أعلن في الكويت رسمياً أمس الاثنين، عن تشكيل "لجنة الوفاء الكويتية المصرية"، والتي دعا لتشكيلها قبل ثلاثة أشهر النائب على الراشد، أمين سر مجلس الأمة، وذلك تحت شعار "أيادي العطاء في يوم الوفاء". هذه اللجنة المشتركة التي تضم في عضويتها حوالي 26 شخصية كويتية، مصرية وعربية، من الكتاب والصحفيين والمحامين ومدراء البنوك. وتم الحصول على موافقة رسمية من السلطات الكويتية، ممثلة في وزارة الشئون الاجتماعية والعمل على إنشائها، وفتح حساب خاص لها بالبنك الوطني الكويتي، تحت مظلة جمعية الهلال الأحمر، بحساب رقم (1000314259). وجاءت فكرة إنشاء اللجنة لعدد من الشخصيات الكويتية والعربية المحبة لمصر، والعارفة بقيمتها وبأهمية دورها المحوري في الأمة العربية، في أعقاب قيام ثورة 25 يناير، وتداعياتها المعروفة للقاصي والداني، وما واكبها من أحداث كشفت عن نقص فادح في الحاجات الأساسية لقطاع عريض من الشعب المصري، خاصة في الحاجات الانسانية اليومية كالغذاء والدواء، فضلاً عن معاناة قطاعات عريضة من الشعب المصري نفسه من نقص الخدمات والبنى التحتية والمشروعات التنموية التي تساعد المواطنين في تلبية احتياجاتهم المعيشية على النحو اللائق والكريم وفي هذا الاطار قررت اللجنة، بعد أن أجرت دراسات مستفيضة طيلة ثلاث شهور مضت، العمل على محورين ، من اجل المساهمة في تلبية جانب من هذه الاحتياجات، المحور الأول يتمثل في اقامة مشاريع لتلبية الاحتياجات الإنسانية الضرورية اليومية للمواطن المصري، والتي تتعلق بالمواد الغذائية والطبية، مثل مشروع إنشاء عدد من المخابز الآلية في مختلف المحافظات المصرية لتوفير الخبز والتغلب على أزماته اليومية، أما المشروعات الطبية فتتمثل في إنشاء وحدات لغسيل الكلى بالعديد من المستشفيات المصرية وكذلك تجديد وفتح عدد من المستوصفات الطبية في عدد من القرى المصرية . ومن المقرر أن تطلق اللجنة حملة متكاملة لجمع التبرعات لتنفيذ هذه المشاريع وغيرها ، تشارك فيها جميع أبناء الشعب الكويتي والجاليات العربية، لكي توضع هذه المشروعات موضع التنفيذ، وتكون ايضاً نواة لمد يد العون والمساعدة لإقامة مشروعات اخرى تنموية تقام على الأراضي المصرية تهدف جميعها الى تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية على الشعب المصري. وفي تصريح لرئيس اللجنة العضو علي الراشد، أكد أن انشاء اللجنة يأتي وفاء لمصر العزيزة ومحاولة صادقة لرد الدين لها، لمواقفها المشهودة على امتداد تاريخ الأمة، خاصة وأنها تمر بأخطر محنة مرت بها في تاريخها، كما أن حقائق التاريخ والجغرافيا أكدت أن قوة الأمة العربية من قوة مصر والعكس صحيح . وأكد أيضاً انه ومنذ اندلاع الثورة المصرية وما تبدى للكافة من خلال الشعارات التي حملها الثوار خبز وحرية وعدالة اجتماعية ، ان من الأهمية بمكان مساعدة الشقيقة الكبرى مصر ، للخروج من هذه المحنة وان علينا ان نكون اوفياء لها ، لانها لم تبخل علينا وعلى الأمة بشيء ، وانما ضحت بالغالي والنفيس من زهرة شبابها وثرواتها من أجل عزة الأمة واستقلالها ، وقد حان الآوان لرد الدين ، خاصة انها تمر بظروف استثنائية للغاية ، وتعاني من عجز في الموازنة وارتفاع في معدلات البطالة وسوء حالة المرافق العامة وسوء الاوضاع المعيشية واستشراء سرطان المناطق العشوائية ، وكل هذا جعلنا نفكر على مدى الشهور الثلاثة الماضية في الوسائل الناجحة لمساعدة اخواننا في مصر ووجدنا ان انشاء "لجنة الوفاء" ستكون أفضل هذه الوسائل ، وستكون نواة حقيقية لاقامة مشروعات تنموية على الأراضي المصرية ، وتساهم في زيادة التعاون الكويتي المصري من خلال التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في كلا البلدين الشقيقين مع تفعيل دور المشاركة ، كما تأتي هذه اللجنة ايضاً امتداد للعطاء الكويتي وتأكيداً للدور الكويتي المستمر في مساندة الشعوب العربية والاسلامية وتقديم المساعدة والعون من خلال المشروعات الانمائية والخيرية المختلفة .