احببت زوجي كثيرا لم أتخيل يوما حياتي بدونه بعدما حاربت أهلي للزواج منه ولم اعر اعتراضهم على زواجى اهتماما وتحذيرهم أنه ليس الزوج المناسب لى وكأنهم كانوا يعلمون الغيب وما أخفى. فقاطعوني فلم يبق لي سواه كنت له المطيعة الطيبة قليلة الطلبات الممتثلة لأوامره ،كنتُ تلك التي نزلت يوماً إلى الشوارع تبحث عن عمل لأنه لم يعد يتحمل المصاريف ولا يريد العمل وأنه قد تعب وان واجبها كامرأة أن تتحمل معه أعباء المعيشة ورغم أني احمل شهادة جامعية فلم أجد سوى أعمال النظافة بالمحلات أو البيع في المنافذ فعدت يومها باكية شاكية إليه. لم أجد عملاً ابدا بشهادتي -ألم تبحثي عن عمل بدونها .قالها زوجها وهو ينظر إلى . انتفضت حينها من مكاني بدونها ماذا تطلب منى. ماذا تريدنى ان أعمل. خادمة فى بيوت العباد.ورد بكل برود ولا مبالاة. نعم بدونها ... من أين سيأكل اولادك تنازلي عن كبريائك وابحثي عن أي عمل كان المهم تعودى بالطعام والدواء وباقى متطلبات بيتك. لم أرد فقد كان حديثه كافيًا بأن يجعلني أصمت ، وددت حينه لو أقول أن دوره كرجل أن يعمل بعمل واثنين ليوفر لنا حياة كريمة مادام أنه قادرا على ذلك لكن لم أقل حينها خوفاً من إهانتي امام أطفالي . وخاصة لم يعد لى مأوى ولا مكان أذهب اليه بعد مقاطعة اهلى وقد صدقت توقعاتهم وظهر زوجى على حقيقته وامرنى بالعمل فى البيوت او اى مكان كان المهم آتى له بالأموال وانفق عليه واولاده. في اليوم التالي قررت النزول بالفعل الى احدى المدارس المجاورة وعملت بها كعاملة نظافة وهذا لا يقلل من شأني أبدا وبعد انتهاء العمل المدرسة انتقل الى احد البيوت المجاورة لأنظف شقة أو أمسح السلالم أو انظف الطيور المهم أن احصل على عمل إضافي يكفي منزلي وأولادي ، كنت أخرج يوميا قبل شروق الشمس وأعود للمنزل بعد غروبها لأكمل حاجيات بيتي وتربية أولادي والمذاكرة معهم والعمل على طلباتهم بالطبع بعد أن يكون زوجي قد أخذ نصف ماحصلت عليه للنزول الى المقهى أو إلى اماكن لا أعلمها. ولا يعود الا مع طلوع الفجر . كما أنه كان يخرج يوميا في الصباح ويعود في منتصف النهار لكن لا نعلم ماذا كان يفعل كل مانعلمه أنه لا يصرف على المنزل قرشاً واحداً . استمرت الحياة بيننا على هذا الحال حتى بدأت صحتي تنهار ولا تقوى قدماى على حملى يوماً بعد يوم فاكتفيت بالعمل كعاملة نظافة وتخليت عن عمل المنازل لكنه لم يرحمني من الضرب والاهانة يوميا بسبب ذلك كل هذا على أمام اطفالى .مرت السنون مرة طعمها العلقم. انا مريضة مهانة ذليلة امام اولادى ولسان حالهم يقول لماذا تتحملى كل هذا الذل والإهانة. حتى لو من أجلنا لا نرغب في رؤيتك ذليلة مهانة كبرأولادي و اشتد عودهم فما كان منه إلا أن طلب منهم النزول للعمل وأخذ المال مع كل يوم . كان أولادي قد كرهوني لضعفي وكرهوا والدهم لجشعه ومع الوقت ايقنوا انهم يمكنهم الاعتماد على نفسهم فانفصلوا عن حياة البؤس والخوف وكأني كما تركت أهلي تركني أولادي فالحقيقة الحياتية التى لا يمكن ان ننكرها او نغيرها انها ناموس السماء كما تدين تدان . وبقينا على حالنا دونهم لسنوات حتى دخلوا علينا ذات يوم وقد أمسك كبيري بوالده من عنقه صارخا .... لم أعد أخافك ...