بالرغم من ارتفاع حدة الأصوات المطالبة بضرورة إصلاح منظومة التعليم بصورة شاملة إلا أن طلاب مدرسة الجندي الثانوية المشتركة بقرية تزمنت الشرقية يعيشون مأساة خطيرة تهدد قيمة المعلم بالإنهيار وتضع علامات إستفهام حول الحالة المزرية والإنحلال الأخلاقي الذي أصاب بعض المشتغلين بالمهنة. لن تصدق ما ستقرأه خلال ثنايا تلك السطور حيث سيتبادر للذهن سؤال حائر حول مدى تأثر المدرس بحالة الانفلات الأمني والقيمي والأخلاقي التي يعيشها المجتمع المصري في أعقاب ثورة مجيدة شهد لها العالم، أم هي حالات فردية وشاذة ؟؟ لا تستحق مجرد الإهتمام وتسليط الضوء!!! يقول الأستاذ عاطف أحمد عويس - مدير مدرسة الجندي الثانوية المشتركة - " منذ إفتتاح المدرسة أوائل الفصل الدراسي الحالي ونحن نعيش في سلسلة من المشادات وجلسات الصلح التي لاتنتهي بين أولياء الأمور والأهالي والمدعو ( ح . م ) مدرس اللغة العربية بالمدرسة , حيث يشكون الجميع من سوء تعامل الثاني داخل الفصول وصدور بعض التعبيرات التي فسرها أولياء الأمور والطالبات علي أنها إيحاءات جنسية خارجة". ويضيف عويس " بالرغم من عشرات الإجتماعات والتعهدات بين أولياء الأمور ووكيلة شؤون العاملين بالمدرسة إلا أن ذلك لم يمنع المدرس من تكرار تلك الأفعال الفاضحة والتي لا نسمح بها". وعن نوعية الأفعال الخارجة التي يمارسها المدرس داخل الفصول تقول الأستاذة إيمان قرني - إحدي أولياء الأمور - في شكوتها المرفوعة لوكيلة وزارة التربية والتعليم ببني سويف بالنص " أرجو التحقيق في تصريحات المدرس المذكور بأن المجتمعات الغربية يفعلون الفحشاء في الطرق العامة بلا قيود وكذلك يمارسون الشذوذ ولا أحد يمنعهم ولذلك فليس لديهم مشاكل نفسية ولا إجتماعية كالتي لدي مجتمعاتنا ". وتضيف الطالبة شروق شجاع سعد كريم - طالبة بالصف الأول الثانوي بالمدرسة - " مدرس التربية الدينية بالمدرسة يتحدث معنا في أمور غريبة تثير دهشتنا وخاصةً حديثه عن أمور نسائية حرجة نتعفف أن نتكلم فيها والغريب ذكره لحديث للبخاري - كما يدعي - يقول فيه "إذا إجتمع رجل وإمرأة ثلاث ليالي حلت له معاشرتها"!!!!!!. من جانبه يشير الأستاذ محمود مصطفي - وكيل المدرسة - أن إدارة المدرسة لم تتأخر في إتخاذ اللازم وتقدمت بعشرات الشكاوى وطلبات لنقل المدرس لإحدى الوظائف الإدارية بالمديرية واستبعاده تماماً عن الإحتكاك بالطالبات ولكن استقبل موجه اللغة العربية الشكوى بكل برود ولم يحرك ساكناً حتى الآن , الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة الأيام القادمة. طالب الأستاذ أحمد أمين صباح - أحد أولياء أمور الطالبات - وزير التربية والتعليم بسرعة التحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من حياء للطلاب وهيبة للدولة ووضع أسس ومعايير أدق لإختيار المشتغلين بمهنة التدريس يضاف إليها إختبارات نفسية وعقلية حتي نتخلص من مثل تلك السرطانات الإجتماعية التي أفرزها النظام السابق. كان الحاج صفوت بغدادي - عمدة قرية تزمنت الشرقية - قد أكد عزمه علي التقدم ببلاغ لقسم شرطة مركز بني سويف نيابةً عن الأهالي وأولياء الأمور وإدارة المدرسة وضد المدرس , يطالب فيها بفصل المذكور نهائياً من التربية والتعليم وأكد أنه يبذل جهوداً مضنية لتدارك المشكلة شعبياً مع عقلاء القرية قبل أن يتفاقم الوضع ويتحول غضب الأهالي الي ما لا يحمد عقباه. من جانبه حمل الأستاذ عادل قنديل - رئيس اللجنة النقابية لمركز بني سويف - المسؤولين في مديرية التربية والتعليم المسؤولية الأدبية والجنائية والقضائية تجاه ما يحدث في مدارس بني سويف , وطالب قنديل بسرعة اتخاذ اللازم ضد المذكور , مؤكداً أن نقابة المعلمين لن تسمح بوجود مثل هذه النماذج الفاسدة والمفسدة - علي حد قوله - لتدمير عقول الأجيال القادمة وصرفها عن ثوابت قيمها وعاداتها العفيفة . رفض المدرس المذكور التعليق علي الآراء السابقة واكتفى بترديد كلمات عن حرية التعبير وعدم إستطاعة أحد أن يغير قناعاته الشخصية علماً بأنه مدرساً لمادة التربية الدينية واللغة العربية بالمدرسة. أحال الأستاذ عبد الفتاح محمود - مدير مديرية التربية والتعليم - شكاوى الأهالي الموقعة للشؤون القانونية , مؤكداً علي عدم تواني المديرية عن تنفيذ قرارات اللجنة اياً كانت.
