغطوا بغطاء المحترم.. قلت لهم إياكم أن تتصوروا أني لا آراكم". يستعرض الرئيس في خطاباته لمؤامرات، دون الكشف عن أيٍ منها أمام الرأي العام الذي من حقه أن يعرف ما يحاك ضده، وهو ما يفرض عليه هذه المرة، الكشف عن هذه المخططات التي تحاك بالشعب وإلا يصبح كلام الرئيس مجرد كلام يحاول به أن يبرأ نفسه من الفشل الواضح في إدارته لشؤون البلاد والعباد على جميع المستويات. وفي زيارة الرئيس مرسي لألمانيا نهاية يناير الماضي، لم يحقق أي نجاح من زيارته التي عاد منها كما ذهب، بل على العكس تعرض لهجوم حاد من المستشارة أنجيلا ميركل. وانتقدت صحيفة "دي فيلت" اليومية الألمانية –وقتها- زيارة مرسي إلى ألمانيا في وقت تشهد مصر مواجهات واحتجاجات واسعة، لأن الرئيس مرسي تخلى عن تحفظاته، وبات واضحا لكثيرين، بشكل لا لبس فيه، أنه لم يتخل إلا شكليا عن عضويته في جماعة الإخوان المسلمين، وفشل في تحقيق أي مكاسب سياسية أو اقتصادية يواجه بها الاحتقان الشعبي والتظاهرات ضده. وأثار خطاب مرسي، الذي ألقاه في باكستان، منذ أيام عقب منحه رسالة دكتوراه فخرية في الفلسفة، كثيرا من السخرية بسبب أخطائه فيما يتعلق بالتاريخ والفلسفة. وانتقد الروائي والكاتب يوسف زيدان سبعة أخطاء اعتبرها "شنيعة وتضر بسمعة مصر". مثل ذكر اسم "البيروني" خطأ مع تأكيده بأنه فيلسوف رغم عدم علاقته بالفلسفة، ونسب إليه اكتشاف الدورة الدموية الصغرى، بينما الحقيقة أن ابن النفيس هو من اكتشف الدورتين الصغرى والكبرى..إلخ. وعودة إلى مرسي وتهديداته واتهاماته التي يطلقها في خطاباته من دون حساب أو دليل، خاصة أننا لم نره يكشف لنا عن أي شيء مما يوعد بأنه سيكشفه.. أقول له أن ذلك فيه عدم احترام للقانون الذي ينادي هو به في خطاباته دائما، وأيضا عدم احترام لشعب عظيم يستحق رئيسا عظيما.