أطلقت محطة فضائية كويتية حملة تستمر 7 أيام للدفاع عن الرئيس المخلوع حسني مبارك، هذه الحملة أثارت استياء الناس في مصر علي اعتبار أن خلع الديكتاتور لم يكن بدافع التسلية ولا الرفاهية وإنما لإنقاذ بلد علي حافة الهاوية ووقف نزيف السرقة والفساد لمقدرات الشعب، وثروات البلاد حفاظا علي مستقبل الأجيال القادمة والناس تتساءل: لماذا يفعل ذلك جزء من الأشقاء العرب بنا، فهم لم يكتفوا بالدفاع عن الديكتاتور المخلوع وإنما يسيئون أيضا بسيل من الأكاذيب للثورة المصرية ويتهمون المصريين خلال الحملة بقلة الأصل، لأنهم أطاحوا بالديكتاتور الذي توطدت أركان الفساد في عهده وحوّل مصر الي دولة بوليسية قمعية يحكمها حفنة من الفاسدين ولصوص الأراضي والمال العام، وختم تاريخه السياسي بجريمة إطلاق النار علي المتظاهرين العزل فأردي منهم المئات وأصاب الآلاف إصابات خطيرة فما هي قلة الأصل في أن نطالب بمحاكمة هذا الرجل علي جرائمه. وما الذي جناه شعب مصر عندما انتفض ضد الظلم وهل كان علي الشعب أن يستكين تحت وطأة الظلم حتي يصبح أصيلا.. ثم لماذا تم إطلاق هذه الحملة في هذا التوقيت بالذات الذي يتلازم مع جولة الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الخليجية، في إطار الجهود المصرية لفتح ذراعيها للأشقاء العرب بعد الثورة فثورتنا السلمية التي أشاد بها العالم أجمع هي وسام علي صدر كل مصري ورسالة شرف الي الأشقاء العرب أن الشعوب باقية والحكام زائلون.. والشعب المصري لا يحمل ضغينة لأي عربي بل علي العكس، حلم المصريين جميعا أن ينهض العرب ليلحقوا بركب الدول المتقدمة وأي انتصار عربي في أي مجال هو رصيد يضاف الي مصر. قد يلتمس البعض العذر للأشقاء في الكويت أنهم يشعرون بالوفاء تجاه مبارك لأنه وقف الي جانب الكويت في محنتها إبان الغزو العراقي ولكن هذه القضية تستحق بعض المراجعة، لأن الجميع يعرف أن مبارك لم ولن يكون يتخذ هذا الوقت إلا في إطار تبعية القرار الأمريكي،ولو كانت أمريكا قد اتخذت موقفا آخر تجاه غزو الكويت فالأكيد أن مبارك كان سيمشي في نفس الركب، ولابد ألا نخدع أنفسنا فالرجل كرس حياته علي أساس أن يكون حليفا قويا لأمريكا بما في ذلك رعاية مصالح إسرائيل مقابل تركه يفعل ما يشاء في شعبه من بطش وقهر وتجويع علي مدي 3 عقود.. ونحن نتمني من الأشقاء العرب أن يراجعوا مواقفهم من جديد بعد سنوات طويلة من اليأس والإحباط في الخروج من مستنقع الفساد.. ونكرر يا سادة الشعوب باقية أما الحكام إلي زوال.. وعليكم أن تتقوا الله في الشعب المصري فقد تحمل ما لاطاقة به أو بغيره من شعوب العالم.