نشرت مجلة " فورين بوليسى" الأمريكية على موقعها الإلكترونى مقالا للكاتب"مارك لينش" الأستاذ المشارك في العلوم السياسية والشئون الدولية في جامعة جورج واشنطن، تحت عنوان "السياسة تجاه مصر تمثل تحديا"، وقال الكاتب إن أول زيارة إلى القاهرة لوزيرة الخارجية "جون كيري" في نهاية هذا الأسبوع كشفت بعض القيود العميقة للسياسة الأمريكية تجاه مصر. وأشار الكاتب الى أن "كيري"، مثله مثل كثيرين آخرين، يكافح من أجل إيجاد جسر بين الدعم الأمريكى المقدم لهذه الدولة وبين المشاكل والأزمات التى تعانى منها البلاد فى طريقها نحو الديمقراطية. وأضاف الكاتب أن الإدارة الامريكية بدأت تدرك أخيرا أن هناك تحديا يواجهها، متمثلا فى تحديد ملامح سياستها تجاه تلك الدولة، حيث يدور نقاش وجدل حاليا فى الولاياتالمتحدة ويطرح الكل وجهة نظره فى طبيعة الأزمة السياسية الجارية وطلب من بعض المحللين تقديم مشورتهم ونصائحهم الى الخارجية الامريكية حول الازمة المصرية، بل تم اطلاق برنامج يعمل عنوان " تحدى .. سياسة مصر " . ويركز البرنامج على التحديات الخاصة بالطرق التي قد تساعد بها واشنطن مصر كى تصبح أكثر ديمقراطية. واكد الكاتب أن جزءًا كبيرًا من الساسة والأكاديميين ونشطاء المجتمع المدنى يختلفون حول ما اذا كانت الولاياتالمتحدة تريد فعلا الديمقراطية في مصر، وما اذا كانت يمكن ان تلعب دورا مفيدا بالفعل فى انجاز هذا الهدف. مصر مبارك أفضل وهناك قطاع عريض من هؤلاء داخل المجتمع الامريكى الأوسع يعتقدون أن "مصر حسني مبارك" كانت أفضل للمصالح الأمريكية من مصر الاخوان المسلمين ، ولا سيما بالنظر الى الشكوك الكبيرة تجاه مواقف جماعة الإخوان المسلمين المعادية للولايات المتحدة في كافة محاور السياسية المصرية. وهناك فى الولاياتالمتحدة من لا يدعم هدف الديمقراطية في مصر، ولكن يبقى السؤال ... هل تشاطر الحكومة الامريكية هؤلاء نفس الهدف؟! ، وإذا كانت الولاياتالمتحدة لا تريد دعم التحول الديمقراطي، ماذا يمكن او يجب أن تفعل ؟. وقال الكاتب إنه من المؤكد أن الإدارة الجديدة فى مصر لا تزال في وضع التقييم، بشكل واضح، كما أكد مرارا "كيري" خلال زيارته، فإدارة الرئيس الامريكى "باراك اوباما" تحاول تقييم النوايا الحقيقية للإخوان المسلمين من أجل القدرة على حكم الرئيس "مرسي" وكذلك الانتقادات المعارضة لنظامه، كما أنها تحاول تحديد ما إذا كانت الانتخابات البرلمانية المقرر أن تبدأ في ابريل (قبل قرار المحكمة بتأجيلها) يمكن أن تكون خطوة مهمة نحو بناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية، وفرصة لإيجاد طريقة للمساعدة في منع الانهيار الاقتصادي ووقف التدهور الخطير للأمن العام. تحرك حذر وقال "كيرى" إنه مازال يتحرك فقط بشكل حذر في هذه الرحلة الأولى، فقد تم الإعلان عن 250 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية المباشرة، بما في ذلك 60 مليون دولار من صندوق المشاريع المصرية الأمريكية، كما حث " كيرى" المعارضة على المشاركة في الانتخابات المقبلة، ودعا الحكومة للتأكد من أنها ستكون حرة ونزيهة. وأكد "كيرى" أن العديد من الأمور بخصوص أولويات الولاياتالمتحدة في نصابها الصحيح، وحث "كيرى" الرئيس محمد مرسي إلى حل وسط من أجل مشاركة المعارضة في الانتخابات. الاستقرار والوحدة واوضح الكاتب أن الادارة الامريكية تركز حاليا على ضرورة المزيد من العمل الجاد لاستعادة الوحدة، والاستقرار السياسي وتعافى الاقتصاد المصرى، وترى أن الانتخابات البرلمانية القادمة هي خطوة حاسمة خاصة في تحول مصر الديمقراطي، وركز "كيرى" فى زيارته لمصر على الحاجة إلى ضمان أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة وتحدث عن الحاجة للإصلاح في قطاع الشرطة، وحماية للمنظمات غير الحكومية، وأهمية النهوض بحقوق وحريات جميع المصريين أمام القانون - الرجال والنساء، والناس من جميع الأديان ". وختمت المجلة بأن الولاياتالمتحدة ما زالت تتحس الطريق نحو مصر ، ولم تحسم موقفها النهائى من الاحداث الجارية.