"مصائب قوم عند قوم فوائد"، هذا ما أكدته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية التي سلطت الضوء على حالة السعادة والتفاؤل التي دبت في إسرائيل بعد سماعها خبر وفاة رئيس فنزويلا الراحل "هوجو شافيز" الذي وافته المنية بالأمس عن عمر يناهز 58 عاماً. وقالت "هاآرتس": إن المسئولين في تل أبيب يلزمون الصمت ولديهم تعليمات بعدم التعقيب على وفاة رئيس فنزويلا "هوجو شافيز"، على عكس الولاياتالمتحدة ودول أخرى في العالم التي انبهرت لنشر بيانات خاصة، فيما قررت إسرائيل الامتناع عن التعقيب في هذه المرحلة والاكتفاء بمتابعة التطورات في فنزويلا عن بعد. وأضافت الصحيفة أن مسئولي الخارجية الإسرائيلية أعربوا عن تفاؤلهم من أن ابتعاد "شافيز" سيؤدي إلى تغيير في العلاقات مع إسرائيل، لكنهم أكدوا أن ذلك ربما لا يحدث على المدى القصير. وتابعت الصحيفة أن شافيز كان أحد أكبر خصوم إسرائيل في العالم وأبرزهم في أمريكا اللاتينية، مشيرة إلى أن شافيز أقام سياسته الخارجية على معارضة الولاياتالمتحدة مع علاقات باردة مع إسرائيل في مقابل توطيد علاقاته مع دول مثل إيران وسوريا، مؤكدة أن حرب لبنان الثانية في يوليو- أغسطس 2006 كان لها بالغ الأثر في العلاقات الإسرائيلية - الفنزويلية، حيث انتقد "شافيز" إسرائيل بإيعاز من إيران وسوريا بشكل غير مسبوق من زعيم دولة تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لاسيما أن شافيز خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية وسحب سفيره من إسرائيل احتجاجاً على الممارسات الإسرائيلية في لبنان. وأضافت الصحيفة أن العلاقات بين الدولتين وصلت لمرحلة القطيعة التامة في يناير 2009 خلال عملية "الرصاص المصبوب" في غزة، حيث واصل شافيز التطاول على إسرائيل، قائلاً: "إن النكبة النازية هي ما تفعله إسرائيل الآن في غزة" وبناء عليه طرد شافيز كل الدبلوماسيين الإسرائيليين من السفارة في كراكاس. وزعمت الصحيفة أنه منذ قطع العلاقات بين الدولتين طرأ ارتفاع كبير على عدد الحوادث المعادية للسامية ضد الجالية اليهودية في فنزويلا، مشيرة إلى أن الكثير من اليهود في فنزويلا الذين قدر عددهم في عام 2000 بحوالي 20 ألف يهودي رحلوا عن البلاد بسبب سياسات شافيز المناهضة حتى وصل عددهم إلى قرابة عشرة آلاف يهودي فقط.