انتهت معركة المقطم بخسارة جديدة لمصر فى سمعتها وكرامتها وريادتها، هذا النوع من المعارك ليس فيه منتصر أو مهزوم.. الكل مهزوم، لأنها ليست معركة بين شعب وجيش احتلال، ولكنها بين أبناء شعب واحد فرضتها ظروف كان يمكن التغلب عليها بالحوار. ولكن غياب الحوار أدى إلى ما نحن فيه من أعمال عنف يدفع ثمنها الجميع الحكام والمحكومون. الرسالة السلبية لمعركة المقطم بدأت مؤشراتها يوم السبت قبل الماضى، وترجمها الإخوان على طريقة ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى.. شباب نشطاء توجهوا إلى المقطم للقيام برسوم جرافيتى، اعترضهم شباب الإخوان أمام مقر جماعة الإخوان، واعتدوا عليهم بالضرب المبرح، بينهم فتاة تعرضت للإهانة والصفع على وجهها، كما اعتدى شباب الإخوان على بعض الصحفيين الذين تواجدوا وسط الحدث، وأسرع بعض قيادات الإخوان بتقديم بلاغات إلى النائب العام، يتهمون النشطاء بالتهجم على مقرهم. بتحريض من بعض القوى السياسية، ويوم «الخميس» قبل الماضى عقد الإخوان موتمراً صحفياً لإعلان وجهة نظرهم فى الأحداث، واكتفت الجماعة بعرض مقاطع فيديو تظهر اعتداء أحد المصورين الصحفيين على شباب الإخوان، واعتبره الإخوان سبباً فى استفزاز الجماعة، وعرضوا مقاطع أخرى لليوم الثانى من وقوع الأحداث تظهر محاولات متظاهرين وضع شعارات على جدران مكتب الإرشاد لرفض الاعتداءات، وتجاهل الإخوان عرض مقاطع الفيديو التى يعتدى فيها شباب الإخوان على الصحفيين والنشطاء، وانسحب الصحفيون من المؤتمر الصحفى. أسلوب الجماعة دفع الآلاف إلى التظاهر أمام مقر الإخوان بالمقطم يوم الجمعة، وأطلقوا عليه جمعة رد الكرامة أو رد القلم. لم تنحصر المعركة بين المتظاهرين والإخوان وبينهم الأمن فى المقطم فقط بل اشتعلت فى عدة محافظات، وأصيب المئات، وتم إتلاف بعض المنشآت والسيارات، هذه المعارك التى لا تكاد تتوقف حتى تبدأ من جديد هى دليل على فشل حكم الإخوان، ويتحمل الرئيس مرسى مسئوليتها لأنه لم يوفق فى اختيار صنايعية حوله، يشيرون عليه، ويستشيرهم الرئيس مرسى واقع تحت تأثير المرشد، ولا يستطيع أن يوقف هذا العنف الذى يديره الإخوان فى كل مكان، الغريب أن الإخوان كلما فشلوا فى مواجهة ينهالون هجوماً على الإعلام، ولن يتحول الإعلام إلى شماعة لفشلهم وفشل حكمهم، فالإعلام المستقل سيظل يتبنى الحقيقة، ولن يطبل للإخوان، أمامهم الإعلام الرسمى ويسيطر وزير الإعلام على الإعلام المسموع والمرئى منه، وسيطر مجلس الشورى على الإعلام المقروء منه، أما الإعلام المستقل فسيظل مستقلاً يعرض الحقيقة. حتى ولو كانت موجعة. وليس مقبولاً من وزير الصناعة أن يقول إن ما يحدث فى المقطم إجرام حقير والأحقر منه هو طريقة تناول الإعلام لهذه الجريمة، فإذا كان يا معالى الوزير ما حدث فى المقطم إجراماً، فإن الذى تسبب فيه وارتكبه هم الجماعة التى تدافع عنها، أما الإعلام فلم ينقل أو يعرض غير الحقيقة المؤسفة التى يكشف عنها الواقع السيئ الذى كشفت عنه الجماعة. فإذا كنت تسمى ما حدث فى المقطم إجراماً، فأين كنت من الإجرام الذى حدث أمام الاتحادية ومدينة الإنتاج الإعلامى. والمحكمة الدستورية العليا، وفى ميدان التحرير، وميادين المحافظات، وفى بورسعيد والمحلة والمنصورة والسويس. ماذا تقول يامعالى الوزير عن جماعة تكذب كما تتنفس، عن جماعة غير شرعية تستغل الدستور والقانون لتحقيق مصالحها، وسيطرتها على مفاصل الدولة، الجماعة يا معالى وزير الصناعة هى المسئولة عن بحور الدماء التى تسيل كل يوم دون انقطاع، هي التى تمهد لانهيار الأمن لإحلال ميليشياتها المسلحة لفرض سيطرتها وسطوتها على الشارع، هى المسئولة عن الترويع والرعب وتؤازها تيارات دينية تحاول فرض أسلوبها فى إدارة شئون البلاد لتتربى علي السمع والطاعة.