4 محاور رئيسية و10 بنود فرعية تعزز ريادة مصر للمقاصة لا تكن ضعيفًا، أى ضربة توجعك، وأى تعثر يضعفك، فلا مكان للضعفاء.. كن قوياً، فكل موقف فى مسيرتك يتطلب تعاملاً خاصاً، والفطنة أن تتعامل مع كل بما يناسبه، فلا كفاح بلا عقيدة.. اعلم أن تعلمك من أخطائك يدفعك لصناعة مستقبل أفضل.. وكذلك محدثتى رسالتها أزرع جميلاً، فلن يضيع جميل أينما زرع، فالإنسان بقيمته، وبما يفيد، وليس بما يملك من مال. احرص أن تظل تتعلم حتى تصل إلى مستوى يليق بك، لا تخش من العثرات حتى تتقن ما تريد تعلّمه، فانتباهك للتفاصيل الصغيرة سيكشف لك طرقاً مدهشة لرسم صورة كبيرة لنجاحك.. وعلى هذا كانت مسيرتها منذ صباها. شرين فاضل رئيس مجلس إدارة شركة ترونورث للاستشارات.. والمرشح لعضوية مجلس إدارة شركة مصر للمقاصة ممن يحق لهم تولى منصب العضو المنتدب.. قناعتها بما تفعل دائماً يدفعها إلى الطريق الصحيح، فى مفردات قاموسها أن المكافح محدد الهدف، لا يخفق أبداً، رغبتها الدائمة فى الإصلاح من أجل المصلحة العامة يعرضها للصدام باستمرار، قدرتها على التجاوب مع التغيير سر قوتها، تحمل الشكر والعرفان لكل من أسهم فى تشكيل شخصيتها وأولهم والدتها. فى الطبيعة، يخلق الضوء اللون، وفى الصورة، يخلق اللون الضوء، عند المدخل الرئيسى يبدو محيط المكان بسيطاً، هادئاً، يكتمل بلوحات صممت برسومات تعبر عن جمال الفن، والموسيقى، بعضها يسطر ذكريات، وأخرى تشكل واقعًا قائمًا على الإبداع، أضواء خافته تضفى على المكان جمالاً، ألوان الحوائط، هادئة، الزهور والنباتات تنشر طاقة إيجابية لما تحمله من نماء، وحياة... على بعد أمتار، وبالطابق الثانى نفس المشهد، البساطة تسود الحوائط، مكتبة كبيرة تضم قرابة الألف كتاب، يتصدرها كتب عن التنمية البشرية، وتطوير الذات، سطح المكتب، يبدو منظماً، أجندة تسطر بين صفحاتها أفكارها، وتقييم أداء عملها، ربما تجد قسوتها على نفسها فى التقييم من أجل المزيد من التعلم والنجاح.. لخضت مقدمة ذكرياتها فى سطور، زينتها بعبارة أن «لحياتك قيمة، ورسالة، عليك أن تؤديها بنجاح». مرورها بمراحل صعبة، دعم قدرتها على المواجهة، تحرص على أن تنصح أولادها بالسعى والاجتهاد للوصول إلى الأهداف.. الحماس والرغبة فى تقديم الأفضل يرتسمان على ملامح وجهها، الموضوعية والدقة، يتصدران حديثها، متفائلة بمستقبل الاقتصاد الوطنى فى ظل مؤشرات تكشفت منذ ثورة يناير 2011.. تقول إن «الاقتصاد مر بثلاث مراحل مهمة، أسهمت فى أن يستكمل مساره الصحيح، بداية بتعامل الحكومة مع مشهد الثورة، ثم الاتجاه إلى تأسيس جمهورية جديدة، قامت على كاهل القطاع العام، من خلال الشركات، والبنوك الوطنية، ويتبين ذلك من خلال الكيانات القائمة سواء فى العاصمة الإدارية الجديدة، أو المشروعات القومية الكبرى تتصدرها قناة السويس، ثم المرحلة الثالثة التى يقود القطاع الخاص فيها استكمال التنمية، فى ظل دعم الحكومة المستمر. العقول العظيمة تتحدث بشأن الأفكار، وكذلك ترى المشهد القادم للاقتصاد، فى ظل مؤشرات إيجابية على مستوى الاقتصاد الكلى والقطاعى، مع توقعات أفضل للنمو الاقتصادى، نتيجة الإجراءات الإصلاحية، التى تستكمل خلال المرحلة الثانية، والتى تركز على دعم المنتج المحلى، والصادرات، نتيجة الفكر والمنتجات ذات الجودة العالية. لكن تسيطر حالة من الخوف فى العديد من اقتصاديات العالم بحدوث موجة تضخمية تكون لها تداعياتها السلبية على الاقتصاد الوطنى.. فما تقييمك للمشهد؟ بفطنة ورؤية دقيقة تجيب قائلة إنه «وفقًا للأرقام الخاصة بمعدلات التضخم، يتبين زيادتها بنسب طفيفة، لكن لا تسبب قلقاً، ولا يمكن تقييم الوضع الحالى العالمى، حيث اقتصادياته متأثرة بالإغلاق التام وفى جميع الأحوال لا تستطيع الموجة التضخمية غير أن تكون تدريجية وذلك لمصلحة الجميع خاصة إذا كان دخل المواطن مرتفع، وقادر على مواجهة مثل هذه المعدلات من التضخم، أما بالنسبة لمصر فقد سبقت العالم بالإصلاح الاقتصادى الذى تلى الثورة مما يميزها عن مثيلاتها فى المنطقة وسوف يدعمها على تلقى تدفقات أجنبية فى إعادة توزيع الأصول. وتعتبر زيادة الدخل الدولارى وتحويل السندات الدولارية بمثابة امتصاص للصدمات». قدرتها على مواجهة، وحل المشكلات، تمنحها ثقة كبيرة، ونفس الأمر حينما تتحدث عن رجل الشارع ومدى إحساسه بثمار الإصلاح الاقتصادى.. تقول إن «المواطن خلال السنوات الماضية تحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادى، من أجل بناء اقتصاد قوى، ورغم عدم الإحساس بهذه الثمار، إلا أن ما قامت به الدولة من خلال توفير الخدمات الصحية ومبادرات الدعم وتحقيق حياة كريمة، والإسكان، أسهم بجزء فى تعويض رجل الشارع من فاتورة الإصلاح، لكن خلال السنوات الثلاث القادمة متوقع أن يلمس المواطن النتائج الكاملة للإجراءات الإصلاحية». القدرة على التفكير الإيجابى من السمات المكتسبة من والدها، تجدها دقيقة وراضية فى حديثها عن السياسة النقدية، ودور البنك المركزى فى تحقيق مستهدفاته، خاصة النجاح المتحقق فى استقرار سعر الصرف، وتزايد الاحتياطى النقدى بصورة جيدة، وسداد الديون المستحقة بانتظام، وكل هذا يؤكد نجاح البنك المركزى فى سياسته، لكن عليه القيام بالمزيد من المبادرات لدورها المهم فى نشاط حركة الاقتصاد. السر فى التغيير يكمن فى توجيه طاقتك نحو الهدف، وهدف محدثتى يكمن فى المزيد من خفض أسعار الفائدة لتحقيق النشاط الاقتصادى، وتوجيه الأموال إلى الاستثمار، وخلق فرص عمل للشباب، بما ينعكس إيجابياً على النمو، مع احتفاظ الدولة بالبعد الاجتماعى لأصحاب المعاشات. لكن لماذا حالة الجدل بين الخبراء والمراقبين مستمرة فى عملية الاقتراض الخارجى، وهل الاقتراض يمثل قلقًا للاقتصاد؟ برؤية واضحة تجيب قائلة إن «نسبة الاقتراض الخارجى من الناتج المحلى الإجمالى تصل إلى نسبة فى الحدود الآمنة، ولا تمثل قلقاً، إذا ما قورنت بالدول الأخرى، بالإضافة إلى أن الاقتراض دفع الدولة إلى السير فى الاتجاه الصحيح، مما يؤكد نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى، ويتكشف أيضاً من خلال أرقام مصادر الدخل الدولارية، وتحقيقها نشاطا». يظل أداء السياسة المالية مقارنة بأداء السياسة النقدية غير مرض للخبراء والمراقبين، لكن محدثتى لها رؤية خاصة، تتمثل فى أن أزمة السياسة المالية يربطها البعض بمنظومة الضرائب رغم كونها مهمة كواحدة من إيرادات الدولة، لكن نقص التواصل يضر بيئة الاستثمار، ولا يلقى استحسان المستثمرين، وهو أمر يتطلب إعادة نظر وتنظيم لهذه السياسة، بالإضافة إلى أن ضبط جزء من هذا الملف يتحقق مع ضم القطاع غير الرسمى فى منظومة الدولة، من خلال المحفزات والإعفاءات الضريبية لهذا القطاع. تعلم من التجارب، لتصنع المستقبل الأفضل ونفس المشهد حينما تتحدث عن الاستثمار تجدها أكثر حماسا، تتساءل قائلة: «لماذا اتجهت شركة سويفل المصرية إلى دولة الإمارات وما السبب؟».. سرعان ما تعاود الإجابة قائلة «بسبب حزمة المحفزات المقدمة من مثل هذه الدول فى تيسير وتسهيل الإجراءات، ودعم كامل للمستثمرين، بعيدًا عن الروتين الذى يواجهه المستثمرين مع الموظفين فى الجهات المختلفة الذى تعانى منه الدولة، بالإضافة إلى عدم الاستقرار على القرارات التى تساعد المستثمرين فى تحديد دراسة الجدوى، وتحديد خطة متكاملة للمشروعات، والمدة الزمنية لاسترداد رأس المال». تتسم بالوضوح