تصاعدت أزمة مصابي الثورة بعد معاناتهم في الحصول علي أقل حقوقهم في العلاج والسكن والوظيفة، فوصلت إلي مرحلة اللجوء السياسي إلي ألمانيا وإسرائيل بعد فشل المفاوضات مع الرئاسة، وتنكر الحكومة من وعودها السابقة، وبالرغم من وعود الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية باسترداد حقوق المصابين، إلا أنه ترك الأمر لبعض مستشاريه ليقولوا: «ليس لدينا ما نقدمه لكم». وجهه الذي ارتسمت عليه ملامح الحزن لفقدانه عينه، أدي به إلي محاولة الانتحار من قبل بالمجلس القومي لرعايتهم وتقديمه أوراق الجوء السياسي إلي ألمانيا أو إسرائيل بعد أن يأس من استرداد حقوقه. «أنا مش لاقي علاج في بلدي.. وبيقولوا علينا بلطجية.. نروح بقي للي يقدرنا لألمانيا ولو رفضتنا هنروح إسرائيل».. هكذا بدأ أحمد السيد إبراهيم، أحد مصابي الثورة الذي لم يتعدي 15 عاماً. وروي «أحمد»، 15 عاماً، الذي لقب بالطفل «بوعزيزي المصري» أنه أصيب بطلق خرطوش في عينه اليسري وعجز 25% في العين اليمني، مستكملاً حديثه قائلاً: «استلمت 5 آلاف جنيه فقط من المجلس القومي لرعاية المصابين، ما أدي إلي تراكم الديون علي والدي الذي يعمل «استورجي» لاحتياجي عملية ب 32 ألف جنيه لتركيب عين صناعية». وأشار «الطفل المصاب» إلي أنه لم يعد إلي بيته بالمحلة الكبري منذ 5 أشهر بسبب إحراجه من والده الذي أصبح عبئاً عليه بدلاً من مساندته في العمل، ومن وقتها وأنا كنت أسكن في المجلس، ثم اغلقوه لأعيش في الشارع. فيما قال أسامة صبحي، المصاب بطلق ناري أسفل الظهر في جمعة الغضب: إنه يتمني الموت، بسبب تدهور حالته الصحية «حسبي الله ونعم الوكيل»، ووجه حديثه للرئيس قائلاً: «اعتبرنا ولادك يا أخي أو وزراء وعلاجنا علي نفقة الدولة.. حرام عليكم»، متسائلاً: «كيف نعيش ب 300 جنيه معاش»؟.. إحنا نسافر الدول الأوروبية اللي بتقدر الثورة». وفي سياق متصل أكد أيمن حفني - منسق ائتلاف مصابو الثورة وأسر الشهداء - أن الكارنيهات وهي أبسط حقوقهم في المواصلات والعلاج غير مفعلة، قائلاً: «الإخوان كاذبون.. وسرقوا ثورتنا». لم يفكر لوهلة في تقديم أوراقه للجوء السياسي لألمانيا.. لذا حاولنا اقتحام عالمه الصغير للتعرف علي الأسباب، وبالرغم من صغر سنه الذي بلغ 18 عاماً، فإن «عبدالله السيد أحمد» لم ير معني للحياة بعد عجز قدمه اليسري عقب إصابته بطلق ناري في أحداث مجلس الوزراء. وروي الشاب الذي يريد التنازل عن جنسيته المصرية، أنه وبعض المصابين انتظروا وعوداً كثيرة من الدكتور فؤاد جاد الله لبحث أزمتهم، ولكن المفاوضات باءت بالفشل بعد أن قال لهم المستشار القانوني للرئيس: «معنديش حاجة أقدمهلكم»، وكأنه يقول: «اخبطوا رأسكم في الحيط». وقال «عبدالله السيد»: إنه يتيم الأب والأم ويسكن مع جدته في رملة بولاق وكان العائل الوحيد لها، وبعد عجزه لم يستلم وظائف من المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين لعجزه بنسبة 70%، وتساءل: «كيف يسلموننا وظائف.. ويتم رفضنا بحجة غير لائق؟»، فالوظائف والمعاش والكارنيهات «فشنك»، وأنا لم أتسلم وظيفة ضمن مصابي الثورة. وأكد «عبدالله» أنه سيلجأ سياسياً لأي دولة توفر له وظيفة تناسب عجزه، وتجري له عمليته التي ستتكلف 35 ألف جنيه لاسترداد قدمه المشلولة بسبب الثورة التي سرقها «الإخوان» - علي حد قوله - وأشار إلي أنه يصرف علي جدته وعلي نفسه بإعانات الآخرين من المصابين.