نشرت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية اليوم الأحد تقريرًا مطولاً عن الصحافة وحريتها وحقوق الصحفيين في مصر ما بعد الثورة، قائلة: "إن المصريين يشعرون بالقلق والخوف الشديدين من اضمحلال حرية الصحافة في عهد الرئيس المصري (محمد مرسي) باعتباره أول رئيس إسلامي في البلاد." وأشارت الصحيفة إلى أن الدستور الجديد الذي هيمن الإسلاميون على صياغته يوفر المزيد من القيود الموسعة على التعبير ولا يحمي الصحفيين من السجن أو الاعتقال على أعمالهم الكتابية أو الفكرية. ومضت الصحيفة تقول إنه في كل صباح قبل طلوع الشمس، تنتشر الصحف في أنحاء البلاد مشتعلة بالانتقادات الحارة ضد الرئيس "محمد مرسي" وضد الحكومة المصرية.. وعلى أكشاك بيع الصحف، فإن الصحف المتنافسة هي خير مثال على حرية التعبير والحريات المكفولة للإعلام والتي كانت من بين المكاسب الرئيسية للثورة التي أطاحت بالرئيس السابق "حسني مبارك". ولكن القوانين التي كان معمولا بها في عهد "مبارك"، ما زالت موجودة في الكتب، والتعديات الحكومية على حرية التعبير هي الصدام المحتدم مع الحكومة التي تتبنى بعض المُثل الديمقرطية وتتغاضى عن غيرها. ومن جانبه، قال "شريف منصور" منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين: "هذا هو خير مثال على الصراع بين مصر القديمة ومصر الجديدة". وأوضحت الصحيفة أن العديد من المصريين استغلوا بحماس شديد الحرية الجديدة ليقولوا ويكتبوا ما يعتقدون عن الحكومة منذ الإطاحة بمبارك، ولكن منذ انتخاب الرئيس "مرسي" في العام الماضي، بدا أن هناك تدهورا ملموسا في حرية الصحافة، ومن أشكال هذا التدهور كانت الدعاوى الجنائية ضد الصحفيين بفضل قوانين مبارك التي مازالت سارية. وأضافت الصحيفة أنه في واحدة من الحالات الأكثر جدلاً هو ما واجهه الكوميدي الساخر "باسم يوسف" من تحقيقات ودعاوى بتهمة إهانة الرئيس "مرسي" عندما وضع صورته على وسادة حمراء اللون. وفي السياق ذاته، قالت "نهاد عبود" منسقة البرامج الفنية وحرية الإعلام في مؤسسة حرية الفكر والتعبير "إن الأمر يزداد سوءًا يومًا بعد يوم في مصر الجديدة". ولفتت الصحيفة إلى أن القوانين القمعية امتدت أيضًا لتطول إهانة الأديان، حيث على مدى الأشهر القليلة الماضية كانت هناك زيادة واضحة في عدد الملاحقات القضائية ضد أشخاص بتهمة التجديف وازدراء الأديان. وأضافت صحفية "ليليان داوود" أن مصر تتجه نحو الانهيار الحقيقي، ولكن النضال من أجل الحرية يمكن أن يكون ذي نتائج إيجابية على المدى الطويل، فكلما أصبح الجمهور أكثر وعيًا بالقضايا التي تتعلق بالحريات كلما طالبوا بها أكثر وأكثر.