كنت أمسك هاتفى المحمول بيدى وفجأة أضاءت شاشته رسالة عبر الواتس آب من زوجى: «إنتى طالق»، لم أصدق ما رأته عينى كيف فعلها. ولماذا أنا أم بناته الثلاث، أنا زوجته وحبيبته منذ 19 عاما. تزوجنا بعد قصة حب ملتهبة كانت حديث العائلة والأصدقاء والكل كان يضرب بنا المثل وتريد فتيات العائلة أن تقلدنا. وكانت حياتنا أيضا مثالية وأنجبنا 3 فتيات جميلات حولن حياتنا الى جنة على الأرض وأصبحت فتيات جميلات ولكن زوجى لم يكتف بى وبحبى وحياتى التى وهبتها إياه وبناته. عرفت بالصدفة أن زوجى يخوننى مع عدد من السيدات بعد شاهدت الرسائل بينه وبينهن وأصبح يتغيب معظم الوقت عن المنزل. وينفق أمواله على عشيقاته ومنع عنى وبناتى المصروف. ولم نعد نراه سوى صدفة. تحملت خيانته وسوء طباعه وتعديه علىّ بالسب والضرب والإهانة من أجل بناتى. حول حياتنا الى جحيم من أجل نزواته التى لا تنتهى. وكلما طالبته بمصروف بناته، ادعى الفقر وأنه لا يملك أية أموال رغم أن دخله يتجاوز ال150 ألف جنيه. وتطورت علاقات زوجى وقرر الزواج من أخرى وطلبت منه تطليقى حتى توافق على الزواج منه وأجبرته على إرسال رسالة الطلاق لى. وطلبت منه توثيق الطلاق حتى أتمكن من الحصول على حقوقى وحقوق بناتى ولكنه رفض إرسال ورقة الطلاق لى. وعندما أطالبه بالعودة إلى المنزل وبناته يبلغنى بأنه طلقنى. 7 شهور سيدى القاضى وأنا هكذا، لا أنا بالسيدة المتزوجة أو المطلقة بل أن من كان زوجى يطالبنى بالعودة للحياة معه وكأن شيئًا لم يكن بعد قام بتطليقى ثلاث مرات وآخرها رسالته التى أرسلها لى عبر الهاتف. ولا يهمه اذا كانت حياتنا محرمة أو لا، كل همه أن يحرمنى وبناتى من أى سبل للحياة وينفق كل أمواله على نزواته وعشيقاته. حاولت كثيرًا وحاول الأهل والجيران والجميع بأن يطلقنى بشكل رسمى ولكنه رفض وأصر على عودتى للحياة معه. وكان لا بد لى أن الجأ الى القضاء العادل. كى أنال حقى من هذا الرجل الظالم. الذى استباح حياتى وكرامتى ولم يقدر تضحيتى معه 19 عاما. ولا إنفاقى كل أموالى وورثى من والدى. وخيانته لى وتعذيبى طوال فترة زواجنا. بل وقام بتطليقى بمجرد رسالة على وسائل التواصل وهذه المرة الثالثة التى يطلقنى فيها. ورغم ذلك لا يرغب فى عتقى وتطليقى وتركى وحالى. واتهمنى بالتقصير فى حقه وأننى لا أصلح كزوجة، لأننى لم أنجب له الولد. وأنه يرغب فى الزواج لأنه يرغب فى إنجاب الولد. وألقى بى فى الشارع وتركنى معلقة. أنا لا أرغب فى شىء سيدى سوى حريتى وتطليقى بشكل رسمى لأننى لم أعد زوجته ولا يجوز أن أعود إليه لأنه طلقنى ثلاث مرات. اطلعت هيئة المحكمة على رسالة الزوج لزوجته على الهاتف «إنتى طالق» وتم إثبات ذلك فى أوراق الدعوى. واستدعاء الزوج للمثول أمام المحكمة وإلزامه بتوثيق الطلاق الذى بات بائنًا لا رجعة فيه. بعد قرارات المحكمة تنفست الزوجة الصعداء. على أمل أن تنال حريتها وكرامتها وتنجو من براثن هذا الرجل غير المسئول الذى لا يفكر سوى فى نزواته. غادرت المحكمة وتنتظر جلسة الحكم بفارغ الصبر. تنتظر أن تكون مطلقة على الورق وليس على الهاتف فقط. وتلك حكاية أخرى من حكايات محكمة الأسرة.