جئتك اليوم فقط لأسألك من هذا !؟ دخل معه شاب يقترب عمره من عمر ابني، ويتضح أنه يعمل مع ابني في نفس المكان والذي أصابه هو الآخر الذهول حين رأى زوجي وأسرع إلى ابني طالبا منه أن يترك زوجي .. اتركه يا صديقى اترك والدي ...لا تمسك به هكذا انه أبى. من أين تعرفه ولماذا جئت بنا الى هنا وما هذا المكان يا أبى. لم أفهم حينها ماسمعت فسألته ماذا يعني بكلمة والدي !؟ كان رده نعم هذا والدي ولا أفهم حقيقة مايجري هنا !؟ قال ابنى فلذة كبدى وكاد قلبه يتوقف حقيقة مايجري أن والدك هو والدي وقد اذلنا وأهاننا لكل هذه السنوات لكي يوفر لك ولأمك حياة كريمة هل ترى أمي كيف أصبح شكلها هل ترى كيف وهن جسدها وهي تخدم هنا وهناك ليأخذ هو مالها ويعطيكم إياه من اجل هذا جئت بك الى هنا عندما عرفت اسمك كاملا. هو نفس اسمى وابيك هو أبى. كان زوجي يقف مذهولا لم يكن يتوقع مطلقا ان يتعرض لهذا الموقف ولم يستطع الرد فالحقيقة المرة التى نزلت الى راسى كالصاعقة .أنه تزوج منذ طلب مني النزول للعمل ولم يخبرنا بالطبع بشأن زواجه واستمر في عمله كما هو ، وحين اختفائه ليلا كان يذهب إليهم ، أما زوجته كما علمت فلم تكن سوى امرأة يذهب اليها كثيرا من قبل زواجنا ا فتزوجها بعد ذلك وهيأ لها حياة كريمة وأنا هيأ لي حياة ذليلة وكأنه يعاقبني على اختارى اياه وعقوقى لوالدى من اجله كان ابني قد اكتشف ذلك حين انتقل الى عمل جديد وتعرف على هذا الشاب ونشبت بينهما صداقة فقام ذاك الشاب ذات مرة بدعوته على الغداء في منزلهم فوجد صورا لوالده وعرف حقيقة الأمر . ذهب ابني عقب تلك المواجهة دون كلام او سلام وكأنه قد جاء فقط ليواجهني أنا بالحقيقة المرّة فأبيه لا يأبه ولا يكترث لشيء . أما أنا فكنت كالتي صفعتني الحياة برمتها لم أدرِ حينها هل من حقي البكاء على حالي أم أني ضيعت هذا الحق مع اضاعتي لكل حقوقي بضعفي وصمتي واضاعة حقوق أبنائي وخلق المشاعر السلبية فيهم بسلبيتي ، أم أن هذا ماحصدته بمقاطعتي لأهلي بسبب هذا الرجل . يومها فقط قررت الرحيل الذي كان من المفترض أن أقوم به منذ زمن منذ أن امتنع زوجي عن الانفاق علينا كان يجب حينها أن افهم أنها بداية لكل غدر وتعب لأنه كان حينها بكامل صحته ، قررت حينها أن أحمل حقيبتي واخترت منفى لى ربما ايضا انا كنت اعاقب نفسى على ما ارتكتبه في حق الجميع وذهبت الى احد دور المسنين حيث لا يعرفنى احد. لأبكي على ماجنته يدي ، وأبكي أني جعلت من نفسي ضحية لجاني كان يجب أن أذهب عنه منذ زمن . مضى اسبوع واحد على وجودى بدار المسنيين ووجدت ابني الاكبر لقد أتى ليأخذني عنده ويعوضني عن عمري الذي أفنيته ذلا ومهانة من أجلهم. ولكنى طلبت منه طلبا وحيدا كى اذهب معه. وهو اقامة دعوى خلع من والده. فلم اعد أستطيع البقاء زوجة له. ونفذ ابنى طلبى. وأقام المحامى الدعوى. وكانت المفاجأة المدوية زوجي مات. نعم مات تم العثور عليه ميتاً في شقته اثر جرعة من المخدرات كما جاء فى تقرير الطب الشرعى. مات قبل استلام اعلان دعوى الخلع. مات قبل ان يعرف اننى كم كرهته. وربما كان يعرف.!!