دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، اليوم، إلى الوحدة بين المدن والدول التي يربطها تاريخ مشترك، مطالبا بإلغاء الحدود التي تفصل بين المدن والبلدان الموجودة في منطقة الشرق الأوسط على أساس أنها ذات تاريخ مشترك. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها داود أوغلو، في مؤتمر تناول العلاقة القائمة بين التاريخ والعولمة، والنهج السياسي التركي الجديد إزاءهما، والذي نظمته جامعة دجلة في مدينة ديار بكر الواقعة جنوب شرق تركيا. وأكد الوزير التركي على ضرورة التواصل بين تلك المدن بشكل سلسل، ودون أي معوقات، لافتا إلى أن الأنظمة التي تشكلت في المنطقة بإرادة الشعوب بعد ثورات الربيع العربي، وتلك التي ستتشكل فيما بعد، ستعمل جميعها على إلغاء الوضع القائم وتسهيل التواصل ما بين الدول بعضها ببعض. وتساءل داود أوغلو عن سبب وجود الحدود ما بين مدن مثل تل أبيض في سوريا وأكتشا كاله التي تقابلها في الأراضي التركية، مشيرا إلى أن سياسة الحكومة التركية تسعى إلى إلغاء تأشيرات السفر والمرور بين تركيا، وغيرها من الدول الأخرى. واستنكر داود أوغلو تلك الأصوات التي تتهم الحكومة التركية بالسعي لإحياء الإمبراطورية العثمانية، من خلال الدعوة لتسهيل التنقل بين الدول المختلفة في المنطقة. وقال ردا على تلك الادعاءات: "لقد ألغت الدول الأوروبية العمل بتأشيرات السفر فيما بينها وأزالت كل معوقات السفر، ولم نسمع عن اتهامات لها بمحاولة إحياء الإمبراطورية الرومانية، أما سعينا لتوحيد الشعوب التي كانت كتلة واحدة قبل مائة عام، يواجه دوما بالاتهامات الجائرة". وأشار داود أوغلو في كلمته، إلى تركيز السياسة التركية على لم شمل الأمم التي كانت في وقت من الأوقات، شريكة في التاريخ والثقافة، مقللا من أهمية الأصوات التي تنتقد تلك السياسة، ومعتبرا أنه لا فرق بين التركي والكردي، ولا بين الألباني والبوسني.