والصراحة عندما تتحدث عن القطاع الخاص.. تقول إن «القطاع العام أسس قاعدة بناء الجمهورية الجديدة، وحقق ذلك بنجاح كبير، ثم بدأ القطاع الخاص قيادة الانطلاقة، وقد جاءت من الأرقام المحققة لشركات القطاع الخاص تفوق التوقعات خلال الفترة الماضية، وبالتالى بدأ القطاع الخاص الاستفادة من الإصلاح، لكن مازالت الدولة تستطيع المساهمة بمحفزات للصناعة». رغم مرور أكثر من 6 سنوات على الإعلان عن ملف برنامج الطروحات الحكومية فإنه لم يتخذ أى إجراء بشأن الملف، ولا يزال الغموض يحيط بالبرنامج.. فهل الفرصة ضاعت فى طرح الشركات الحكومية؟ علامات حيرة ترتسم على ملامح وجهها قبل أن تجيب قائلة إن «الفرصة لا تزال قائمة، حيث إن نمو السوق لا يتحقق سوى بمنتجات وطروحات جديدة، والمشهد مهيأ لذلك فى ظل توافر السيولة». سارت بمنطق كلما تنافست مع نفسك كلما تطورت، فاليوم عندها لم يكن كما كان بالأمس، ولا يكون غداً كما هو اليوم، صفحات مسيرتها مسطرة بكلمات من نور، من هنا كان نجاحها طوال رحلتها، لتحقق نجاحات متتالية فى مجال صناعة سوق المال، بدأت من الصفر، لتصل إلى القمة، مشوارها لم يكن مفروشاً بالورد وإنما التحدى والاجتهاد، استطاعت ترك بصمة مضيئة بكل مكان عملت به، إلى أن حققت حلمها بتأسيس شركة للاستشارات، حدد محاورها مع مجلس الإدارة برؤية مستقبلية تبنى على 3 محاور مهمة تتصدرها تقديم خدمة طرح أدوات ومنتجات استثمارية جديدة، منها صناديق استثمار جديدة، والمساهمة فى تطوير وهيكلة الشركات، بالإضافة إلى التوعية. لا تبحث عن مجد شخصى، ولكن كل همها تحقيق قيمة مضافة لصناعة سوق المال، بما ينعكس إيجابياً لصالح الدولة، تسعى لترك بصمة وطابع مميز لا يمحى، تفتش عن المصلحة العامة، لذلك كان ترشحها لعضوية مجلس إدارة شركة مصر للمقاصة ممن يحق لهم تولى منصب العضو المنتدب، فى جعبتها الكثير لتقديمه للشركة، بما يسهم فى التطوير والنهوض بالسوق وخلق البنية التحتية لاستيعاب أدوات استثمار جديدة، وإضافة خدمات جديدة للمستثمرين، من خلال 4 محاور رئيسية، و10 بنود فرعية تتمثل فى البنية التحتية، وتضم تقييم نظم المعلومات والعمل على تطويرها والتأكد من كفاءة الاستدامة وتطوير أساليب العمل عن بعد عند الضرورة، والعمل على تطوير الموقع الإلكترونى لاستيعاب الخدمات الجديدة، وتفعيل التوقيع الالكترونى، وكذلك خلق منصة للعاملين بسوق المال لمناقشة المشاكل لإيجاد حلول بأسرع وقت، بالإضافة إلى الأصول، وتشمل تقييم الأصول والعمل على تحقيق أقصى استفادة منها، تقييم الاتفاقيات والعمل على تحقيق أقصى استفادة منها، وأيضاً الموارد وتضم، العمل على تعظيم موارد الدخل من خلال تقديم خدمات جديدة للمستثمرين من خلال الموقع الإلكترونى «تقارير، تحصيل كوبونات، دفع الضرائب، خدمة عملاء مميكنة، العمل مع الجهات المختصة لإدخال أنشطة جديدة للشركة «مقاصة لأدوات استثمارية جديدة والتسويق الإلكترونى للمنتجات الاستثمارية»، تقييم الهيكل التنظيمى والسياسات والإجراءات لتحقيق أقصى فاعلية للموارد البشرية وذلك بعد تطوير نظم المعلومات وتقديم خدمات جديدة ورفع كفاءة الموارد البشرية، بالإضافة إلى المحور الرابع والمتمثل فى تنشيط السوق، ويضم التعاون مع البورصة وهيئة الرقابة المالية على التوعية الاستثمارية، وتلقى مقترحات الأعضاء والعمل على إيجاد الحلول المناسبة. رسالتها البحث عن المصلحة العامة، ورؤيتها خدمة الجميع، عاشقة للقراءة التى كانت لها الدور الأكبر فى تشكيل شخصيتها، مغرومة بالموسيقى الهادئة، محبة للألوان البيضاء التى تحمل النقاء, لكن يظل شغلها الشاغل خدمة صناعة سوق المال، والوصول بالشركة إلى الريادة.... فهل تستطيع ذلك؟