فعلاً المقاطعة للانتخابات البرلمانية هي الحل الأمثل، للرد علي ممارسات الرئيس محمد مرسي السيئة التي فاقت كل حد وتصور، ففي ظل هذه الأوضاع البالغة السوء، وفي ظل حالة الاستهتار والاستهزاء التي يقوم بها الرئيس في حق المصريين، كان يجب علي جبهة الإنقاذ، أن ترد بالمقاطعة للانتخابات البرلمانية التي صدرت بقانون معيب من مجلس شوري فاقد الشرعية أصلاً.. ورغم ذلك كله لا يزال الرئيس يواصل التصرفات الغريبة التي تدل علي انه فعلاً رئيس معزول عن شعبه. المقاطعة هي أبسط سلاح نفذته جبهة الإنقاذ التي يعمل رجالها من أجل الوطن والمواطن.. فهم لا يبغون سوي مصلحة مصر أولاً، ولا يعملون بأجندات خاصة كما تفعل الجماعة.. إصرار مؤسسة الرئاسة علي المضي قدماً في سياسة العناد لن تجدي أبداً ولن تفيد، بل ستكون وبالاً علي أصحابها، فالجماعة الحاكمة في الأصل لا تبالي بمقاطعة أو خلافها، إنما هي تريد أن تستأثر بكل شيء طبقاً لسياسة الاستحواذ والإقصاء. أجمل ما في المقاطعة انها ستكون رسالة إلي العالم أجمع، لكشف قبح نظام الحكم الحالي، لأن المصريين قاموا بثورتهم أساساً رداً علي السياسة العرجاء والفاشلة التي كبلت المصريين خلال حكم النظام السابق، وضحت مصر بخيرة شبابها الذين سقطوا ما بين شهيد وجريح، احتجاجاً علي نظام فاشي، وجاءت الطامة الكبري وأصيبوا بخيبة أمل كبيرة في حكم الإخوان الذين وصلوا إلي الحكم في غفلة من الزمن.. ولن تهدأ سريرة المصريين وسيتبعون كل السبل المشروعة من مظاهرات واعتصامات وعصيان مدني ومقاطعة حتي يصبح الإخوان محاصرين ومعزولين عن الناس حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً بشأنهم. مقاطعة الانتخابات إنذار شديد لمؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان حتي يتركوا الحكم بعد أن أوصلوا البلاد إلي هذه الكارثة التي وصلت إلي نفق مظلم.. هل سيترك الإخوان مصر بعد أن تنعق فيها «الغربان»؟!.. هل ستترك الجماعة ومندوبها في الرئاسة الحكم بعد أن تتحول أرض الكنانة إلي دار فتنة وقد بدأت بشائرها منذ توليه الحكم بعد كثرة الفرق الدينية والمتأسلمة التي تفعل، ما تشاء دون رقيب أو حسيب، فمنهم من يكون ميليشيات ويعتدي بها علي مؤسسات الدولة، ومنهم من يصدر الفتوي الطائشة، ومنهم من يعطل حياة الآمنين من الناس، ومنهم من يتطاول علي الوطنيين المخلصين لمصر والمصريين وينعتهم بما ليس فيهم في محاولات لتشويههم وهكذا.. بدأ عصر الفتنة التي لن تبقي ولا تذر سواء الذين أشعلوها أو الذين يتمسكون بها. المقاطعة هي إحدي الوسائل المشروعة للرد علي كل من تسول له نفسه أن يعتدي علي هذا الوطن الذي جأر بالشكوي مما تفعله جماعات الإسلاميين الذين لا يعرفون أصلاً روح الإسلام ولا تعاليمه.. فلم يحدث في التاريخ الإسلامي الذي قرأناه كل هذه المهازل، حتي في عصر الفتنة الكبري لم تحدث فيه هذه المهازل التي نراها حالياً ولم نجد مسلماً ادعي انه فقيه ديني وأصدر الفتاوي الغاشمة والطائشة.. فمن أين جاءت الجماعة وأذنابها بكل هذه المهاترات؟ فالإسلام والسلف الصالح أبرياء تماماً من يفعله هؤلاء. المقاطعة باتت الآن واجباً وطنياً علي كل الشعب المصري صاحب الإرادة الحديدية، ضد كل التصرفات الحمقاء التي تصدر عن الرئاسة وجماعة الإخوان وأتباعها الضالين.