على مسار التجديد والتطوير يخطو الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، من أجل وضع الجامعة على خارطة التطور التكنولوجي والعلمي ليعيد لها الأمجاد ويكتب فصل جديد من فصول الجامعة الأعرق في العالم التى تجمع بين علوم الدين والدنيا، وتقدم للعالم العربي والإسلامي علماءً متميزين في شتى المجالات قادرين على قيادته نحو العالمية. ولأن جامعة الأزهر شهدت تطورًا حقيقًا وملموسًا فعليًا خلال السنوات الماضية، كان من الضرورى علينا التحدث مع رئيس الجامعة، ليكشف لنا ما حدث في الجامعة تحت ولايته، والتى تبدو للجميع واضحة جلية ولكن بها أسرار خاصة وجهد شاق للوصول إلى المستوى الذى عليه الآن. وإلى نص الحوار.. - ماذا عن تعيين أوائل الدفعات من 2014 حتى الآن؟ تسعى الجامعة بكل قوة لمنح الطلاب الخريجين حقوقهم في التعيين ونقدم كافة الحلول من أجلهم، وذلك حرصًا منا على مستقبل أبنائنا من الخريجين، وذلك نراه جليًا في كافة الخطوات التى تتخذها الجامعة، وقد نرى في القريب العاجل ما يسر الخريجين ونمحنهم حقوقهم في التعيين كمعيدين بالجامعة. - ما هى مراحل تطوير مناهج وتحديث جامعة الأزهر؟ - المصطلح الأدق أن نسميها تطوير المناهج وتحديثها وهو ماقمنا به بالفعل، فقد طورنا في المقررات الدراسية بما يتناسب مع عصرنا هذا، سواء كان ذلك في الكليات الشرعية أو العلمية فقمنا بتوحيدها في الكليات المناظرة، ووضعنا مواد فقهية تناسب كل كلية من الكليات العملية . لاقت تجربة الكتاب الموحد تناقض ورفض داخلي وخارجي؟ كيف طبقت الجامعة القرار؟ من رأيي أنها تجربة متميزة وأرى أن الجامعات المصرية ستحذو حذو جامعة الأزهر خلال السنوات القادمة، خاصة في كليات الحقوق والتجارة، والأقسام العربية في كليات الآداب . وسبب قولي أنها تجربة متميزة أننا لدينا كلية أصول الدين في القاهرة وكليات مناظرة لها في الأقاليم، ونحن لا نعطي لكل كلية شهادة، وإنما هي شهادة واحدة لكل الكليات اسمها شهادة تخرج من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر مما يعني أن النسب الأخير يكون لجامعة الأزهر ، ومن ثم يجب أن يكون المنتج وهو الطالب بمعايير موحدة، وحتى يتم ذلك يجب أن نوحد المعلومات المقدمة له، وأن نضمن أن تكون موثقة، فقررنا أن يكون الكتاب موحدًا تقوم على تأليفه لجنة من أساتذة الجامعة، بدلًا من أن يؤلف واحدٌ كتابًا ، وبدلًا من أن ينحصر الكتاب في فكر هذا الشخص سيكون الكتاب مجموع أفكار عدة أساتذة، وهذا ليس قتلًا للابتكار ولا البحث العلمي كما يقال، ولكنه الابتكار بعينه؛ لأن الكتاب لن يتكرر كل عام، ولكن سيكون التجديد مواكبًا للتغيرات والمستجدات على الساحة، كما تعكف الآن لجان لإعادة النظر في توصيف المقررات، حتى يكون هناك تناسب بين مواد الفصلين الدراسيين الأول والثاني، ودمج المواد التي اشتقت، واستحداث مواد تناسب العصر. - هل التطوير شامل، أم اقتصر على المناهج الشرعية فقط ؟ التطوير لدينا شامل، فكتب كلية الطب الآن تتناول القضايا المعاصرة كالخلايا الجذعية، وبنوك الدم، وبنوك الأجنة، وبنوك اللبن، ونقل الأعضاء. كما أن كتب كلية التربية الرياضية تناقش قضايا شغب الملاعب والمراهنات والمسابقات والزي الرياضي والمنشطات، وهكذا في كليات التجارة والزراعة والهندسة وغيرها من الكليات، والكلام نفسه ندرسه لمواد التفسير والحديث، بحيث يكون الكتاب متناسبًا مع الفئة المستهدفة . - هل كان للطلاب الوافدين نصيب من هذا التطوير؟ - الطالب الوافد يدرس مايدرسه الطالب المصري، وبالتالي هو مواكب لكل تطوير يحدث في الجامعة وهناك اهتمام خاص بهم، بدليل وجود ثلاثة مكاتب للعمل على خدمتهم وهي مكاتب رعاية الوافدين في كلية الدعوة، وكلية الصيدلة بنات، وبقطاع الدراسة، إضافة إلى إدارة الوافدين بالجامعة، ومركز تطوير الوافدين بالبعوث الإسلامية والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر . من ضمن سبل تجديد الخطاب الديني القوافل الدعوية التي تقوم بها جامعة الأزهر في جميع المحافظات المصرية؟ هذه واحدة من ضمن الأنشطة وبفضل الله زادت هذه القوافل خلال السنوات الماضية فبلغت مايزيد على 23 قافلة جابت محافظات متعددة وكانت تضم كشوفات طبية، ومساعدات غذائية وامتحانات فورية لمحو الأمية، وندوات فقهية لتبصير الناس بأمور الدين . وأذكر من هذه المناطق التي توجهت إليها القوافل : قرية أبوغالب بالقناطر الخيرية، وسبك الأحد بالمنوفية، والعكرشة بالقليوبية، وإسحاقة بكفر الشيخ، وميت بيضا بالمنوفية، وكفر سعد بدمياط، وحي الأسمرات بالقاهرة، وعزبة الهجانة بالقاهرة، وعزبة البلد بأسيوط، والصوامعة بسوهاج، وحواي واخناواي بالغربية، وبطن البقر بمصر القديمة، وبئر العبد بشمال سيناء، وعزب النهضة بدمياط، وعزبة العرب بالقاهرة، والمحلة الكبرى بالغربية، إضافة لقافلة الجيزة، والأقصر، وشمال سيناء،وبني سويف، والفيوم، والمحروسة بالقاهرة، وحلايب وشلاتين أضف إلى ذلك أن لدينا أكثر من 40 مركزا بحثيا منها مراكز بحثية نشيطة لها إسهامات داخلية وخارجية في خدمة المجتمع، مثل: المركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية، ومركز القلب، ومركز صالح كامل، ومركز المناعة والحساسية، وهناك مراكز أخرى مهمتها في البحوث العلمية فربما لا يعرف عنها المواطن كثيرًا، مثل: مركز الفطريات، والهندسة الوراثية، وتحقيق التراث، وليس معنى أنك لا تعرف عنها شيئًا أنها لا تعمل. هل نستطيع القول الآن أن جامعة الأزهر قادرة على تخريج داعية إسلامي مستنير؟ هي تفعل ذلك من القدم وكل مساجد مصر يقف على منابرها خريجو الأزهر ينشرون الوسطية ويقومون بتوعية الناس بأمور دينهم. هل جامعة الأزهر تهتم بتدريب أعضاء هيئة التدريس؟ الجامعة حريصة على تدريب أساتذة الجامعة من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، وكذلك العاملين بالجامعة بمختلف الكليات بالقاهرة والأقاليم وتأهيلهم وبناء قدراتهم، ولدينا مركز الأزهر للتدريب والتطوير، الذي ينظم دورات تدريبية؛ بهدف رفع الخبرات الإدارية، منها 9 دورات في مجالات: "إدارة التغيير، والتحفيز، والتخطيط الإستراتيجي، ودورات في القيادة، وإدارة الوقت والاستثمار الأمثل له". وكذا "التفويض ومتى يكون؟ وماذا يعنى؟، والتخطيط الإستراتيجي إضافة إلى دورات تدريبيية من أجل "تفعيل العمل الجماعى" الهادف لتفعيل روح الفريق، والجامعة حريصة خلال المخطط الإستراتيجى الخاص للمرحلة القادمة، علي الاستمرار في تنظيم مثل هذه الدورات، بجانب دورات الجودة؛ فالتدريب والتأهيل أساس نجاح أي عمل خاصة في ظل متغيرات العصر، وإضافة إلى ذلك يوجد مركز اللغات بالدراسة يقوم بتدريب وتعليم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس اللغات المختلفة؛ الإنجليزية والفرنسية والألمانية . الهيئة المعاونة تجد تعنتا من بعض المشرفين أحيانًا، وقد يضيع مستقبل باحث بسبب مشرف؟ هذا نادر، ومع ذلك فكل شئ وارد؛ ولهذا وضعت قرارًا يسهم في مواجهة إهمال بعض الباحثين وتقصيرهم، ويقضي على تعنت بعض المشرفين؛ حيث يقضي القرار بإلزام الباحثين بتسليم نسخ الرسائل العلمية لوكيل الكلية للدراسات العليا قبل اعتماد التشكيل من مجلس الكلية؛ تمهيدًا لاتخاذ إجراءات التسليم للجنة الحكم والمناقشة بمعرفته، وذلك في خلال أسبوعين من تاريخ اعتماد نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث على تشكيل لجنة الحكم والمناقشة على أن تسلم رسميًّا لأعضاء اللجنة، وعقب ذلك إذا حدثت مطالبة بتجديد صلاحية لجان الحكم والمناقشة علي الرسائل العلمية بعد انتهاء مدتها، ننظر فيها فإذا كانت المطالبة بسبب المناقش سواء كان داخليًّا أو خارجيًّا فإننا نعدل لجنة الحكم والمناقشة ونحرم من كان متسببًا في التأخير من المشاركة في الإشراف أو المناقشة لمدة ثلاث سنوات، وإن كان بسبب الإشراف تجدد صلاحية اللجنة ويحرم المشرف والمشرف المساعد من المشاركة في الإشراف أو المناقشة لمدة ثلاث سنوات، وإذا كان بسبب الباحث فتعرض حالته على نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، ثم على رئيس الجامعة لإصدار قرار بشأنه. ماذا عن رقمنة المناهج في جامعة الأزهر؟ بدأت بالفعل المحاضرات الإكترونية، وكذا الامتحانات، وبدأنا في إنشاء مبنى مركزي للاختبارات الإلكترونية، وهناك من الأساتذة من استغنى عن طباعة الكتب اعتمادًا على الكتاب الإلكتروني. ماذا عن رعاية الطلاب الموهوبين؟ تجد أن الجامعة قدمت العديد للطلاب من خلال رعاية مواهبهم من خلال توفير الأساتذة المسئولين عن مشروعاتهم التى ينفذوها، وعاد هذا الأمر على الجامعة بالتقدم فى التصنيفات الدولية. اقرأ أيضًا: رئيس جامعة الأزهر يدعو أئمة الأوقاف لمحاربة الشائعات جامعة الأزهر تكشف ل"الوفد" سبب تعليق الامتحانات لمدة أسبوع جامعة الأزهر تستعد بتزيين أسوارها للاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المحرصاوي يزور المدينة الجامعية للتأكد من جاهزيتها