مجرد ظهور المطربة الكبيرة عفاف راضى على مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية، فهذا فى حد ذاته عودة للغناء الجميل والأصيل والرائع، عفاف راضى صاحبة صوت ملائكى اكتشفها العبقرى الفذ الموسيقار الراحل بليغ حمدى عام 1970، وقتكانت فيه الساحة مليئة بأجمل الأصوات ولا مجال لذكرها حاليًا ولكن للوهلة الأولى أثبتت عفاف راضى موهبتها تمامًا بصوتها المتفرد، صوت لا تخطئه الأذن، غاية فى التميز والروعة والجمال. فى حفل الخميس الماضى أعادت عفاف راضى بسحرها الزمن الجميل، حيث غنت مجموعة من أغانيها فى الذكرى ال28 لرحيل «بليغ»، أغنيات عمرها 50 عامًا بالضبط، منها: «تساهيل، ردوا السلام، كله فى الموانى»، استطاعت بذكائها الشديد إحياء هذه الأغنيات ليعلم الجميع أن الأغنية الحقيقية لا تموت أبدًا مهما مرت السنوات، مازالت عفاف راضى تحتفظ بصوتها الجميل الذى جعل كلًا يسبح فى عالم من الطرب الجميل، وكان رائعًا أن تغنى معها ابنتها الموهوبة مى «عطاشى» وأغنية «بلاش» وسط حالة الهبوط الغنائى التى نعيشها، عادت صاحبة الصوت الملائكى لتطرب أسماع الملايين من المؤكد أنها عندما غنت تذكرت الأيام الخوالى وعصر الطرب الجميل، بما يخفى على الكثيرين الظهور الطاغى لعفاف راضى فى ليلة شم النسيم يوم 18 أبريل عام 1971، حينما غنت فى حفل أضواء المدينة بدار سينما ريفولى: «والنبى ده حرام، كله فى الموانى» وغيرها وكان يقود الفرقة بنفسه الموسيقار بليغ حمدى، فى نفس الحفلة غنى «حليم» أغنية «موعود» وغنى محمد العزبى «بهية». كانت هذه الحفلة بداية شهرة عفاف راضى وكانت دون ال18 من عمرها.. عد 50 عامًا عادت كما هى مطربة من العيار الثقيل جدًا، صاحبة الصوت الملائكى الذى لا يصدأ أبدًا، عادت لتقول للجميع، الغناء الحقيقى لم ولن يموت والأصوات الرديئة إلى مزبلة التاريخ. ما أحلى الرجوع إليها، تلك كان لسان حال كل من استمع لعفاف راضى، أتمنى أن يكون هذا الحفل بداية لعودة حقيقية لعفاف راضى ليعود ولو بقدر ضئيل سحر الغناء الجميل.